السيسى راهن على صبر المصريين وفاز
الإثنين، 03 يونيو 2019 06:03 م
حينما يراهن حاكم أو مسئول على شعبه فإنه حتما يربح الرهان، لأنه فى هذه الحالة أزال كل الحواجز، وتحولت العلاقة بينه وبين الشعب إلى علاقة تفاهم وترابط، لا وسيط فيها، اذا أخذنا هذه القاعدة وطبقناها على الحالة المصرية سنصل إلى إجابة على السؤال المهم، كيف مرت مصر طيلة السنوات الخمس الماضية من أزماتها دون ردة فعل شعبية أنتظرها البعض غاضبة لتلبية أطماحهم وأغراضهم؟.
هذا السؤال كان ولازال مطروحاً ليس فقط فى الداخل وإنما فى أوساط كثيرة خارجية، خاصة لدى بعض القوى الأقليمية التى لاتزال تنفق الكثير من أموالها لتأليب المصريين على الدولة، وهدم استقرار مصر، لكن بالبحث عن أسباب ما يحدث، وحالة الرضا عن كل القرارات والإجراءات التى تم إتخاذها طيلة السنوات الماضية، سنجد أن الإجابة لها عنوان واحد، وهو عبد الفتاح السيسى.
نعم هو الرئيس عبد الفتاح السيسى، الذى راهن دوماً على المصريين، وقدرتهم على التحمل، وأيضاً تفهم لطبيعة المرحلة الصعبة التى عاشتها وتعيشها مصر منذ 2011 وحتى الآن، وربما قبل 2011 بكثير، بسبب تراكم للأزمات الأقتصادية والإجتماعية والسياسية.. راهن الرئيس على الشعب وكسب الرهان، لذلك نجده دوماً فى كل كلماته ومداخلاته موجهاً الشكر للمصريين على تحملهم لكل الظروف الصعبة التى تعيشها مصر، مؤكداً فى الوقت نفسه أن الشعب هو دوماً السند القوى للحاكم، أو كما قال فى إفطار الأسرة المصرية مساء أمس الأحد، أن " أي حاكم أو رئيس أو مسئول لو الناس سانداه هيبقى زي الحديد".
الواقع يؤكد أن المصريين بالفعل يقفون خلف الرئيس، لذلك فهو "زى الحديد"، فبدون المساندة الشعبية للرئيس لكانت مصر فى طريق الضياع، ولانهارت وتحولت إلى بؤرة للإرهاب والميليشيات المسلحة.
ولا ننسى أن مصر تواجه معركة شرسة أسمها "الرهان على وعى المصريين"، تلك المعركة التى تتصدى لها الدولة المصرية بكافة مؤسساتها، خاصة بعد زيادة وتيرة الشائعات التى تستهدف كل ما تقوم به الدولة من إجراءات ومشروعات ومبادرات وطنية، ولم تترك هذه الشائعات فعلاً الا وحاولت ضربه، رأينا ذلك فى مشروع التعليم، وحملة 100 مليون صحة، وغيرها الكثير، بل أمتدت إلى مواقف مصر الخارجية، فى محاولة مكشوفة للإدعاء بما ليس له وجود على الأرض، كما حدث فى صفقة القرن، التى كانت محل كم كبير من شائعات لا تمت للواقع والحقيقة بصلة.
لا يمر يوم الا ويصدر مجلس الوزراء تقريراً لرصد الشائعات والرد عليها، كما أن الإعلام يقوم بدور مهم لفضح مروجى الشائعات، لكن الشائعات لم ولن تنتهى، لأن هدفها الأساسى كما سبق القول هو اللعب على وعى المصريين، فهناك رهان على وعى الشعب، وأن مروجى الشائعات لديهم يقين بأنهم قادرون على تغيير عقيدة الشعب، وربما ولائه.
كان هناك رهانان على الشعب، رهان على الوعى من جانب قوى التدمير والتخريب، ورهان من الرئيس على صبر الشعب وتحمله، وفى النهاية فاز الرئيس، لأن رهانه يحمل كل بذور الخير للمصريين، فتحولت مصر والمصريين إلى صخرة كبيرة تكسرت عليها كل الشائعات والفتن ومحاولات التخريب.