"البقاء للأقوى".. ماذا ستفعل هواوى بعد الضربات الأمريكية الموجعة؟
الجمعة، 07 يونيو 2019 01:00 م
تحدى الكبار يؤرق الاقتصاد العالمي والأسواق كافة، فالتصعيد المتوالي بين أكبر اقتصاديين فى العالم، يجنى ثماره الاقتصاديات فى مختلف الدول، وقد صعدت الصين تصعيدا جديدا ردا على تصعيدات الولايات المتحدة الأمريكية فى حربهما التجارية التى بدأت منذ العام الماضى، الخسائر المتوقعة ستقع ليس على الطرفين فقط، لذا حذرت البيانات الاقتصادية كافة من مختلف المؤسسات الدولية من عواقب هذه الحرب.
وفى إطار التصعيد، استهدفت الولايات المتحدة الأمريكية شركة "هواوي" الصينية التي بدأت دفع ثمن هذه الحرب، وقد ألقي ذلك بظلاله على سوق الهواتف المحمولة في العالم، وهو ما تثبته تقارير صحفية تكشف تأثير التوتر على إنتاج ومبيعات الأجهزة، وفى تقرير حديث لموقع "فوربس"، معتمدا على بيانات نشرها موقع "نيكي آسيان ريفيو"، أكد أن "هواوي" خفضت توقعاتها بشأن إجمالي شحنات الهواتف الذكية في النصف الثاني من عام 2019، بحوالي 20 إلى 30% عن تقدير سابق.
وقد خفضت "هواوي" أو ألغت الطلبات إلى الموردين الرئيسيين للمكونات التي تدخل في تصنيع هواتفها الذكية وأجهزة الاتصالات، وفقا لمصدر مطلع على إحصاءات الشركة، فيما قال مصدر فى التقرير، إن بعض التقليصات في سلسلة التوريد "شملت تخفيضات تصل إلى 30 %، ويشكل هذا التطور أحدث مؤشر على تأثر "هواوي"، بعد أن منعت إدارة الرئيس دونالد ترامب الشركات الأمريكية في مايو الماضي من بيع مكونات عالية التقنية إلى العملاق الصيني، لأسباب تتعلق بالأمن القومي.
وتأتي مرحلة الاستنزاف للشركة مباشرة عقب منح الإدارة الأمريكية الشركة الصينية وقتا 90 يوما قبل بدء تطبيق الحظر، الأمر الذي زاد الضغط على "هواوي"، وجعلها في ورطة أصعب مما توقعها مراقبون، وذلك بعد أن حافظت "هواوي" على ريادتها في مبيعات الهواتف الذكية في الربع الأول من العام الجاري، متفوقة على شركة "أبل"، لكن من المحتمل أن تواجه صعوبات للحفاظ على هذا التقدم حتى بقية العام.
وقد أوقفت شركة "فوكسكون" التايوانية المصنعة للإلكترونيات للعديد من الهواتف الذكية من بينها أبل، أوقفت العديد من خطوط الإنتاج لهواتف "هواوي"، بحسب صحيفة "ساوث تشاينا مورنينغ بوست، ونقلت عن أشخاص لم يكشفوا عن أسمائهم قولهم إن شركة "شينزين" أيضا خفضت الطلبات على الهواتف الجديدة من "هواوي"، وذكرت التقارير أنه لم يكن واضحا ما إذا كان هذا التقليص مؤقت أم دائم، لكن مسؤولا في "هواوي" قال في تصريحات نقلها موقع "فوربس"، إن "الشركة تدحض هذه المزاعم، ومستويات الإنتاج العالمية لدينا طبيعية، مع عدم وجود تعديلات ملحوظة في أي من الاتجاهين".
وجنى استهداف الولايات المتحدة الأمريكية شركة هواوى الصينية، مبدئيا ثمارا، فقد اظهرت بيانات جديدة أن شركة الاتصالات الصينية، أنها تخطط لبيع أنشطة كابلات الاتصالات البحرية، في أول بيع كبير لأصول لها منذ أن صعدت الولايات المتحدة الاتهامات للشركة الصينية بأنها مجرد واجهة "تجسس"، وقد ذكرت "هنغ تونغ أوبتيك إلكتريك كو"، وهي شركة لمنتجات شبكات الاتصالات البصرية مقرها إقليم جيانغسو، في إشعار لبورصة شنغهاي أنها وقعت خطاب نوايا مع "هواوي تك انفستمنت" التابعة لهواوي في 31 مايو لشراء حصتها البالغة 51 بالمئة في "هواوي مارين سيستمز" نقدا ومن خلال إصدار أسهم، وفق "رويترز".
الصين وشركة هواوي سيردان، فهذه الشركة ليست بشركة صغيرة، بل تخطت آبل أكبر الشركات الأمريكية العالمية فى مجال صناعة الهواتف من حيث المبيعات، كما يظهر موقع هواوي مارين على الإنترنت أن الشركة شاركت في 90 مشروعا حول العالم ومدت كابلات لمسافة 50361 كيلومترا، من بينها خط طوله 6 آلاف كيلومتر يربط بين أفريقيا وأميركا الشمالية للمرة الأولى في سبتمبر الماضي.
ويوجد لدى الصين العديد من الأدوات للضغط على أمريكا، فتوقع محللين بحسب بلومبيرج الأمريكية أن الصين من الممكن أن تأخذ خطوات جادة في حظر شراء أجهزة آيفون لديها، هذا من شأنه تكبيد الشركة الأمريكية العملاقة خسائر فادحة وتراجع حاد في الأرباح، يصل إلى 26 %، خلال السنة المالية المقبلة 2020، في حال قررت الصين حظر شراء هواتف "آيفون"، ردا على القيود الأمريكية المفروضة على شركة "هواوي"، مؤكدا أن أبل من بين الشركات الأمريكية المعرضة للانتقام من الصين، بعد أن وضعت وزارة التجارة الأميركية هواوي و70 شركة تابعة لها، إلى ما يطلق عليه "قائمة الكيانات" الخاصة بها، في خطوة تمنع شركة الاتصالات الصينية العملاقة من الحصول على مكونات وتكنولوجيا من شركات أميركية دون موافقة مسبقة من الحكومة".
وقد حذر المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، غينغ شوانغ، رسميا خلال مؤتمر صحفي من التصريحات الأمريكية بقوله، إن الجانب الأمريكي أدلى بتصريحات كاذبة مرات عدة، وفي كل مرة تكشفهم الصين في الوقت المناسب لكن الولايات المتحدة تبدو دؤوبة وحتى مهووسة وتواصل تكرار هذه الأكاذيب"، مضيفا: "أريد أن أحذر الجانب الأمريكى من أن عليهم عدم المبالغة في تقدير قدرتهم على نشر الشائعات ولا التقليل من شأن حكمة الآخرين"، يأتى ذلك بعد أيام من قول ترامب إن "الرسوم تحمل أثرا مدمرا على الصين، الناس يهربون مع شركاتهم من البلاد"، مع أنه لم يذكر تداعيات الرسوم الجمركية على المستوردين والمستهلكين في الولايات المتحدة، يمكنني القول لكم بأن الصين ترغب كثيرا بالتوصل إلى اتفاق. أصبحت دولة ضعيفة للغاية".