270 وجبة يوميا.. أهالي الصعيد يتبنون مبادرة لإفطار المغتربين (صور)
الإثنين، 27 مايو 2019 07:00 م
لعلك سمعت كثيراً عن كرم «الصعايدة»، وهذه هى صورة من صوره التى تجلت خلال شهر رمضان الكريم، فى أقصى جنوب الصعيد، حيث محافظة أسوان ومع ارتفاع درجات الحرارة فيها يحتاج الصائمون إلى الماء والعصائر والطعام، خاصة بالنسبة للمسافرين أو المغتربين للعمل داخل هذه المحافظة.
التوزيع على الطريق الصحراوى
وأمام مشروع الطاقة الشمسية بالمدخل الصحراوى لقرية بنبان بمحافظة أسوان، يقف مجموعة من الشباب المتطوعين ليساهموا فى إفطار المسافرين عبر الطريق الصحراوى وأيضاً العاملين فى مشروع الطاقة الشمسية بجانب العاملين فى مرافق الإسعاف والإطفاء ومراكز ونقاط الشرطة القريبة منهم، ضمن حملة شعبية أطلقوا عليها شعار «خليك إنسان».
يحكى عن هذه المبادرة إدريس ربيع على، موظف، من أهالى قرية بنبان بأسوان، ومنسق المبادرة قائلاً: بدأت هذه الفكرة فردية بحيث يكون هناك إفطار للمغتربين داخل مضايف العائلات بقرية بنبان خاصة وأن فيها عدد من العاملين فى مشروع الطاقة الشمسية ومرافق الإسعاف والإطفاء والوحدات الصحية ومراكز الشرطة وعدد من عاملين البناء فى موقع المستشفى المركزى الجديد، وبدأت فى الدعوة لتبنى هذه الفكرة على مواقع التواصل الاجتماعى، ومع ردود أفعال الأهالى الذين استجابوا للفكرة، تم تطوير الفكرة لتصبح توزيع وجبات سريعة على هؤلاء العاملين فى مواقعهم .
إعداد الإفطار للصائمين
وأضاف إدريس ربيع، أن المبادرة لاقت تجاوبا كبيرا من المتطوعين الذين يزيد عددهم عن 50 شخصاً، بينما الثابتين فى هذه المبادرة 15 شخصاً، يخرجون يوماً بعد يوم حسب توفير الإمكانيات، مشيراً إلى أن القرية تضم أكثر من 250 مغترباً يعملون فى مواقع مختلفة بنطاق قرية بنبان، يتم توزيع نحو 270 وجبة فى اليوم.
سارة علوان، من سيدات القرية، تابعت الحديث عن المبادرة قائلةً: تشارك سيدات من القرية فى هذه المبادرة، سواء عن طريق التبرع بوجبات عينية أو أكياس أرز أو مكرونة أو غير ذلك من التمر والعصائر، وأيضاً من خلال الطهى، حيث تم الاتفاق على المكان الذى سيتم الطهى فيه لتحضير الوجبات ومن هؤلاء المشاركات فى الطهى: «وأم يوسف العمدة، وأم مصطفى، وأم مى، وأم مروان».
ومنهن سيدات يتقاسمن العمل بعضهن يعملن على التجهيزات الليلة مثل تغليف البلح والمخللات وتجهيز البطاطس وغيرها، وهناك فريق يعمل فى وقت النهار على عمليات الطهى حتى يكون الأكل طازجاً، موضحةً بأن هذه الوجبات تتنوع وتتضمن: «أرز، مكرونة عادية أو بشاميل، فراخ، لحوم، خضار، أو البطاطس المحمرة»، بجانب العصائر والبلح.
إكسر صيامك للسمافرين
وأوضح سيد أبو الوفا، من أهالى القرية، بأن الهدف من المبادرة وإطعام الصائمين هو التأكيد على كرم أهل هذه البلدة، وزيادة انطباع الناس بأن قرية بنبان تتسم بالكرم والجود حتى تعكس صورة إيجابية عن بنبان وأهلها خاصة أن القرية يعمل بها المئات من العاملين فى مشروع الطاقة الشمسية أكبر مشروع فى مصر، والقرية أيضاً تقع على الطريق الصحراوى الغربى بالنسبة للمسافرين، لافتاً إلى أن أهالى القرية تبنوا أيضاً مبادرة أخرى بعنوان «افطر فى الشارع» وهدفها جمع المواطنين المقيمين والمغتربين على مائدة واحدة، بالإضافة إلى مساعدة كبار السن من أهالى القرية فى تحضير وجبات إفطار لهم.
وأشار ركابى جاد، من أهالى القرية، إلى أن المبادرة لاقت قبولاً كبيراً واستحساناً من الصائمين على الطرق الصحراوية أو المغتربين، لافتاً إلى أنه فى إحدى المرات استوقفوا سيارة على الطريق الصحراوى الغربى، فوجدوا فيها أجانب فأصر الشباب الموزعون على إعطائهم وجبات أيضاً، وهو ما لاقى إعجاب هؤلاء الأجانب الذين شكروا الناس على كرمهم عبر المترجم المرافق لهم فى السيارة.