المسمار الأخير في نعش التنظيم الدولي للإخوان
السبت، 15 يونيو 2019 05:00 مدينا الحسينى
- البيت الأبيض يستعد لضم الإخوان إلى قائمة «الجماعات الإرهابية الأجنبية»
- الجماعة تعول على نتائج زيارة تميم لواشنطن ولقائه مع ترامب لوأد القرار
- قناة الجزيرة الداعمة للإخوان تكشف عن 5 كوارث تنتظر الإرهابية حال إدراج واشنطن الجماعة فى قوائم الإرهاب
- الجماعة تستعين بمكاتب محامين دوليين لمحاولة تعطيل إدراجهم ككيان إرهابى بأمريكا
منذ إعلان الإدارة الأمريكية فى نهاية أبريل الماضى، أنها تعمل على ضم جماعة الإخوان المسلمين للقائمة الأمريكية الخاصة بـ «الجماعات الإرهابية الأجنبية»، وتأكيد سارا ساندرز، المتحدثة باسم البيت الأبيض، أن «الرئيس دونالد ترامب تشاور مع فريقه للأمن الوطنى وزعماء المنطقة الذين يشاركونه القلق»، مشيرة إلى أن ضم الجماعة للقائمة «يأخذ مساره فى داخل الدوائر الداخلية لصنع القرار»، وماكينة الاجتماعات لم تهدأ فى كل من الدوحة واسطنبول ولندن، فى محاولة من جانب التنظيم الدولى للجماعة الإرهابية لعرقلة هذا التوجه، والعمل بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة لوأد الفكرة فى مهدها، وعدم إيصالها إلى الكونجرس الأمريكى.
تحركات التنظيم الدولى للجماعة الإرهابية زادت وتيرتها خلال الأيام الماضية، بعد وصول معلومات مؤكدة أن البيت الأبيض بدأ فى التشاور مع قيادات بالكونجرس للعمل على تمرير القرار، الذى سيسمح للمسئولين الأمريكيين بفرض عقوبات على أى شخص أو جماعة على صلة بالإخوان التى تمثل «تربة خصبة لتوليد الإرهابيين».
الاجتماعات الدائرة حاليا بهدف إيجاد مخرج للجماعة من أزمتها، تقودها المخابرات التركية والقطرية، وبالتشاور مع قيادات بالتنظيم الدولى، لوضع خطة تحرك سياسية وإعلامية للضغط على الإدارة الأمريكية وأعضاء الكونجرس لإيقاف أى تحرك ضد الجماعة، وأشارت مصادر إلى أن تركيا هى أكثر الداعمين لهذه التحركات، خاصة أن الجماعة ترتبط بصلات مع حزب العدالة والتنمية التركى، الذى يتزعمه رجب طيب أردوغان، الذى يتابع تفاصيل هذه الاجتماعات أولا بأول، كما أنه بالتوازى مع ذلك فتح «خط ساخن» مع أمير قطر، تميم بن حمد، لمواجهة هذا القرار، وقالت مصادر إن أردوغان تحدث مع تميم حول إمكانية استغلال لقاء الأخير بالبيت الأبيض مع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى 9 يوليو المقبل للحديث معه بشأن إرجاء هذا التحرك من جانبه ضد جماعة الإخوان، وتوصيل رسالة من أدروغان لترامب تحمل هذا المعنى.
وأشارت المصادر إلى أن الإخوان تعول كثيرا على نتائج زيارة تميم لواشنطن ولقائه مع ترامب، وإن كانت المؤشرات كلها تسير فى اتجاه فشل مهمة تميم قبل أن تبدأ، خاصة أن كل قيادات البيت الأبيض على يقين بخطورة جماعة الإخوان، وإنها المصدر الرئيسى للتطرف والأفكار الإرهابية فى العالم، ووفقا لما علمته «صوت الأمة» من مصادر خاصة فإن الأحاديث تدور حاليا فى الأوساط الأمريكية حول أن جماعة الإخوان منتجة فكريا وتنظيميا للفكر المتطرف والإرهابى وآلياته، كما أن الجماعة تعد نموذجا ومدرسة معلمة تخرج فيها كل قادة جماعات الإرهاب فى العالم، أخذا فى الاعتبار أن مسئولى الأمن القومى بالبيت الأبيض لديهم ملف كامل مدعم بالمعلومات والوثائق التى تثبت تورط الجماعة فى العديد من العمليات الإرهابية فى المنطقة العربية، وامتدادها إلى دول أوروبية وآسيوية، والتى كانت آخرها العلاقة التى تربط يوسف القرضاوى، مفتى الإخوان، والذى يحمل الجنسية القطرية، بجماعة التوحيد الوطنية التى يترأسها زهران هاشم، والمسئولة عن سلسلة التفجيرات التى استهدفت قبل شهرين 3 كنائس و3 فنادق فى سريلانكا بالتزامن مع احتفالات عيد الفصح، وراح ضحيتها 359 قتيلا، فقبل التفجيرات التقى القرضاوى وزهران فى الدوحة، بما يشير إلى الترتيبات التى سبقت العملية الإرهابية وتمت صياغتها فى الدوحة.
