في اليمن العيد غير سعيد.. الحوثيون يقتلون فرحة اليمنين
الثلاثاء، 04 يونيو 2019 09:00 م
في اليمن السعيد العيد غير سعيد، فاليمنيون يعيشيون ظروفا قاسية منذ الانقلاب الحوثى في 2014، في ظل ظروفا تتفاقم بين الحين والآخر، اجتماعيا مذرية للغاية وأمنية سيئة وسياسيا.
فرحة العيد لم تكتمل، فالحكومة اليمنية أعلنت أن اليوم هو أول أيام عيد الفطر المبارك، بينما أعلن الحوثيون أنه تعذر رؤية هلال شوال وهو ما يجعل الثلاثاء المكمل لشهر رمضان وأن يوم الأربعاء هو أول أيام عيد الفطر. ليتهم اكتفوا بذلك، بل هاجموا مسجد طائفة البهرة الإسماعيلية بالعاصمة صنعاء بحى سعوان أثناء صلاة العيد بعشرة طقوم، كما قامت بسجن عدد من المصلين.
ولم يسبق أن شهدت اليمن مثل هذه الحالة حتى قبيل إعلان الوحدة اليمنية فى العام 1990 من القرن الماضى، ففى مناطق تداخل السيطرة مثل تعز والحديدة، يظهر الانقسام بين مناطق متقاربة جدًا، حيث سيكون العيد فى شارع، ويوم صيام فى الشارع الذى يليه.
بينما تحتفل المحافظات الواقعة تحت سيطرة الحكومة الشرعية مثل عدن وأبين ولحج بالعيد، مازالت المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين تصوم رمضان ويعد الانقسام بخصوص عيد الفطر حدثا تشهده اليمن لأول مرة، ففى حين أعلنت وزارة الأوقاف فى الحكومة الشرعية أن غدا هو اول ايام عيد الفطر، اعلنت دار الافتاء الخاضعة للحوثيين أن غدا هو المتمم لشهر رمضان.
وتأخر إعلان دار الافتاء الحوثية كثيرا، وأثار إعلانهم ضجة كبيرة وحالة من الانقسام بين اليمنيين الذين لم يعرفوا مثل هذا التفرق والانقسام، إلا مع قدوم المليشيات الحوثية.
وتبرز معاناة انقسام تحديد موعد العيد فى المناطق التى تتداخل فيها السيطرة بين الحوثيين والحكومة الشرعية، ففى تعز تجد شارعا يحتفل بالعيد بينما المواطنين فى الشارع المجاور مازالو صائمين، والانقسام انتقل أيضا لداخل المحافظة الواحدة ففى الحديدة التى تقع غربي اليمن، تحتفل 19 مديرية من مديريات الحديدة خاضعة للحوثيين بالعيد غدا الاربعاء بينما احتفلت 7 مديريات بالعيد اليوم وفقا لبيان الحكومة الشرعية.
وعن مظاهر العيد في اليمن، يستعد اليمنيون بالغسل ولبس الملابس الجديدة، ويخرجون جماعات صغيرة من مختلف الأحياء، يرددون الأدعية التى تشمل الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم، وعلى أهل بيته وصحابته، ويؤدى الجميع صلاة العيد فى مكان واحد، فى مسجد أو فى ساحة واسعة يطلق عليها «الجبَّانة»، أو فى بعض ملاعب كرة القدم وهكذا.
ويفرش مكان الصلاة بمفارش بلاستيكية كبيرة تسمى «طربال»، وفوقه يضع المصلى الشال الذى يحمله على كتفه بعد أن يقلبه على ظهره. وبعد الفراغ من سماع الخطبة يقبل الأولاد والشباب على السلام على آبائهم، ثم يذهبون إلى منازلهم لنحر الأضحيات، ثم ارتداء الملابس الجديدة. بعد ذلك ينشغل اليمنيون صباح أيام العيد فى التزاور بين الأهل والأقارب والأصدقاء، وتبادل التهانى، يعقبه الذهاب إلى الحدائق العامة حيث يجد الأطفال والكبار، على السواء، متعة فى الألعاب الحديثة الموجودة هناك، والتى تتميز بها المدن عن غيرها من الأماكن.
وبعد تناول الحلويات تبدأ طقوس مهمة جداً، تتمثل بالجلوس لمضغ “القات” وهو تقليد يومى فى اليمن، لكنه يكتسب أهمية خاصة، ومتعة إضافية فى المناسبات؛ فى مقدمتها الأعياد الدينية، وتشهد أسعار “القات” ارتفاعاً كبيراً فى مثل هذه الأيام، وتقل كمية المعروض منه فى أسواق المدن لكنه يبقى ركناً أساسياً من طقوس العيد ومتعته، لا يستغنى عنه مهما كان الثمن!
ويلاحظ على الأعياد الدينية في اليمن أن معظم التقاليد صامدة أمام التغيرات التي باتت تجتاح كافة البلدان، وأصبح هناك هواية لدى الكثيرين بالتجديد في هذا الجانب، عبر اقتناء ملابس وحلي شعبية بدلاً من التسابق نحو اقتناء آخر صرعات الموضة، وكذا لا تزال أطباق العيد في المنازل اليمنية تحتفظ بأصناف الزبيب واللوز، وهي الميزة التي تكاد تجعل من العيد في اليمن متفرداً بطقوسه .