هل تنجح حروب الاستخبارات تحت الماء؟.. واشنطن تستعد للتجسس على خصومها بـ«السمك»
الأحد، 02 يونيو 2019 06:00 ص
تفتعل الولايات المتحدة الأمريكية، عداءات كثيرة مع عدد من الدول وتتحالف مع عدد أخر، فتسير بمادي سياسية متناقضة وباهته ولا تخلو من التأمر، إلا أنها في النهاية شكلت شبكة من الأعداء لا حصر لها، ومع اتساع نطاقها خلال السنوات الأخيرة، بدأت وزارة الدفاع الأمريكية في التخطيط لاستحداث أساليب جديدة للتجسس على خصوم واشنطن، حتى تكون لها السبق الدائم في حرب الاستخباراتية، حيث تسعى لتفجير مفاجأة قريبا، استخدموا فيها الكائنات البحرية للتجسس.
وذكرت صحيفة «إندبندنت» البريطانية، إجراء الجيش الأمريكي، أبحاثًا لاستخدام الأسماك والكائنات البحرية في التجسس تحت الماء، وأوضحت أن وكالة مشاريع البحوث المتطورة الدفاعية، المعروفة اختصارا باسم «درابا» والتي تتبع وزارة الدفاع الأمريكية، تريد معرفة ما إذا كانت الحيوانات البحرية يمكن استخدامها كمكونات في أنظمة المراقبة تحت الماء، وما إذا كانت قادرة على الكشف عن الدرونز الخاصة بالعدو في المحيطات أو غواصاته النووية الكبرى أو أي مركبات أخرى تحت المياه.
يسمى هذا المشروع بـ«مجسات الحياة المائية المستمرة بالس»، وتستند فكرته على استجابة العديد من الحيوانات البحرية بشكل مسموع أو مرئي للتحولات الصوتية والضوئية والكهرومغناطيسية والكيميائية فى المياه المحيطة بها، فقد أثبتت الدراسات والأبحاث أن الأسماك في البحر الأسود، تغيير سلوكها عندما تنزعج من المركبات الموجودة تحت المياه، كما تتفاعل بعض الميكروبات مع الإشارات المغناطيسية للغواصات، ما يعني أنه يمكن لتكنولوجيا المراقبة الحالية، التقاط هذا السلوك، إلا أنها تتعامل معه على أساس أنه ضوضاء في الخلفية.
خصصت «درابا» 45 مليون دولار، فعليا، لـ 5 فرق بحثية، تعكف كلا منها على دراسة كيفية استجابة كائن بحري معين للمركبات تحت الماء، فقد صرح لوري أدورناتو، مدير المبادرة، تطوير برنامج «بالس» باستغلال الحساسية الكبرى لدى الكائنات الموجودة في المحيط للتغيرات التي تحدث فى بيئتها، مؤضحا أنه يمكن استخدام الكائنات البحرية لتكون جواسيس مفيدة، نظرا لاصدارها أصواتًا وإشارات بصرية ومغناطيسية وكيميائية، مشيرا إلى أنه عادة ما تتم المراقبة تحت الماء باستخدام السونار، إلا أن الخصوم يمكنهم اكتشاف أصواته، إلى جانب التكلفته العالية لأجهزة السونار، فضلا عن صعوبة تثبيتها وميلها للتآكل، فإنها جميعا أسباب تمثل جوانب سلبية لهذه التقنية.
ويرى لوري أدورناتو، أنه من خلال استخدام الكائنات البحرية، يمكن النظر في التغطية المستمرة واسعة النطاق، على عكس استخدام جهاز سونار واحد يقوم بالمهمةكاملة، موضحا الجوانب السلبية المحتملة، والتي يأتي في مقدمتها أن الوكالة قد تحتاج إلى أجهزة رصد لمعرفة سلوك الحيوانات، والتي من الممكن أن تواجه نفس المشكلات التي تواجه أجهزة السونار، إلى جانب ضرورة فهم سلوك الحيوانات والكائنات البحرية، وهذا أيضًا أمر صعب.
جاء تقرير «إندبندنت»، بعدما نشرت وسائل الإعلام النرويجية، عن تقريرا اوردت فيه أن مجموعة من الصياديين النرويجيين، رصدوا حوتا، اعتقدوا أنه كان في مهمة تجسس دولية من روسيا، كان قبالة الساحل عند قرية نرويجية صغيرة، وأقترب منهم وكان يضع جهازًا على رأسه.