بعد حين يبدل الحلم داره.. الاتحاد الأوروبي يلفظ تركيا

السبت، 08 يونيو 2019 12:00 ص
بعد حين يبدل الحلم داره.. الاتحاد الأوروبي يلفظ تركيا
اردوغان
صابر عزت

«حلم آثر الهوى أن يطيله».. ربما تعد تلك الكلمات من أشهر ما تغنت أم كلثوم، فهي شطر من أحد بيوت أغنية «هذه ليلتي»، لكوكب الشرق، وعلى الرغم من كونه بين في أغنية تميل إلى الرومانسية والعشق، إلا أنه يرمز إلى علاقة الحب الحرام، التي لا دارت على مرة سنين بين تركيا والاتحاد الأوربي، تتوسل فيه تركيا للانضمام إلى «الأوروبي».
 
توسلت «أم كلثوم» الوقت، بكلمات معسول حتى يطيل البقاء بينها وبين الحبيب- وهو ما لا يلقب بالحب الحرام- في حين تذللت أنقرة للانضمام إلى الأوروبي، وكلما اقتربت تارة، صفعها الاتحاد الأوروبي، وأعدها 10 خطوات للخلف، فما بين «سهر الشوق» لكوكب الشرق وتركيا بحار من الكبرياء تجلت في صوت الهرم المصري الرابع، وكشفت تدني جمهورية الموز، التي يقودها أردوغان.
 
1987.. تقدمت تركيا بطلبا رسميا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وعلى الرغم من اعتبارها في (1999)، مرشح رسميا للعضوية الكاملة في الاتحاد الأوروبي إلا أن أمال تركيا لم تتحقق على الرغم من مرور ما يزيد عن 30 عاما.
 
كانت «رويترز»، نشرت تقريرا، (الأربعاء)، الموافق (29 مايو 2019)، أكدت خلاله أن المفوضية الأوروبية، درست انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، وقالت: «آمال تركيا في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي تتلاشى»، مشيرة إلى تدهور الأوضاع في المحاكم والسجون والاقتصاد.
 
وأضافت المفوضية أن ترشح تركيا للانضمام إلى أكبر مجموعة تجارية في العالم مجمّد بسبب «المزيد من التراجع الخطير» في مجالات حقوق الإنسان واستقلال القضاء والسياسات الاقتصادية المستقرة. وكل هذه مجالات يعتبرها الاتحاد الأوروبي أساسية، إذ يفتخر بكونه نادياً ديموقراطياً لاقتصادات السوق التي تحترم سيادة القانون.
 
وقالت المفوضية في تقريرها السنوي عن التقدم الذي أحرزته أنقرة نحو الانضمام الاتحاد الأوروبي، وهو المسار الذي اتخذته رسمياً منذ عام (2005)، إن: «تركيا مستمرة في التحرك بعيداً عن الاتحاد الأوروبي».
 
وأضافت المفوضية عن تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي الذي يشترك في حدود مع العراق وسوريا، أن «المفاوضات.. وصلت فعلياً إلى طريق مسدود».
 
وفي ظل ما تعتبره حكومات الاتحاد الأوروبي انزلاقاً إلى الحكم الاستبدادي في عهد الرئيس رجب طيب أردوغان، واجهت أنقرة تقارير قاسية من المفوضية على مدى سنوات، لكن لم يكن أيّ منها شديد الانتقاد على هذا النحو في العديد من المجالات.
 
وقالت المفوضية إن حرية التعبير والاحتجاج تواجه قيوداً، وإن الديموقراطية المحلية في خطر، وإن الحكومة «أثرت سلباً» على الأسواق المالية. وجاء في تقرير المفوضية، أن «الاقتصاد التركي يستمر في التراجع الخطير، ما يؤدي إلى مخاوف أعمق بشأن أداء اقتصاد السوق في البلاد».
 
ومع قمع أردوغان للمعارضين وسلطاته الرئاسية الجديدة التي تفتقر إلى الضوابط والتوازنات، يقول العديد من دول الاتحاد الأوروبي إن تركيا لم تعد تستوفي المعايير الديموقراطية لتكون مرشحاً، ناهيك عن أن تصبح عضواً في الاتحاد الأوروبي.
 
ويريد الاتحاد الأوروبي، وهو أكبر مستثمر أجنبي في تركيا وأبرز شركائها التجاريين، عودة للإصلاحات التي شهدتها سنوات أردوغان الأولى في السلطة كرئيس للوزراء من عام (2003).
 
لكن المفوضية قالت في تقريرها إنه حتى مع إلغاء حالة الطوارئ عام (2018) عقب الانقلاب في يوليو (2016)، أصبح العديد من «عناصرها القمعية» قانونياً.
 
وقالت المفوضية إن من دواعي القلق البالغ إلغاء الانتخابات البلدية في اسطنبول والتي أجريت في مارس، وفازت بها المعارضة بعد (25) عاما من حكم حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه أردوغان، وتحديد موعد جديد لها في (23) يونيو. وأكدت المفوضية أن ذلك «يتعارض مع جوهر العملية الانتخابية الديمقراطية، أي ضمان سيادة إرادة الشعب».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة