لماذا أطلق العالم على ألمانيا لقب «المعجزة الاقتصادية»؟
الجمعة، 14 يونيو 2019 12:00 م
يُطلق على ألمانيا لقب "المعجزة الاقتصادية"، فهى البلد الوحيد الذى خرج من الحرب العالمية الثانية وهى فى حالة تدمير تام ومنقسمة لجزئين وتم تدمير اقتصادها وبنيتها التحتية بشكل شبه تام، إلا أنها فى وقت قصير تمكنت النهوض مجددا لتصبح واحدة من أهم محركات النمو الاقتصادي العالمي، فلا يمكن الحديث عن المعجزات الاقتصادية دون ذكر الاقتصاد الألماني الذي استطاع خلال فترة قصيرة النهوض والتواجد ضمن قائمة أكبر اقتصادات العالم، لتصبح التجربة الألمانية واحدة من أكثر التجارب إلهاما للنجاح فى التاريخ الإنسانى.
يتجاوز حجم الاقتصاد الألماني اليوم 4 تريليون دولار، مما يجعل منه الاقتصاد الأكبر في أوروبا ورابع أكبر اقتصاد في العالم مع استحواذه على نحو 5 % من الناتج المحلي العالم، كما يعد السوق الألماني في الوقت نفسه أكبر سوق استهلاكي في أوروبا بعدد مستهلكين يقارب 83 مليون مستهلك، أي ما يعادل 16 % من سكان الاتحاد الأوروبي، كما أنها موطن لنحو 3.5 مليون شركة تتجاوز عوائدها السنوية حاجز 7 تريليونان دولار.
أما من حيث التجارة، فيظهر تفوق الاقتصاد الألماني بشكل أكبر، فهى ثالث أكبر مصدر للسلع في العالم بعد الصين والولايات المتحدة، وحجم صادراتها في العام الماضي تجاوز حاجز التريليون و 560 مليار دولار في 2018، أي ما يعادل 8%ة من حجم الصادرات العالمية، ويرجع حجم الصادرات الكبير إلى دور القطاع الصناعي الذي يشكل نحو 31 % من الاقتصاد، وهي من أعلى النسب المسجلة بالاقتصادات المتقدمة، فيما تشكل الشركات الصناعية الألمانية نحو 10 % من الشركات الأوروبية العاملة في القطاع الصناعي، ويأتي قطاع السيارات في مقدمة الأنشطة الصناعية بألمانيا، حيث تتجاوز إيراداته السنوية 400 مليار دولار، ويستحوذ على 21 %من إجمالي صادرات السيارات العالمية.
وهناك عدة ركائز أدت لتقوية الاقتصاد الألماني يوما بعد يوم، ومنها قوة أداء الشركات المتوسطة الحجم، والتى تعد القلب النابض للاقتصاد الألماني والمقصود بهذا هو الشركات التي لا يتجاوز حجم مبيعاتها السنوية 50 مليون يورو، ولا يزيد عدد العاملين فيها عن 500 إنسان، وتشكل هذه الشركات 99,6 % من الشركات الألمانية، وأكثر من 1000 شركة منها تعرف بما يسمى "الأبطال الخفيون"، حيث أنها غالبا ما تكون مجهولة الأسماء على المستوى العام، رغم أنها من الشركات الرائدة عالميا في مجالاتها.
وتمتاز ألمانيا بتجيهزها أفضل المعارض عالميا، حيث تمتاز في إقامة وتنظيم المعارض الدولية، و يصل عد زوار حوالي 150 معرضا دوليا في العام إلى حوالي عشرة ملايين زائر، ويعود عليها ذلك بملايين الدولارات، وكذلك المراكز الاقتصادية الأهم في ألمانيا هي التجمعات الحضرية الكبيرة في ميونيخ (التقنية الرفيعة)، شتوتغارت (السيارات)، الراين والنيكر (الكيميائيات والمعلوماتية)، فرانكفورت (المال)، هامبورغ (المرفأ، بناء الطائرات، الإعلام). كما تعتبر مناطق برلين/براندنبورغ الأهم على مستوى الشركات الصاعدة والناشئة.