تعرف على أهداف أول صندوق استثمار قومي خيري للتعليم في مصر

شهد شهر مايو الماضي إنعقاد الاجتماع التأسيسي الأول لمجلس إدارة صندوق الاستثمار القومي الخيري للتعليم، وهو أول صندوق استثمار من نوعه يطبق فكرة الوقف لاستغلال عوائده لصالح تطوير العملية التعليمية في مصر، أسوة بما هو متبع في كثير من الدول في الخارج.

واليوم شهد عددا من الوزراء والمسئولين إطلاق صندوق الاستثمار القومى الخيري للتعليم من أجل دعم وتطوير المنظومة التعليمية في مصر، والذي تعتبر وزارة الأوقاف المصرية المساهم الرئيس في هذا الصندوق، حيث بدأت في استثمار العوائد الكبيرة التي تحققها هيئة الأوقاف حاليًا في اتجاهات يستشعرها المواطن كبناء المزيد من المنازل، إلى جانب توجيه جزء من هذه العوائد إلى دعم الفئات الأولى بالرعاية، ومن هذا المنطلق جاءت فكرة تخصيص وقف للمساهمة في العملية التعليمية، على أن تخصص كامل الأرباح ليتم انفاقها بالكامل لدعم الأغراض التعليمية، وسيتم زيادة أموال الصندوق عبر إضافة مكتتبين له.

ويهدف صندوق الاستثمار القومي الخيري للتعليم، لإيجاد آلية لتوفير تمويل مستدام للمشاريع التعليمية، والارتقاء بمستوى التعليم والعمل على دعم الطلاب، بالإضافة إلى توفير خدمة تعليمية متميزة موجهة للمناطق المحرومة والأكثر احتياجًا، مع إدارة العمل الخيري والوقف بشكل مؤسسي واحترافي.

من جانبها أكدت وزارة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري، أن رؤية مصر 2030 تقوم بشكل أساسي علي المشاركة مع القطاع الخاص والمجتمع المدنى، وتعد مبادرة إطلاق صندوق الاستثمار القومى الخيري للتعليم بداية وخطوة جيدة لتطوير العملية التعليمية، علما بأن تطوير التعليم هو أساس تقدم الدول مثل سنغافورة وغيرها من الدول التى وجهت استثماراتها وجهودها إلى تطوير التعليم الذى يعد من أهم أولويات الدولة المصرية، وأن نتاج هذه العملية التعليمية سوف نراه فى شباب مبدع ومبتكر يضيف إلى وطنه ويساهم فى رسم مستقبل أفضل للبلاد.

وأعتبرت وزارة التعليم صندوق الاستثمار القومى الخيري للتعليم، نقطة فارقة فى مسيرة التعليم المصري، وأن معظم جامعات العالم لديها هذا النوع من الوقف الذي يستخدم فى دعم العملية التعليمية، كما أن الهدف من الوقف هو تكملة الموازنات الحكومية بمصادر تمويل آخرى من أجل الاستمرار فى التطوير وتحسين المحتوى والاهتمام بالعنصر البشري المتمثل في المدرسين والإداريين بالإضافة إلى حل مشاكل الفصول والكثافات وتوفير بيئة لتعليم جيد.

وفي نفس السياق، يري محمود منتصر، الرئيس التنفيذي لبنك الاستثمار القومى أن فكرة إنشاء صندوق خيري للتعليم للصرف من خلاله من واقع وثائق استثمار وصرف العائد منها على التعليم بمشتملاته، بدايًة من أجل تطوير المحتوى التعليمى نفسه ثم المعلمين والمنشآت والأجهزة والمعدات التى تستخدم فى العملية التعليمية، موضحًا أن الغرض من الصندوق هو تبنى رؤية تنهض بالتعليم فى مصر، وأنه خلال 2020 سوف ينطلق المشروع وستصدر الوثائق الخاصة به.

وأوضح الدكتور أحمد عكاشة، عضو المجلس الرئاسي الاستشاري لكبار علماء مصر، أن كافة الدول التى نهضت استثمرت فى التعليم، مشيرًا إلى أهمية معرفة ما سيحدث خلال السنوات القادمة وأن يكون هناك استدامة فى التمويل والتى تأتى بمساهمة رجال الأعمال والمؤسسات المختلفة فى مثل تلك المشروعات.

وأكد المهندس صادق السويدى، أن الدول لا تستطيع أن تنهض دون تطوير والاستثمار فى التعليم، مشيدًا بفكرة الوقف الخيري للتعليم الذي سيكون بمثابة نواة لمساهمة المجتمع فى المشاركة فى بناء الدولة من الناحية التعليمية.