قصة الشيخة «أم السعد» مع تحفيظ القرآن.. أحمد نعينع أبرز تلاميذها (صور)
الأحد، 09 يونيو 2019 12:00 ص
تحفل محافظة الإسكندرية بعدد كبير من قراء القرآن الكريم المميزين وخرج منها إلى العاصمة كبار المقرئين منهم الشيخ أحمد نعينع الذى عاش فترة من حياته بالإسكندرية لدراسة الطب من ثم انطلق إلى القاهرة وأصبح له شهرة عالمية وغيره من الشيوخ والقراء.
لايعرف البعض أن الفضل فى تخريج هذه الكوادر فى تلاوة القرآن الكريم يعود إلى سيدة من محافظة الإسكندرية وتحديداً فى منطقة بحرى الشهيرة بعروس البحر المتوسط كرست حياتها للقرآن الكريم والدعوة إلى الله فهى فتحت منزلها كمقرأة للقرآن لسنوات طويلة يأتى إلى الطلاب من كافة الاعمار ووصل صيتها الى الدول العربية لتميزها فى التلاوة بالقراءات العشر.
ذاع صيت السيدة"أم السعد" بالإسكندرية فمن حفظ على يدها القرآن فهو من أهل القرآن المميزين لتميزها واعتبار سندها أكبر سند فى حفظ وتلاوة القرآن الكريم فى الفترة من الخمسينات وحتى عام 2006 وتوفاها الله وتركت علماً وشيوخا أجلاء نشرت العلم والإسلام و كرست حياتها لهذا العمل الجليل باعتباره له فضل كبير فى الدنيا والآخرة وقررت أن تخرج أجيال عديدة من أهل القرآن وتعلمهم الطريقة المثلى فى التلاوة والتجويد كما أمرنا بها الرسول الكريم.
تلاميذ هذه السيدة الجليلة الذين عاصورها وعاشوا فى منزلها لسنوات وتعلموا على يدها سردوا لنا المزيد من تفاصيل حياتها حيث يقول الشيخ أمين نجم ، أنه تتلمذ يد الشيخة أم السعد وزوجها الشيخ أحمد فريد نعمان ، فهى كانت سيدة كفيفة وزوجها كذلك ولم يرزقهم الله بالأولاد وكانوا تلامذتهم هم أولادهم يعاملون أفضل معاملة وعندما أذهب اليها فى منزلها كان دائما ملىء بالضيوف والطلاب وبيتها كان عامرا بخيرات الله رغم انها كفيفة ولا يوجد لها مصدر رزق سوى تحفيظ القرآن الكريم .
وأضاف أن حصل على الإجازة على يد زوج الشيخة أم السعد عام 1987 وحفظ القرآن الكريم بالقراءات العشر ، بعد أن تعرفت عليه وكان عمره 16 عاما وأصر على تحفيظى القرآن وتعليمى بعد أن قرأت عليه عدد من الأيات واستمع الى موهبتى وقرر أن يتبنانى فى التلاوة حتى أصبح مميزاً.
وأشار إلى أنه كان يتردد على منزلها عشرات الطلاب يوميا من الإسكندرية والمحافظات ومن كافة الأعمار، بالإضافة إلى أنها كان يأتى اليها خصيصا طلاب من البلاد العربية لكى تحفظهم القرآن الكريم.
وأضاف أنها أشهر سيدة معلمة قرآن على وجه الأرض فى تعليم القرآن الكريم، فهى التى أجازت القرآن الكريم للرجال الذى يمنحوا الإجازات حالياً فى القرآن الكريم فهى أكبر سند فى القرآن، تعلمت الشيخة أم السعد على يد الشيخه نفيسة فهى توفيت عام 1954 ومن دفعتها الشيخ عبدالحميد.
