أردوغان يستعين بـ «أبو الأنبياء» لاستمالة أصوات الناخبين في إسطنبول
السبت، 15 يونيو 2019 09:00 م
حالة من الإفلاس السياسي وصل اليها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورجله بن علي يلدريم، بعد أن أفرغا كل ما في جعبتهما من شعارات ووعود لم تُسعفهما في انتخابات 31 مارس الماضي، والتي فاز بها مرشح حزب الشعب الجمهوري أكرم إمام أوغلو، قبل إرغام الهيئة العليا للانتخابات على إصدار قرار إلغائها بإسطنبول وإعادتها مجددا.
راحا الرجلان أردوغان وبن يلدريم، يتحايلان بأمور الدجل والشعوذة، من أجل استمالة أصوات الناخبين في الانتخابات المقررة 23 يونيو الجاري، حيث لجأ يلدريم لأسلوب آخر لعله يفيده ويجذب إليه أصوات الناخبين، عندما زعم أنّ حجر الخاتم الذي يرتديه في إصبعه، من مقام النبي إبراهيم عليه السلام بالكعبة المشرفة.
وخلال مشاركته في برنامج تلفزيوني لقناة "ATV"، قال يلدريم ردًا على سؤال بشأن الخاتم الذي يرتديه: "إنه هدية من نجلي، الحجر الذي يزين الخاتم تمّ اقتلاعه من حجر مقام النبي إبراهيم بالكعبة" ومقام النبي إبراهيم عليه السلام هو الحجر الذي وقف عليه أثناء بناء الكعبة، ودعا الناس من أعلاه للحج".
بحسب فضائية "روسيا اليوم" لم يقدم يلدريم أي معلومات عن كيفية اقتلاع حجر خاتمه من المقام المحفوظ داخل قفص زجاجي، ومن أين حصل نجله على هذا الحجر، الأمر الذي أثار استياء الكثيرين حتى بين أنصار حزبه "العدالة والتنمية"، وتمّ تفسيره على أنّه دغدغة لمشاعر المتدينين مع اقتراب انتخابات بلدية إسطنبول الكبرى.
في تقرير موسع نشر الشهر الماضي، قال موقع المونيتور الأمريكي إن استماتة في الدفاع عن بلدية إسطنبول وإجباره اللجنة العليا للانتخابات على إعادتها يرجع لكونها مصدر قوة ومكانة وثروة كبيرة للرئيس التركي، وعائلته، وحاشيته الحاكمة.
بلغت ميزانية بلدية إسطنبول العام الماضي 42.6 مليار ليرة تركية (7.3 مليار دولار)، وهي أعلى من ميزانية معظم الوزارات الوطنية، كما أن جزءا كبيرا من هذه الأموال يذهب إلى الشركات الخاصة التي تستعين بها البلدية لتوفير الخدمات أو مشاريع البنية التحتية، بالتالي يعني التحكم في إسطنبول رئاسة شبكة ضخمة من العلاقات التي أصبحت وقود آلة حزب العدالة والتنمية، بشكل متزايد مؤخرًا.
لا يتورع نظام إردوغان في فعل أي شيء لإبقاء إسطنبول في قبضته، لذلك فقد لجأ حزبه"العدالة والتنمية" إلى اتباع حملة انتخابية لا معايير فيها ولا أخلاقيات، فبعد المدارس والمساجد، لجأ الحزب إلى استغلال معاناة المرضى للدعاية الانتخابية.
بحسب ما نشرت صحيفة "يورت" التركية 10 يونيو الجاري، قامت مجموعة تابعة للحزب بتوزيع حقائب مطبوع عليها شعارات الحزب على المواطنين الذين ينتظرون الفحص في قسم الطوارئ بمستشفى السلطان بيلي الحكومي في مدينة إسطنبول
وأثناء توزيع الحقائب، روّج القائمون على توزيع الحقائب لمرشح حزب العدالة والتنمية في الانتخابات المعادة بإسطنبول بن علي يلدريم، مطالبين المرضى بالتصويت له ضد أكرم أوغلو مرشح حزب الشعب الجمهوري، وهو ما رصدته مقاطع فيديو التقطتها عدسات الكاميرات
حسب الصحيفة التركية، فإن الحقائب التي تم توزيعها على المواطنين الذين ينتظرون فحصهم الطبي كانت تحتوي على عصير وكعك، وقامت المجموعة التابعة لحزب العدالة والتنمية باستغلال المشفى الحكومي بعلم من الإدارة التي تواطأت مع التصرف.
الانتهاك الانتخابي يأتي وسط أنباء عن اتجاه الحزب الحاكم إلى استغلال نفوذه من أجل تطبيق الممارسات ذاتها في مشافٍ أخرى بإسطنبول التي يستميت إردوغان من أجل منع المعارضة من السيطرة عليها، وهو الذي خسر في المدن الثلاث الكبرى في الانتخابات البلدية الأخيرة (إسطنبول وأنقرة وإزمير).