رائحة الفساد أزكمت الأنوف.. أحمد أحمد «كان عيسى حياتو أشطر»

الخميس، 06 يونيو 2019 06:04 م
رائحة الفساد أزكمت الأنوف.. أحمد أحمد «كان عيسى حياتو أشطر»
احمد احمد
طلال رسلان

 
في مارس 2017 سيطر التفاؤل على جماهير الكرة الأفريقية، وقتها عنونت وسائل الإعلام العالمية صفحاتها الرئيسية بأنه نهاية عصر الفساد الذي استشرى نحو 30 عاما في الاتحاد الأفريقي لكرة القدم بزعامة عيسى حياتو، استبشر كثيرون خيرا في رئيس الاتحاد الأفريقي الجديد الملغاشي أحمد أحمد، لكن سرعان ما دب الشك في نفوس الآملين بسبب شبهات فساد أزكمت رائحة الأنوف حول الاتحاد ومسؤوليه.
 
عام واحد مر على انتخاب أحمد أحمد وملفات الفساد تلتصق "على خجل" باسم رئيس الاتحاد الأفريقي يوما تلو الآخر، أفردت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي تتحدث عن فساد طغى بكثير على عهد حياتو، حتى كشف تحقيق صحفي وُصف بأكبر فضيحة فساد في الكرة الأفريقية، طالت نحو 100 حكم ومسؤول في دول عدة، إلا أن الاسم الأبرز هو رئيس الاتحاد نفسه الذي خطف مزيدا من الأضواء.
 
منذ بداية 2018، ظلت شبهات الفساد تستشري داخل مقر الاتحاد الأفريقي، شخصية تلو الأخرى يتلطخ اسمها برشاوى وعمولات وصفقات ملوثة بالمال الحرام، على خلفية الاتهامات التي ساقها الأمين العام السابق للاتحاد عمرو فهمي، بفساد رئيس الاتحاد الأفريقي نفسه أحمد أحمد.
 
اتهامات عمرو فهمي كانت بداية إشعال الفتيل، بعدما عززها تقرير من الموقع المتخصص في هذه القضايا Inside World Football، وكشف هو الآخر جزءا من مستندات حصل عليها تتعلق بفساد مستشر بأروقة الكاف تطال الرئيس نفسه، بل بإشارات مباشرة منه.
 
سمعة الكرة الأفريقية أصبحت على المحك على إثر هزات متتالية كان اسم أحمد أحمد حاضرا في المقدمة، أبرزها فضائح التحكيم الأفريقي الذي عانى ضعف المستوى بشكل عام خصوصا في السنوات الأخيرة، وهو ما ظهر جليا في نهائي النسختين الأخيرتين من دوري أبطال أفريقيا.
 
لكن آفة رئيس الاتحاد الأفريقي الكبرى والأكثر خطورة كانت سمعة التحكيم الإفريقي، بعدما أعلن الكاف نفسه في السنوات الأخيرة إيقاف عدد من الحكام بجنسيات مختلفة لتورطهم في قضايا فساد أبرزهم الحكم الدولي الغاني، جوزيف لامبتي، الذي تم إيقافه مدى الحياة بعد ضلوعه في فضيحة تلاعب بنتيجة مباراة في تصفيات كأس العالم لكرة القدم 2018 بين جنوب أفريقيا والسنغال.

أسطول سيارات وتحرش جنسي
 
WhatsApp Image 2019-06-06 at 5.47.15 PM

في أبريل 2019، كشف تقرير نشره موقع Inside World Football أن هناك اتهامات بالفساد تطال مسؤولين بالاتحاد الإفريقي لكرة القدم "كاف"، قبل أن يسقط اللثام عن اجتماع اللجنة التنفيذية في القاهرة في محاولة لاتخاذ إجراءات من شأنها توقف سرطان الفساد داخل الاتحاد.
 
وكشفت الوثائق أن هناك اتهامات مالية لمسؤولي الاتحاد الإفريقي أبرزها إنفاق 474،000 دولار لشراء أربع سيارات لأحمد أحمد رئيس كاف، خلال العامين الماضيين، إضافة إلى فاتورة تبلغ 740،000 دولار تقريبا، متعلقة بفواتير للنقل الجوي، من شركة تدعى ES Pro Consulting  ومقرها أبو ظبي في الإمارات العربية المتحدة.
 