وأشار إلى أنها علمت أول اثنين هو زوجه الشيخ محمد فريد نعمان والشيخ عبد الحميد يوسف منصور وفى اول اختبار لهم فى الأوقاف تم تعيينهم شيوخ مقارئ من أول مرة وهذا دليل أنهم أقوياء ومن علمهم من أفضل العلماء وهى الشيخة "أم السعد".
وأوضح أنه يليها فى تلك الفترة هو الشيح محمد عبد الحميد عبد البر وتتلمذ على يد الشيخة نفيسة مع الشيخة أم السعد وتوفى عام 2013 ، مشيرا إلى أن زوجها توفى فى عام 1996 بينما هى توفيت عام 2006 وأخر تلامذتها الشيخ عبد الحميد منصور وتوفى عام 2016.
وأشار إلى أنه من تلامذتها أجيال عديدة وعلماء من مصر وخارجها واستعانت بها أحد الأمراء بالمملكة العرربية السعودية والكويت لتعليم النساء والرجال القرآن الكريم وأصبح لها شهرة عديدة فى القرآن الكريم.
وأضاف أن من تلامذتها الشيخ أحمد نعينع تعلم على يدها وعلى يد زوجها الشيح محمد فريد نعمان وكان يأتى إليها خصيصا ليقرأ عليها وتجود له، وفى بعض الأوقات كان يقرآ عليها عبر التليفون لكى تصحح له نظرا لضيق وقته الذى يمنعه من السفر إلى الإسكندرية.
وأكد أن من تلامذتها كبار شيوخ الدعوة السلفية ومؤسسيها تعلموا وحفظوا القرآن على يدها وكان يصطحبوا نسائهم وزوجاتهم اليها حتى تحفظهم القرآن الكريم.
بينما قال الشيخ حسن خليفة، كبار مقرئى القرآن الكريم بالإسكندرية، أنه تعرف على الشيخة أم السعد فى فترة الستينات وتعلم على يدها وكانت بمثابة والدته خاصة أنه كفيف وهى أيضا كانت كفيفة هى وزجها الشيخ أحمد فريد نعمان وكان يعتبروه نجلهم يعلموه القرآن الكريم والتلاوة الصحيحة.
وأضاف أنها كانت تعمل فى تحفيظ القرآن الكريم ليس بمقابل كبير ولكنها كانت جميعها هدايا عينية مثل ملابس للشيخة أو وجبة طعام ، وذلك بعد اتمام الإجازة والحصول على السند كان يحتفل تلامذذتها بذلك بأنه يجلب كل واحد شيئا معه مثل الحلويات أو فاكهة أو أسماك ويحتفلوا جميعهم بالحصول على السند وختمة القرآن الكريم فى جو من البهجة والسرور ولكن ليس بمقابل مادى كبير .
وأضاف أنها على الرغم من أنها كفيفة كانت تتصرف مثل المبصرين وكانت تجلب لضيوفها المشروبات والشاى لكى تضايفهم وكأنها مبصره فهى كانت حافظة لكل مكان فى شقتها المتوضاعه بمنطقة باب عشرة ببحرى حتى وفاتها.
بينما قال الشيخ محمد السعدنى، أنه من مواليد دائرة الجمرك ومنذ أن كان صغيرا كان يذهب مع والده للشيخة أم السعد لأنها كانت أكبر محفظه للقرآن الكريم فى تلك الفترة ومن يخرج من تحت يديها فهو من سيصبح من أكبر رجال أهل القرآن فى الأرض لذلك قرر والده أن يحفظه على يدها خاصة أنه كفيفا ولم ير أفضل من الشيخة حتى تعلمه القرآن .
أضاف أنها كانت من أفضل المحفظين تميزت على رجال عديدة وحفظتهم القرآن الكريم ولها قدرا كبيراً فى نفوس أهل الإسكندرية الذين ودعوها عام 2006 وكانت بمثابة الصدمة لهم ، ليستكمل المسيرة فى تحفيظ القرآن الكريم تلامذتها الذى تعلموا على يدها فى كافة بقاع الأرض.