من جبل طارق إلى المانش.. قوارب الهجرة غير الشرعية تراوغ من جديد
الأربعاء، 12 يونيو 2019 11:00 ص
فى خطوة مفاجئة انتقلت ظاهرة قوارب الهجرة إلى الدول الأوروبية من مضيق جبل طارق، إلى ممر آخر استراتيجى وهو بحر المانش بين فرنسا وبريطانيا، حيث بدأت هذه الظاهرة فى الارتفاع خلال الشهور الأخيرة، مما أجبر باريس ولندن على معالجتها بما فى ذلك احتمال سحب سفن الحراسة من المتوسط ونقلها إلى هذه المنطقة، حتى لا تتحول إلى نقطة رئيسية للهجرة الدولية فى المدى القريب.
وارتفعت ظاهرة الهجرة خلال الأسابيع الأخيرة، حيث يقوم مهاجرون من فرنسا بالعبور نحو شواطئ بريطانيا عبر بحر المانش، وذلك نظرا لعدم قدرة هؤلاء المهاجرون الدخول إلى بريطانيا بطريقة شرعية لعدم حصولهم على الفيزا لدخول لندن، وتفيد التقديرات الفرنسية والبريطانية بوصول قرابة 200 مهاجر ما بين نوفمبر وديسمبر الماضيين إلى السواحل البريطانية على متن قوارب وأكثر من 500 مهاجر منذ بداية السنة.
وبحسب وكالة الأنباء رويترز، اعتقلت سلطات بريطانيا وفرنسا الأسبوع الماضى 74 مهاجرا أثناء محاولتهم غير القانونية لعبور نفق المانش ليلا، باتجاه الشمال متجهين إلى المملكة المتحدة، حسبما ذكرت وزارة الداخلية البريطانية.
مهاجرون
وقال وزير الداخلية البريطانى ساجد جاويد إن "عدد المهاجرين الذين يعبرون المضيق ليلا يثير قلقا عميقا"، مشيرا إلى أن "أولئك الذين يفضلون هذه الرحلة الخطرة على واحد من أكثر طرق الشحن ازدحاما فى العالم يعرضون حياتهم لخطر قاتل".
وذكرت شبكة "ايه بى سي" الأمريكية، أنه تم إنقاذه رجل يبلغ من العمر 26 عاما، من إريتريا، وقد تم رصده بالقرب من إيجمودين بغرب العاصمة أمستردام، حيث كان يسعى إلى الوصول إلى إنجلترا، ولكن الغريب فى الأمر، أن القارب الذى كان يقله كان بدون محرك وشراع ومصنوع من قطع من البلاستيك.
واتفقت فرنسا وبريطانيا على تشديد مكافحة قوارب الهجرة فى بحر المانش الذى يفصل بين البلدين من خلال وضع مخطط خلال الشهر الجاري، لكن هذا لم يمنع من ارتفاع أصوات لا سيما فى الجانب البريطانى مثل النائب البرلمانى المحافظ شارلى إلفيك الذى طلب سحب سفن البحرية البريطانية التى تعمل فى البحر الأبيض المتوسط للمساعدة فى رصد قوارب المهاجرين واستقدامها إلى بحر المانش نظرا لانتقال الظاهرة من المتوسط إلى هذا المعبر البحرى البالغ 23 كلم بين البلدين الأوروبيين.
مهاجرين غير شرعيين
وأوضح محللون أن من العوامل التى تشجع المهاجرين للانتقال إلى بريطانيا، وجود عائلاتهم مقيمين فى هذا البلد الأوروبى، مؤكدين أن أن بحر المانش يعتبرمن أخطر الطرق للهجرة بالقوارب.