حالة القلق والتوتر المسيطرة على التنظيم الدولى للجماعة الإرهابية، كشفت عنها وسائل إعلام إخوانية ومنصات موالية للتنظيم، وعلى رأسهم فضائية الجزيرة، بتحديدها لـ 5 كوارث تنتظر الإرهابية حال إدراج واشنطن الجماعة فى قوائم الإرهاب، وهى أن الجماعة ستكون هدفا للعقوبات والقيود الأمريكية على الفور، مع حظر السفر وقيود قانونية أخرى لجميع كيانات التنظيم فى واشنطن بمختلف المسميات للجماعة الإرهابية، كما أنه سيحظر على المواطنين الأمريكيين تمويل أى أنشطة للجماعة، سواء داخل أو خارج الولايات المتحدة، كما سيحظر على البنوك أى معاملات مالية لتلك الجماعة، فضلا عن منع من يرتبطون بالإخوان من دخول الولايات المتحدة، بالإضافة إلى التأثير السلبى على مشاركة عدد من قادة الإخوان بالخارج فى فعاليات دورية، تشهدها واشنطن، وتنظمها مؤسسات بحثية بعيدا عن الأضواء وخلف أبواب مغلقة.
ووفقا للخطة التى تم اعتمادها فى الاجتماعات المتتالية، استعانت الجماعة بمكاتب محامين دوليين لمحاولة تعطيل إدراجهم ككيان إرهابى بأمريكا، بالإضافة إلى مكتب علاقات عامة بواشنطن تتولى قطر دفع نفقاته، ومهمته ترتيب لقاءات لعدد من قيادات الإخوان مع أعضاء بالكونجرس، خاصة أعضاء ولايات نيويورك ونيوجيرسى، وشهدت الأيام الماضية عددا من هذه اللقاءات التى شارك فيها شخصيات إخوانية مقيمة فى الولايات المتحدة.
كما تضمنت الخطة تكثيف اللقاءات والمؤتمرات والاجتماعات داخل الكونجرس، واستغلال شخصيات بعيدة عن الجماعة للحديث فى هذه الاجتماعات عن الإخوان والهجوم على مصر، مثلما سبق واستعانت الجماعة بأيمن نور، ومن بعده عمرو واكد وخالد أبو النجا.
بعض المتابعين لتحركات الإخوان خارجيا، يشيرون إلى إمكانية أن تلجأ الجماعة الإرهابية إلى مناورة من خلال الإعلان عن تفكيك التنظيم الدولى، لضمان عدم تأثر أعضائه حال إقرار الولايات المتحدة الأمريكية رسميا قرارها الخاص باعتبارها جماعة إرهابية، مشيرين إلى أن هناك رأى داخل قيادات التنظيم الذى تأسس عام 1982 فى ألمانيا بأنه بات عبئا على الجماعة، ولم يعد بالإمكان السيطرة عليه من جانبها، خاصة بعد أن خرجت من مصر لتلقى بنفسها فى خضم حسابات لكيانات سياسية إقليمية ودولية، فى حين يرى آخرون أن هذه الفكرة مستبعدة تماما، خاصة أن المتحكم الرئيسى حاليا فى التنظيم هو رجب طيب أردوغان، الذى يستخدمه لتحقيق أغراضه الخاصة، وأنه لن يقبل مطلقا بفكرة تفكيك التنظيم حتى ولو «شكليا»، لذلك فإن أردوغان يحتفظ حاليا بمركز قيادة التنظيم فى تركيا ليكون له كامل السيطرة.
يشار إلى أن بداية «التنظيم الدولى للإخوان» جاءت على يد رجل الجماعة القوى حينها «مصطفى مشهور» الذى تمكَّن من تدشين التنظيم رسميا فى ألمانيا 1982، إلا أن واقع حال الجماعة حاليا يفتقر إلى شخصيات مثل مشهور، ولاسيما بعد أن وصل إلى صفوف القيادة رجال من الصف الثانى والثالث، وهم ذوى قدرات تنظيمية وفكرية وسياسية محدودة، وهو ما أوصل الجماعة إلى أزمتها الأخيرة، ووصلوا هم أنفسهم إلى السجون بتهم تتعلق بـ «الإضرار بالأمن القومى المصرى»، فضلا عن ذلك، فإن القيادات الهاربة لا تملك إرادة اتخاذ القرار بعيدا عن العودة إلى الكيانات السياسية التى ترعاها فى قطر وتركيا، حتى مصير الجماعة التى تعمل كأداة وظيفية لخدمة مصالح كيانات دولية معروفة، لم يعد بإمكان القيادات القدرة على التحكم به.
وفى مقابل التحركات الإخوانية، قرر عدد من منظمات المجتمع المدنى التحرك لمخاطبة العالم بالجرائم التى ترتكبها هذه الجماعة الإرهابية فى مصر، والتى تمثل جرائم بشعة وخطيرة ضد الجيش والشرطة والمجتمع من قتل وسفك للدماء بعمليات إرهابية وإجرامية ضد قوات الجيش والشرطة والمواطنين الأبرياء، وأعلن عبد الجواد أحمد، المحامى بالنقض ورئيس المجلس العربى لحقوق الإنسان، عن تدشين مبادرة تضم محامين مصريين وعربا ودوليين بأمريكا لمواجهة استعانة الإخوان بمحامين دوليين لتعطيل قرار إدراجهم ككيان إرهابى بأمريكا، لافتا إلى أن المبادرة ستعمل على مساريين، الأول يعتمد على تأييد ودعم وترويج لقرار ترامب بإدراجهم ككيان إرهابى، والأخر موازٍ، وهو تتبع ومواجهة ما شرع فيه الإخوان من الاستعانة بمحامين دوليين لتعطيل ذلك.
ولفت عبد الجواد إلى أنه سيتم تدشين صفحة وحملة دولية بعنوان «الإخوان إرهابيون»، وسيتم إعداد استمارة تأييد للحملة، مشيرا إلى أنه سيتم جمع الاستمارات وإرسالها لكل أعضاء الكونجرس ومجلس الشيوخ الأمريكى وأصحاب القرار، وقال إنهم سيركزون على تعريف العالم بالجرائم التى ترتكبها هذه الجماعة الإرهابية.