السراج لا ينظر حوله.. مبادرات وهمية لإنقاذ الميليشيات الإرهابية
الثلاثاء، 18 يونيو 2019 11:00 ص
إن المعركة التي يخوضها الجيش الوطني الليبي، من أجل الحفاظ على البلاد وسلامتها واستقرارها، هي ليست معركة على السلطة، وأنه لا يمكن المساواة بين السلطة والميليشيات، هذا ما أكده ممثلو القوى الوطنية الليبية خلال اجتماعهم في القاهرة.
وشددوا أن هناك أكاذيب تحاك حول الجيش الليبي، يجب مواجهتها وأن هذه المعركة يخوضها الشعب الليبي ضد أعدائه والميليشيات والعصابات التي تسيطر على مناحي الحياة.
معركة الجيش الليبي جاءت لإعادة تأسيس الدولة الليبية الحديثة على أسس مدنية، وفهم طبيعة الدولة المدنية التي لا تسيطر عليها العصابات والميليشيات التي لا تتحكم سوى في10 %، بحسب المشاركون فى اجتماع القاهرة، كما طالب رئيس المجلس الأعلى للقبائل الليبية، الشيخ العجيل البريني بعقد لقاء بين التنظيمات الموجودة خارج ليبيا مع القبائل والقوى الموجودة في البلاد، لوضع اللبنات المستقبلية لليبيا ذات السيادة، بعد نحو تسع سنوات من الصراعات والميليشيات المتطرفة، كما طالب الحضور بتحديد الأطراف التي تدعم التطرف والإرهاب في ليبيا ومنها قطر وتركيا.
يأتى ذلك بعد إعلان رئيس المجلس الرئاسي، فايز السراج، مبادرة جديدة لحل الأزمة في ليبيا، وسط حراسة الميليشيات الإرهابية المسيطرة على طرابلس، طالب خلالها بعقد ملتقى ليبي بالتنسيق مع بعثة الأمم المتحدة، يحضره ممثلو القوى الوطنية، تكون مهمته إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية قبل نهاية عام 2019، غلا أن هذا الاقتراح سيكون من الصعب تطبيقه بحسب مراقبين، وذلك بسبب إصرار الميليشيات على عرقلة تفعيل أي بند يقضي بحلها وتسليم أسلحتها للدولة.
وقبيل طرح المبادرة، روج السراج لأكاذيب عدة من بينها، أن قواته استطاعت صد هجمات الجيش الليبي على العاصمة طرابلس، بل وألحقت الهزيمة به، معتبرًا أن النصر كان حليف قواته في معركة، رغم أن المعركة حسب السراج نفسه لم تنته بعد، إلا أن الواقع الميداني على الأرض يقول العكس، فمطار العاصمة الرئيسي على سبيل المثال لا يزال تحت سيطرة الجيش الوطني، وذلك بعد تمكن الجيش من صد أكثر من 27 هجوما فاشلا للميليشيات الإرهابية لاستعادة المطار.
ويقدم السراج نفسه، بأنه رجل سلام ووفاق، إلا أن خصومه السياسيين لا يعتبرونه كذلك، بل يحملونه مسؤولية توغل الميليشيات على القرار السياسي في العاصمة طرابلس، حتى اضطر إلى الوقوف إلى جانب المليشيات في كل مرة، كانت تواجه فيها الجيش الليبي، فالسراج حتى الآن لم يعترف بقيادة المشير خليفة حفتر للجيش الليبي، على عكس أطراف دولية أخرى تواصلت مع حفتر كان من بينها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والذي أشاد خلال اتصال هاتفي قبل نحو شهرين بدور الجيش الليبي بقيادة المشير حفتر في دحر المجموعات الإرهابية في ليبيا.
مبادرة السراج، جاءت عكس ادعاءاته فقواته تنهزم يوما بعد يوم أمام قوات المشير خليفة حفتر القائد العام للقوات المسلحة الليبية، وقد رد على هذه المبادرة رئيس الحكومة الليبية المؤقتة، عبدالله الثني، قائلًا، إن السلام في ليبيا لا يستقيم في ظل وجود الميليشيات، وذلك في إطار رده على المبادرة التي تقدم بها رئيس المجلس الرئاسي لحل الأزمة الليبية، ووصف الثني المبادرة التي تقدم بها السراج بأنها جاءت في ظل التقدم الذي يسجله الجيش الوطني في طرابلس.
وقد وصف الثنى رئيس الحكومة الليبية المؤقتة مبادرة السراج بأنها جاءت "في الوقت الضائع"، مضيفا: "كان عليه أن يقترحها عام 2016، عندما شكلت حكومة وحدة وطنية حظيت بدعم دولي، إلا أنه لم ينفذ تعهداته بموجب اتفاق الصخيرات، وخصوصا ما يتعلق بحل الميليشيات وتسليم أسلحتها واندماجها في مؤسسات الدولة الرسمية"، مشيرا إلى أن طرح السراج "جاء بعد إدراكه تخلي المجتمع الدولي عنه، وعجز الميليشيات عن الصمود أمام تقدم الجيش الليبي في طرابلس"، مضيفا:"السراج ليس صاحب قرار وسلطة حقيقية، لأن من يمتلك ذلك هم الميليشيات الإرهابية التي تستغل واردات النفط في أعمالها التخريبية".