تحدثت الوثائق عن نسخ من فواتير خاصة بالنقل الجوي وشراء معدات تدين مسؤولين بالكاف على رأسهم الرئيس نفسه، بعدما أشار التقرير أنه يملك أسطول سيارات منها 3 سيارات ماركة رانج روفر، وأخرى هيونداي وخامسة ماركة بيجو، قبل أن يوجه التقرير الأمريكي اتهامات بالتحرش الجنسي لأحمد أحمد رئيس "كاف"، مؤكدا أن هناك محاضر في الشرطة بالفعل تم تحريرها في وقائع مختلفة متعلقة بموظفين ومستشارين تابعين للاتحاد الإفريقي.
 
الأقربون أولى بالفساد
 
أكد التقرير أن السبب الرئيس في الحرب التي يتعرض لها أحمد أحمد القادم من مدغشقر هو أسلوبه في معالجة قضايا الفساد المحيطة بالاتحاد الإفريقي، واستعانته بحلفاء من المغرب، أسند إليهم مهمة إدارة الهيئات المالية ومراجعة الحسابات.
 
كان الاسم الأبرز وراء كشف ملفات ووثائق الفساد التي تورط رئيس الاتحاد الأفريقي، هو الأمين العام السابق للاتحاد عمرو فهمي، والذي سرعان ما أعلن أحمد أحمد إقالته قبل أن تخرج رائحة الفساد بعد إعلان الاستغناء عن عمرو فهمي، والاستعانة بالمغربي معاذ حجي المقرب من أحمد أحمد، وضرب عرض الحائط بالعرف والاتفاق القديم بأن يكون السكرتير العام للكاف مصريا، على أن يكون رؤساء اللجان ومديرو الكاف من باقي الدول الأفريقية، قبل أن يأتي تعيين المغربي حجي، ليعيد فتح ملف الصراع الخفي بين المصريين وأحمد أحمد.
 
ضربة عمرو فهمي
 
أحمد أحمد وعمرو فهمي
أحمد أحمد وعمرو فهمي

 
تطورت الأحداث سريعًا بعدما ألقت السلطات الفرنسية القبض على أحمد أحمد رئيس الاتحاد الأفريقى لكرة القدم، بسبب التهم السابقة التي تتعلق بالفساد، وفقًا لمجلة "جون أفريك" الفرنسية.
 
ويأتي القبض على رئيس "كاف" للتحقيق فى الشكوى المقدمة من عمروفهمى السكرتير العام السابق ضد أحمد أحمد المتضمنة بعض الاتهامات من خلال الوثائق التى حصل عليها قبل مغادرته "كاف" نهائيًا.
 
وفقًا لتقرير سابق نشرته وكالة "رويترز" أبرزت بعض الاتهامات التى جاءت ضمن شكوى عمرو مصطفى فهمى ضد رئيس "كاف" العديد من المخالفات والملاحظات المالية.
 
نشرت وكالة "رويترز» خلال شهر أبريل الماضي تقريرًا حول تهم الفساد التى تحيط رئيس "كاف"، حيث أشار التقرير إلى أن أحمد أحمد أنفق 470 ألف دولار على أربع سيارات خلال العامين الماضيين، إضافة إلى فاتورة تبلغ 740 ألف دولار تقريبًا، من المفترض أن يتم توزيع الشحن الجوي من إحدى الشركات التي تتخذ أبو ظبي في الإمارات العربية المتحدة مقرًا لها، وانتهاك القوانين لزيادة التمثيل المغربي داخل الاتحاد الأفريقي.
 
أكد التقرير الذى نشرته وكالة "رويترز" أن إحدى الوثائق التي أرسلها عمرو فهمى إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، تتضمن انتهاكات أخلاقية مزعومة بأن أحمد أحمد، أمر أمينه العام بدفع 20 ألف دولار رشاوى في حسابات رؤساء اتحادات كرة القدم بدولتي كاب فيردي وتنزانيا.
 
اتهامات الفساد لرئيس "كاف" وصلت إلى أن الشركة التي كانت تقوم بتحويل المبالغ المخصصة لتوريد الأدوات الرياضية للاتحاد القاري، على بنوك خارج الاتحاد الأوروبي، عبر "البحر الكاريبي" بالمخالفة للوائح الدولية، وأنه من المفترض أن يتم تحويل المبالغ مباشرة للشركات التي يتم التعاقد معها لتوريد ملابس وأدوات رياضية، ولكن أحمد أحمد استغل شركة "تاكتيكال ستيل" الفرنسية، لتكون وسيطًا.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة