أيمن بهجت قمر يبحث عن إرث والده.. هلا فتشت في أكياس «الزبالة»؟
الأحد، 26 مايو 2019 09:16 م
من ضمن الحكايات التي سمعتها ذات يوم عن ماسبيرو، وكدت أن أفقد النطق من امتزاج الضحك بالبكاء في آن واحد، أنه كان هناك رجل يعمل بماسبيرو عامل نظافة، وتجاوزاً من العاملين بهذا الكيان العريق كانوا يسمونه «سيد زبالة»، وبعيداً عن تحفظنا عن هذا اللقب المتنمر، كان لهذا السيد حكايات وصولات وجولات داخل كل أدوار مبنى الإذاعة والتليفزيون، حتى ذاع صيته وبات أشهر من رئيس المبنى وقتها، بل أشهر من وزير الإعلام نفسه.
كان سيد يشتري من العاملين بماسبيرو شريط التسجيلات النادرة، بعشرين وخمسين جنيهاً، ويتولى هو بيعها فيما بعد بمئات الجنيهات، نعم كما قرأت الآن تراث ماسبيرو كان يباع بحفنة جنيهات، عن طريق أكياس القمامة.
هذه واحدة من بين آلاف القصص التي وقعت فيما مضى داخل مبنى ماسبيرو، والتي لم يعيرها الأستاذ المبجل أيمن بهجت قمر أي انتباه، نعم كان يعلم قمر أن تراث والده وتاريخه يُهرب داخل أكياس القمامة، ولم ينتفض ولم يثر مثلما يفعل الآن، ولم يجمع أصدقائه المؤلفين والشعراء والمخرجين والكتاب، للتصدي لهذا العبث، سمع وعلم ورأى ما هو أبشع من ذلك من وقائع تدور داخل ماسبيرو، ولم يحرك ساكناً، اللهم إلا أحاديث جانبية لوزراء ومسئولين في حفلات صاخبة، بالكاد كان المسئول يهز رأسه حال طلبأيمن، قبل أن يواصل سيره، كأنه لم يسمع شيئاً.
سمع أيمن عن «سيد زبالة»، و«حسن فلاشة»، وغيرهم ممن جاروا على تاريخ والده وأهانوه وباعوه برخص التراب، ولم يقم معركة كتلك التي دق طبولها خلال الساعات الماضية، في وجه الدولة التي قررت أن تحمي هذا التراث، وتضعه في تطبيق مملوك للدولة، ينظم الاطلاع على هذه المادة الثرية، ويتوسع بالاستثمار فيه، ويتخذ منه منبراً لإعادة انتاج ماسبيرو لخريطة القوة الناعمة، التي تتسلح بها مصر، أمام غيرها من الأمم التي لم تعرف الفن إلا قريباً.
قال أيمن في منشور له على صفحته على موقع التواصل الاجتماعى، إنه كان يتغاضى قديماً عن سرقة تراث ماسبيرو طواعية أو دون فهم، ويبدو أن عملية سوء الفهم لازالت ملازمة للشاعر الغنائي الأشهر بين جيله، لأن ما يتم الآن من تطبيق بروتوكول بين ماسبيرو ومجموعة المتحدة، لا يمكن بأي حال من الأحوال تسميته سرقة، فهذا بروتوكول يستهدف المنفعة للطرفين، المملوكين بالمناسبة للدولة، وليس لقطاع خاص أو لدولة أجنبية أو عربية.
غضب مؤلفنا المعروف بهدوء أعصابه، من رد الصحافة على مزاعمه، فراح ينشر كل ما يكتب عنه على صفحته، بتوجيه اللوم لصاحب المقال مرة، والتوجه بالدعاء عليه مرة أخرى، ليبقى على أي تعليق مؤيد له، ويحذف أي تعليق فيه لفت لانتباهه إلى حقيقة الأمر، وكأنه أراد أن يصم أذنه عما هو مخالف لرأيه، المبني على وسواس خناس، دسته شياطين الإنس في قلبه وعقله، بهدف تعطيل هذا المشروع وتشويهه.
قال أيمن عمن يكتبون عنه بهدف تصحيح ما لديه من صورة مغلوطة عن بروتوكول المجموعة المتحدة وماسبيرو، إنهم أصحاب «أقلام رصاص»، وهنا تبين أن الرجل فقد السيطرة على أعصابه، ونزل بمستواه إلى مرحلة متدنية في النقاش، والرد على معارضيه.