يعيش 17 نوعاً منها فى مصر..
الثعابين شر لابد منه فى الحفاظ على البيئة وتنتشر في الزراعات الصحراوية والقديمة
الإثنين، 10 يونيو 2019 03:00 ص
مع ارتفاع درجات الحرارة، ودخول فصل الصيف، تبدأ الحشرات والزواحف فى الخروج من جحورها، ومنها الثعابين، التى تأخذ فى الانتشار بالحقول والمنازل والزراعات، بحثاً عن غذائها، وهروباً من درجات الحرارة الشديدة إلى أماكن ظليلة ورطبة يتوافر فيها الهدوء والهواء والاختباء والاختفاء بعيداً عن الأعين والشمس الحارقة.
وخلال البحث عن الغذاء والهروب من حرارة الصيف يحدث أن يضل الثعبان طريقه فيصطدم بالبشر من حوله لتكون الصدمة غير مأمونة العواقب، وقد تودى بحياة الإنسان وهو الحال الذى يتعرّض له يومياً المزارعون والفلاحون، والأطفال والمراهقون من الجنسين، أو مانسميهم "عُمال اليومية"، والذين تدفعهم الحاجة إلى الذهاب للحقول، للحصاد أو جمع أو تنقية أو قلع"المحاصيل، من خضروات وفاكهة وغيرها، وخاصة جمع العنب والفراولة والكنتالوب، فى الأراضى الصحراوية والقديمة، أملاً فى الحصول على أجر يومى يغنيهم عن السؤال، وخلال عملهم بالزراعات، قد يتصادف وجود ثعابين وحيّات، تبحث هى الأخرى عن غذائها، وتحاول الهروب ظناً منها أن هناك من يهاجمها، فتلجأ إلى لدغه وتحدث الإصابات والوفيات.
الدكتور عمر تمام عميد معهد الدراسات البيئية بجامعة السادات
أنواع الثعابين فى مصر
وتؤكد الدراسات والبحوث البيئية، أن مصر ينتشر بها، من 10 إلى 17 نوعاً من الثعابين، فى الحقول والمنازل والأراضى القديمة الطينية، وكذلك فى الأراضى الصحراوية المستصلحة حديثاً، وتنتشر الأنواع السامة منها، في المناطق الصحراوية والجبلية القاحلة جداً، والمناطق الغابية شديدة الرطوبة، ومن هذه الأنواع، البخاخ والتنير والطريشة والكوبرا والناشئة سوداء اللون، وجميع هذه الأنواع تعيش بعيداً عن المناطق السكنية، بينما نجد فى الغالب، أن ثعابين المناطق المأهولة، غير خطيرة لأنها غير سامة، وهي الكربال والكرباج والسيور، وهي الأنواع، التي تعيش في الحدائق وشقوق المنازل القديمة، وعلى جسور الترع والمصارف، أما الثعبان "آكل الحمام"، فيتخصص في مصر بمص دماء الحمام والعصافير واليمام فقط، وهناك الثعبان "بوز السحلية"، ويعيش في المناطق المهجورة، ويقوم بالتهويش "التخويف" فقط ولا يضر الإنسان، وتقول الدراسات إن الخوف الزائد من الثعبان، هو سبب ابتعاد الناس عنه.
إحدى الحيّات التى تعيش فى البيئة المصرية
التحذير من التعامل مع الثعابين
كان الدكتور عمر تمام، الخبير البيئى، وعميد معهد الدراسات البيئية بجامعة السادات، قد حذّر من التعامل مع الثعابين، المنتشرة في محافظات الدلتا والصحراء، وأكد أن هناك أسباب متعددة، قد تؤدى إلى مهاجمتها للإنسان، ويرجع ذلك إلى أن الثعابين تهرب من ارتفاع درجات الحرارة، إلى المخابئ والجحور عقب اصطياد فريستها، وأكد تمام، فى تصريحات صحفية، أن الثعابين من حيوانات الدم البارد، التي لا تتحمل ارتفاع درجات الحرارة، وأوضح أن رصدها في الأراضي الزراعية، ليس بهدف مهاجمة الإنسان، ولكن أثناء رحلة البحث عن الطعام، يكتشفها الإنسان، ويحاول محاصرتها فتهاجمه، وقد تسبب له مخاطر كبيرة، وتابع الدكتور "تمّام"، أنه من المتوقع لجوء الثعابين في الموجة الحارة الحالية، إلى المناطق القريبة من الترع، هرباً من الحرارة المرتفعة، وبحثاً عن فريسة للطعام.
الأهالى يحملون ثعباناً بعد قتله بأحد الحقول
وأوضح الدكتور"تمّام"، أن الأنواع التي سجلت في محافظات الدلتا، هي الحيّة القرعاء، والغريبة والحيّة المقرّنة وأشار إلى أن تلك الأنواع، تتسب لدغتها في موت الأنسجة القريبة من مكان اللدغة، وينتج عنها تورم وتآكل للأنسجة خلال يوم أو يومين، على أقصى تقدير، لذلك ننصح بترك المكان فوراً والإبلاغ عن المكان الموجود به ثعابين، وطالب عميد معهد الدراسات البيئية بجامعة السادات، المزارعين بالحذر، حتى لو كان الثعبان يبدو ميتاً، لأنه من الممكن أن يكون سمّه فعالاً، لذلك يجب التعامل معها بآقصى درجات الحيطة والحذر، تفادياً للتعرض لمهاجمتها.
الحاج حسين عبد الرحمن أبوصدام نقيب الفلاحين
الثعابين حلقة مهمة فى التوازن البيئى
من ناحيته، قال الحاج حسين عبد الرحمن أبوصدام، نقيب الفلاحين، على الرغم من خطورة الثعابين، والتي قد تتسبب في كثير من حالات الوفاة للمزارعين، إلاّ أن القضاء عليها بصورة نهائية، ليس الحل الأمثل، لأن وجود الثعابين مفيد جداً للمزارعين وللبشر، علي وجه الأرض، فالثعابين من الأعداء الطبيعية للقوارض، وهى العدو اللدود للمزارعين، واختفاء الثعابين سيتسبب في خلل بيئي، ويؤدي إلي ازدياد أعداد القوارض، لأن معظم القوارض تتكاثر بدرجة كبيرة وبسرعة، وتقضي علي كميات كبيرة من المحاصيل المزروعة، وخصوصاً الفئران، التي تلحق خسائر كبيرة بالحبوب المُخزّنه، وتنقل الجرذان مرض الطاعون، لافتاً إلى أن الثعابين تساهم مساهمه قويه في إنتاج المواد المناعية والمضادات السُمّية والأدوية الهامة جداً للإنسان.
ثعبان صحراوى
وأشار أبوصدام، إلى أن الكثير من الثعابين، تكون طعاماً لغيرها من الدوابّ النافعة، وهو ما يشكّل حلقة في التوازن الموجود في البيئة، موضحاً أن الاتجاه لاستخدام الآلات الزراعية الحديثة، يقلل من فرص تعرض الفلاحين للدغات الثعابين، مع ضرورة الاهتمام بتوفير الإسعافات الأولية، في الوحدات الصحية بالريف، والتوعية المستمرة بكيفية التعامل مع حالات لدغ الثعابين.
تتواجد الثعابين فى حقول العنب وعلى أشجاره
وأضاف أبوصدام، أن أخذ الحيطة والحذر لعدم التعرض للدغ الثعابين، وتوفير الأمثال المضادة لسموم الثعابين المحلية، هو الأهم، مشيراً إلي أن مكافحة القوارض، تكلف الدولة ملايين الجنيهات سنوياً، والمبالغة في القضاء علي الأعداء الطبيعية، واستخدام المبيدات الكيماوية، يسبب أضراراً جسيمة للطبيعة ولصحة الإنسان، وقد تؤدي إلي خلل طبيعي وبيئى يهدد بدمار الكون، نتيجة فقد التوازن البيئى الذى وضعه وأرساه الخالق فى الأرض.