ما خطورة وصول اليمين المتطرف لكرسي الحكم في فرنسا؟
الأربعاء، 29 مايو 2019 02:00 ص
يخلط الكثيرين بين التيار اليمنى، والتيار المحافظ، كلا التيارين انتشرا بشكل مكثف فى أوروبا خلال القرن السابع والثامن عشر ، إلا أن كل منهما له ظروف نشأة مختلفة ويعتبر عن فكر مختلف كما أن البلد التى نشأ بها كل منهما تختلف عن الآخر.
تيار اليمين
عندما نسمع كلمة التيار اليمينى دائما ما يكون لدينا انطباعات بأن هؤلاء أصحاب الفكر المتشدد ، وإلا أن هذا جزء صغير من معنى اليمنية، فأصحاب هذا الفكر دائما ما يدعون إلى التدخل فى حياة المجتمع للحفاظ على تقاليد المجتمع، كما أنهم دائما ما ينادون بتعزيز وتمتين هيكل النظام الراهن والحفاظ عليه .
نشأة التيار
كان أبرز أسباب نشأة هذا التيار هو أماكن جلوس أعضاء البرلمان في فترة الثورة الفرنسية حيث كان يجلس في الجانب الأيمن المؤيدون للملكية والارستقراطية، وهو من يعبرون عن فكر اليمين، حيث إن اليمين مصطلح سياسي يرجع أصله إلى زمن الثورة الفرنسية حيث كان نواب اليمينيون فى البرلمان الفرنسى يجلسون إلى اليمين الذين بدورهم كانوا موالين للملكية، فهذا الفكر اليمنى يحسب على التيارات الأصولية الدينية لأنها تيارات محافظة و لأن اليمين كان يقف في جنب الملك والذى كان بدوره يدعم من قبل الكنيسة.
تيار المحافظ
على الجانب الآخر فتيار المحافظ يمثل أفكار سياسية واجتماعية تعزز الحفاظ على المؤسسات الاجتماعية التقليدية في سياق الثقافة والحضارة، والحفاظ على الأشياء كما هى، مع التركيز على الاستقرار والاستمرارية، فتيار المحافظ حالة ذهنية وفلسفة سياسية ترفض التغيير السريع والابتكار، وتسعى جاهدة لتحقيق التوازن والنظام، وفى الوقت نفسه تجنب التطرف.
نشأة هذا التيار
تيار المحافظ نشأ على يد رجل دولة البريطانى السابق إدموند بيرك، خلال دفاعه عن الملكية الفرنسية ورفضه للثورة الفرنسية حيث قدم فلسفة شاملة للمجتمع والسياسة، وأعلن أنه ينظر إلى المجتمع ككل عضوي، يتكون من الأفراد الذين يؤدون أدواراً ووظائف مختلفة، وفى هذا المجتمع النخبة الطبيعية تكون بحكم المولد، والثروة، والتعليم، ومن المفترض أن توفر القيادة.
سنجد أن التيار المحافظ يختلف فى كل بلد عن أخرى، ففى بريطانيا يسعى لتحقيق التوازن والانتظام ويرفض التغيير الجذرى، سنجد تيار المحافظ الأمريكى هو نظام واسع النطاق لمجموعة من الاعتقادات السياسية في الولايات المتحدة والذي يتميز باحترام التقاليد الأمريكية، دعم القيم اليهودية-المسيحية، حرية الخطاب، النظرية السياسية الأخلاقية، مناهضة الشيوعية، الدفاع عن الخصوصية الأمريكية، والدفاع عن الثقافة الغربية ضد التهديدات "الاشتراكية الزاحفة"، الحرية لاأخلاقية كقيمة محورية، مع التركيز بشكل خاص على تعضيد السوق الحرة، الحد من حجم ونفوذ الحكومة فى الاقتصاد، ومعارضة الضرائب المرتفعة والانتهاك من قبل الحكومة أو النقابات العمالية تجاه ريادة الأعمال.
الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، يشرح الفرق بين التيار اليمينى والتيار المحافظ، مشيرا إلى أن اليمين عدة أنواع فهناك اليمين المعتدل هو الذى يحافظ على أسس الدولة وتقاليدها وهذا كان يوجد قديما فى أوروبا .
ويضيف أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن اليمين الذى يتواجد الآن فى أوروبا هو اليمين المتطرف الذى يؤمن بالعنصرية وطرد المهاجرين العرب، وهذا التيار انتشر فى أوروبا منذ 10 سنوات ويوجد بالتحديد فى هولندا وفرنسا وألمانيا والنمسا، إلا أنه بدأ يزيد بشكل كبير فى فرنسا خلال الآونة الأخيرة.
ويوضح الدكتور طارق فهمى، أن أسباب صعود هذا التيار هو صعود حركات العنف والتطرف التى تشهدها أوروبا، بجانب تزايد معدلات النزوح من دول عربية إلى أوروبا وظهور جماعات إرهابية فى أوروبا فى الوقت الحالى وانتشار الأصولية مما جعل هذا التيار يظهر بشكل كبير ليطرح وجهات نظر ورؤى تقوم على العنصرية.
أما عن تيار المحافظ، فيشرح الدكتور طارق فهمى، هذا التيار ليؤكد بأنه تيار يرمز للاعتدال والحفاظ على الأوضاع كا هى ويعبر عن شريحة كبيرة فى اوروبا، حيث يتبنى هذا التيار فكر سياسى واقتصادى واجتماعى يقوم على بناء الحكومات والدول على أسس راسخة.
ويشير أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إلى أن هذا التيار يعبر عن الكلاسيكية وهو موجود منذ عقود فى أوروبا وبالتحديد فى بريطانيا وكذلك تمثله بعض الأحزاب فى الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أن هذا التيار ما زال يحافظ على نفسه ويمثله حاليا حزب المحافظين فى بريطانيا.