مخاطر حرب الفضاء.. تحذيرات من اصطدام« المحطة الدولية» بحطام أقمار الصناعية
الأربعاء، 12 يونيو 2019 04:00 م
السباق البشرى لامتلاك الريادة فى عالم الفضاء وضع أهدافًا محددة تتمثل فى سعى كل دولة لكسب نقطة إضافية لصالحها خلال هذا الماراثون التسليحى فى مواجهة باقى الدول الصديقة والعدوة فى ذات الوقت، دون أى حسابات لاعتبارات أخرى مثل إمكانية حدوث خلل فى المجال الجوى لكوكب الأرض مع تزاحم الأقمار الصناعية المحلقة فى الفضاء الفسيح إلى جانب حطام تلك الأقمار التى خرجت من مسارها أو انتهت فترة صلاحيتها ودمرت هناك.
وإلى جانب الحروب المستقبلية المتوقعة التى قد تنشأ عن سباق التسليح الفضائى، هناك مخاطر أخرى يجب الالتفات لها، وهى إمكانية تعرض محطة الفضاء الدولية لأضرار نتيجة اصطدامها بحطام أى من الأقمار الصناعية المدمرة السابحة فى الفضاء دون قيد أو تحكم من أحد.
وفى أبريل الماضى، أشار المدير التنفيذى للبرامج المأهولة فى وكالة الفضاء الروسية "روسكوسموس" سيرجى كريكاليف، إلى وجود احتمالية لاصطدام حطام القمر الصناعى الهندى بمحطة الفضاء الدولية، ولكن فى الوقت ذاته، أوضح أن هذا الاحتمال ضئيل جداً، منوهًا بوجود بعض القطع صغيرة التى يصعب تتبعها.
ونقلت وكالة أنباء سبوتنيك الروسية، عن كريكاليف قوله – آنذاك - "لا يمكن رصد جميع الشظايا الصغيرة، والتى لها انعكاس صغير، وربما لا يمكن رصدها، حتى لو كان احتمال الاصطدام غير كبير، لكن من الأفضل أخذه بعين الاعتبار، لضمان سلامة المحطة".
وبعد رصد هذا الجانب من سباق التسليح الفضائى، تجدر الإشارة الآن إلى أنواع الأقمار الصناعية التى تحلق فى فضاء كوكبنا، ومنها الأقمار الصناعية الفلكية، التى تستخدم لرصد الكواكب والمجرات البعيدة والأجسام الفضائية، ويطلق عليها التلسكوبات الفضائية أو المرصاد الفضائى، وهناك نوع آخر هو الأقمار الحيوية، وهى أقمار مصممة لنقل الحياة إلى الفضاء، حيث يمكن من خلالها إرسال البذور والحيوانات والحشرات إلى الفضاء، كما حدث فى حالة إرسال أول قمر صناعى يحمل حيوانًا للفضاء وهو الكلب "لايكا".
ومن بين الأنواع المعروفة، أيضًا، الأقمار المستخدمة للاتصالات والبث التلفزيونى، ويعمل هذا النوع على نقل وتضخيم إشارات الاتصالات الراديوية من خلال أجهزة الإرسال والاستقبال، حيث يعمل قمر الاتصالات بمثابة قناة اتصال بين المرسل والمستقبل على أساس مواقع جغرافية مختلفة، كما تستخدم هذه الأقمار لأغراض التطبيقات الإذاعية والتلفزيونية، والعسكرية، والهاتفية.
كما توجد الأقمار الصناعية الخاصة بمراقبة الأرض ودراسة الأحوال الجوية والطقس، ويستخدم الأول منها لتوفير البيانات اللازمة فى قرارات مكانية، وزمانية، وطيفية متنوعة من أجل تلبية احتياجات المستخدمين المختلفة فى البلد وللاستعمال العالمى كذلك، وتستخدم البيانات المأخوذة من هذه الأقمار فى العديد من التطبيقات التى تشمل الزراعة، والموارد المائية، والتخطيط الحضري، والتنقيب عن المعادن، والبيئة، والغابات، وإدارة الكوارث، وغيرها الكثير، أما الثانى فهو عبارة عن أقمار تساعد فى التعرف على الأرصاد الجوية والتنبؤ بالطقس، وتحتوى هذه الأقمار على كاميرات يمكنها تقديم صور لطقس الأرض إما من مواقع ثابتة مستقرة بالنسبة للأرض أو من مدارات قطبية.
كذلك توجد الأقمار المستخدمة للملاحة، وهى عبارة عن قمر صناعى مصمم بشكل صريح للمساعدة فى الملاحة فى البحر، بالإضافة إلى الملاحة الجوية، وتعتمد هذه الأقمار على التحول الدوبلرى والتغير الذى يحدث فى تردد القمر، حيث يمكن للسفينة فى البحر أن تحدد بدقة خطوط الطول والعرض الخاصة بها.
وتوجد، أيضًا، الأقمار الصناعية القاتلة، والتى صممت لتدمير الرؤوس الحربية من البلدان المعادية، والأقمار الصناعية، والأجسام الفضائية التى تشكل خطرًا على الحياة على الأرض، إضافة إلى هذا توجد الأقمار الصناعية العسكرية، والتى تساعد فى جمع الاتصالات المشفرة والرصد النووى ومراقبة تحركات العدو والإنذار المبكر بإطلاق الصواريخ والتنصت على الوصلات الراديوية الأرضية وللحصول على تصوير بالرادار الفوتوغرافى باستخدام تلسكوبات كبيرة لالتقاط صور للمناطق العسكرية المتعددة.