بعد شهرين على حريق نوتردام.. رجال الأعمال خلفوا وعدهم مع باريس

الفن أصدق أنباء من المال، في أمور كثيرة إن لم يكن في كل شيء، كذلك الحال في الأشخاص، فلم يتخل فنانو فرنسا عن بلدهم في مصابها بحريق المعلم الأشهر عالميا كاتدرائية نوتردام دو باريس، على عكس رجال الأعمال الذين خالفوا تعهداتهم، التى قطعوها على أنفسهم بأن يتبرعوا بمئات الملايين من أجل ترميم الكاتدرائية التى هشمتها النيران.

وبعد مرور شهرين من نشوب الحريق، فلم يدفع أى من رجال الأعمال تبرعات التى قدرت بمئات الملايين من اليورو، لإعادة بناء نوتردام، فلم يتم دفع سوى 80 مليون يورو من أصل 850 مليون يورو، التى وعد بها المانحون لإعادة بناء الكاتدرائية التى دمرتها النيران.

وزير الثقافة الفرنسى، فرانك ريستر، قال إن سقف كاتدرائية نوتردام مهدد بالسقوط، بعد استلام 9 % فقط من أموال التبرع الموعودة إلى غاية يومنا هذا.

وأكد الوزير الفرنسى أن الكاتدرائية الباريسية توجد اليوم فى حالة هشة، خاصة على مستوى السقف المقبب الذى لم يتم تأمينه بعد، مضيفا أن السقف يمكنه أن ينهار فى أى لحظة، مضيفًا أن هنالك احتمالين: قد يكون هنالك أشخاص قطعوا وعودا بالتبرع، لكنهم لن يوفوا بها فى نهاية المطاف، كما أن هنالك آخرين سيمنحون تبرعاتهم تدريجيا مع تقدم أشغال الترميم، وهذا أمر عادي. وكانت النيران التهمت جزءا من الهيكل الذى يعود إلى القرون الوسطى، وسهم القبة المشيد فى القرن التاسع عشر.

وقال أندرى فينو، المسئول فى نوتردام، إن المانحين الكبار لم يدفعوا ولا سنتا، مضيفًا: يريدون أن يعرفوا أين أنفقت أموالهم بالتحديد وأن يوافقوا على ذلك قبل تسليم الأموال على ألا يكون ذلك لدفع رواتب الموظفين فقط.

ومن المقرر أن يشارك 28 فنانا فى معرض جاليرى جاجوسيان بالعاصمة الفرنسية باريس، على أن تذهب أرباح المعرض بالكامل إلى أعمال ترميم كاتدرائية نوتردام. 

وأنجز بعض الفنانين أعمالا خاصة بالمعرض الذى يستمر حتى 27 يوليو، وقد خفضت شركات النقل أسعارها بشكل كبير لجعل العملية أكثر مردودية.

ويشار إلى ان أبرشية باريس قد أعلنت أن كاتدرائية نوتردام ستحتفل بقداس غير مفتوح أمام العموم مساء السبت القادم ، وذلك بعد مرور شهرين على الحريق الذى اندلع بها.