السجل «الأسود» للمنتج المشهور

السبت، 25 مايو 2019 04:00 م
السجل «الأسود» للمنتج المشهور
أحمد قنديل

أحدث خللا واضحا فى المنظومة الفنية والإنتاجية وأثار حالة من الغضب لدى الرأى العام
 
«يشاركك فى جلسة المائدة، ويسامرك كصديق مقرب، فيستقطب عواطفك تجاهه، لتتجاهل كل ما أشيع فى حقه، وتتأثر مشاعرك، ومن ثم تشارك طعامك معه، وقد تمد إليه يدك بثمراتك كلها ناحية فمه، وعندما تقارب صحون الطعام على الانتهاء، تلاحظ فيه أنه لم يشعر بالشبع مطلقا، فلا يبدو قنوعا أبدا، بل تظهر على وجهه علامات السعار، فتقرر وقتها الالتفات عنه والرحيل بعيدا، إلا أنه يجدها فرصته المثالية، لينقض على ظهرك وينهش فى أكتافك».. هكذا صفات الخائن الذى غالبا ما يظهر صداقته للجميع، ولكن كثيرا ما ظهر أن نواياه خبيثة، فيتقرب من الجميع غرضا فى تحقيق مصلحة شخصية، وإن كانت على حساب الآخرين.
 
تلك الصفات يتسم بها كثيرون، إلا أن هناك واحدا لطالما أضاف إلى مساوئه الأسوأ، فبطل هذا التوصيف «منتج فنى» معروف لدى الأوساط الفنية والإعلامية، فلم يسلك سبيلا أبدا إلا وكانت وسيلته للسير فيه عربة محملة بالظلم والنفاق، رغم إطلاقه وابلا من عبارات الرشد والإصلاح على العامة.
 
«دس السم فى العسل».. هكذا اعتاد المنتج المشهور بفساده وجولاته فى المواخير ومقرات السهرات الليلية الصارخة، أن ينتهج من خلال أعماله الفنية التى ينتجها، فكثيرا ما يتدخل لإضافة بعض المشاهد بأعماله تحمل صفات غير أخلاقية، وتهدف إلى تعزيز وإثارة الفتن وأيضا نشر العنف بين الجمهور المتلقى، بل هناك أيضا أعمال تهدف إلى زعزعة المفاهيم الأمنية عند المواطن.
 
السجل الأسود للمنتج المشهور «دسم» بالأحداث الخبيثة، فلا يوجد عمل أنتجه إلا وتخلله العديد من المشكلات التى انتشرت أخبارها سريعا ودفعت الجماهير للاعتقاد والإيمان بأن الوسط الفنى يعد أكثر القطاعات فسادا فى مصر، فتنوعت تلك المشاكل بين الاختلافات حول الأجور، والتراجع عن الاتفاقات المالية، والإنتاج غير الكافى أو غير المنفق فى محله، أو نشوب أزمات مع الفنانين، فكثيرا ما اندلعت خلافات بين هذا المنتج وعدد من الفنانين إثر التصرفات غير اللائقة التى ينتهجها المنتج.
 
التاريخ الفاسد لهذا الرجل، لا يخص فقط أعماله الفنية، فهذا الرجل يطارده سجل حافل بالفساد الشخصى، فتلاحقه اتهامات بين «النصب وتحرير شيكات بدون رصيد، وبلاغات سب وقذف، والتلاعب الضريبى»،
 
لا يمكن تجاهل أبدا أن هذا المنتج وذويه تمكنوا من السيطرة على السوق الفنية فى مصر لسنوات، ما أحدث خللا واضحا فى المنظومة الفنية والإنتاجية، فخلال تلك الفترة تضاعفت أجور الفنانين لتصل لحد جعل الرأى العام فى حالة غضب، وكذلك هبوط فى مستوى الأعمال الفنية، وأيضا انتشار الكثير من المشاكل بالعمليات الإنتاجية، وهو الأمر الذى دفع الشركة المتحدة برئاسة المنتج تامر مرسى، لتنظيم عملية الإنتاج الفنى والدرامى فى مصر، والتعاون مع الجميع من أجل صناعة محتوى مميز وهادف وضبط السوق الدرامية، إلا أن المنتج المشهور أزعجه ذلك كثيرا، فلم يجد ملاذا بالعمل الحلال، فاعتياده على السباحة فى بحور الفساد منعه عن التعاون المثمر.
 
أضحى المشهدان الفنى والإعلامى متزنين بقدر كبير، وهو ما ظهر خلال شهر رمضان بالأعمال الدرامية التى تميزت بحبكة غير مسبوقة ومفاهيم وطنية وأخلاقية تعزز قيم المواطنة، بالإضافة إلى خلو المشهد الدرامى من المشاكل الواهية، أو السماع عن الأزمات المالية والإنتاجية، وهو ما لم يعجب المنتج الفاسد، فلم يجد سبيلا سوى ترديد الشائعات ونشرها فى محاولة منه لتعكير الصفو العام وإرباك سوق الإنتاج الفنية بعد استقرارها، فى محاولة للمكسب من وراء هذا.
 
المحاولات الواهية للرجل الملاوع وأصدقائه باءت بالفشل، فلم يجدها أى عقل منطقا يؤخذ به، فضلا عن أن الشركة المتحدة أصدرت بيانا صحفيا، ليكون بمثابة خنجر فى صدر كل عدو، فقد أعلنت الشركة المتحدة تجديدها الثقة فى المنتج تامر مرسى رئيسا للشركة، وذلك ليس فقط بسبب النجاحات التى حققها مرسى فى الفن والإعلام، ولكن أيضا قدرته على التصدى لمنتجى «غسيل الأموال»، وهؤلاء المتحالفين مع قنوات أجنبية مما جعلهم يطلقون حوله الشائعات والأقاويل التى ليس لها أساس من الصحة، ومثل هؤلاء أصبح الجميع يعرف أغراضهم، ومحاولاتهم للنيل من استقرار سوق الدراما وعملية ضبطها. 
 
وبالوقوف عند التحديات التى خاضها رجل الأعمال تامر مرسى خلال الفترة الماضية، سنجد أنها تمثلت فى الأجور المبالغ فيها التى كان نجوم السينما والدراما يتقاضونها، حتى أصبح النجم يأخذ النصيب الأكبر من المبلغ المخصص للإنتاج، ولكن رجل الأعمال تامر مرسى، استطاع فى عام واحد أن يقضى على هذه الآفة، بتنظيم الأجور، الأمر الذى أدى إلى ظهور محتوى فنى  سواء درامى أو سينمائى  قوى وراق، أما التحدى القادم لمرسى فى مجال الإنتاج الفنى فهو كيفية الاستمرار على نفس النهج، والارتقاء أكثر بمستوى الدراما المصرية، والحفاظ على حقوق الملكية الفكرية التى كانت تحكمها الفوضى فى السنوات الماضية.
 
 وبعيدا عن الإنتاج الفنى، كان أكثر التحديات صعوبة بالنسبة لمرسى، هو الاستمرار فى مسيرة الارتقاء بالفن والإعلام، دون الالتفات للشائعات التى كانت تطوله بأنه سيرحل عن الشركة، إلا أن النجاحات التى حققها مرسى هى التى ردت وقتها، وأصبح معروفا للجميع مصدر الشائعات التى تخرج من آن لآخر، لتبث وتنشر أكاذيب لا أساس لها من الصحة، المتجسدة فى منتجى غسيل الأموال، الممولين من القنوات الأجنبية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق