شروط الاعتكاف تشعل الحرب بين الأوقاف والسلفيين

وزارة الأوقاف لن تضيف أى شروط جديدة للاعتكاف هذا العام

جدل سنوى يتجدد كل عام مع دخول اقتراب أيام الاعتكاف داخل المساجد خلال شهر رمضان، وهى المعركة التى يحاول السلفيون وجماعة الإخوان الإرهابية افتعالها مع وزارة الأوقاف بسبب شروط الاعتكاف التى تضع الوزارة بغرض منع سيطرة الجماعات المتطرفة على المساجد أثناء فترة الاعتكاف، وهى الشروط التى لا تجد قبولا «كالعادة» لدى أعضاء الجماعات المتطرفة. 

وفى ذات السياق، قال الشيخ جابر طايع، رئيس القطاع الدينى بوزارة الأوقاف، إن وزارة الأوقاف لن تضيف أى شروط جديدة للاعتكاف هذا العام، وسيتم التعامل بنفس الشروط المعمول بها منذ أربعة أعوام، ومن أهمها: تقديم صورة البطاقة لإمام المسجد، ولابد أن يكون المعتكف معروفا لأهل الحى وللإمام، وأن يهتم بنظافة مكانه بالمسجد ويلتزم بآدابه.

 

وأضاف فى تصريحاته لـ«صوت الأمة» نحن لا نضع أى عراقيل، ولكن الأمر يتعلق بتأمين المساجد حتى لا يتسلسل المتطرفون لبيوت الله، ويبثون أفكارهم السامة الهدامة للمصلين أو المعتكفين بغرض تحويل العمل الدعوى لأغراض دنيوية تتنافى مع قدسية المسجد.

 

ونوه «طايع» أن الوزارة حددت بالفعل شروط الاعتكاف، وهى أن يكون  بالمسجدالجامع المعتمد لا بالزوايا ولا بـ «المصليات» المخالفة، كما أن المسجد الذى لا تقام به صلاة الجمعة لا يقام به الاعتكاف، وأن يكون تحت إشراف إمام من أئمة الأوقاف أو خطيب مصرح له، وأن يكون المكان مناسبا من الناحية الصحية لخدمة المعتكفين بناءً على تقرير من مدير الإدارة التابع لها المسجد، وأن يكون المعتكفون من أبناء المنطقة المحيطة بالمسجد جغرافيا، ومن المعروفين لإدارة المسجد، وأن يكون عدد المعتكفين مناسبا للمساحة التى يقام بها الاعتكاف والخدمات اللازمة لهم، كما يقوم المشرف على الاعتكاف بتسجيل الراغبين فى الاعتكاف وفق سعة المكان قبل بدايته بأسبوع على الأقل، وأن تكون إدارة الأوقاف التابع لها المسجد مسئولة مسئولية كاملة عن إدارة شئون الاعتكاف وعن أى خلل يحدث فيه وعليها متابعته، كما اشترطت الوزارة اعتماد المسجد من قبل وزارة الأوقاف كمسجد مصرح له بالاعتكاف، وفى حالة مخالفة الضوابط السابقة، يُعد اجتماعا خارج إطار القانون تتخذ ضده الإجراءات اللازمة.

 

ومن جانبه علق الدعية السلفى سامح حمودة على إعلان وزارة الأوقاف شروط الاعتكاف، قائلا: نشعر بالغضب الشديد من تضييق وزارة الأوقاف على المساجد، خاصة فى شهر رمضان، فالمصريون عاشوا مئات السنين يعتكفون فى المساجد بلا شروط ولا تعسف ولا تحديد مساجد معينة للاعتكاف، والآن تقوم وزارة الأوقاف بوضع عراقيل كثيرة . 

 

واستنكر «حمودة» فى تصريحاته لـ «صوت الأمة»، تشدد الوزارة على شروط الاعتكاف متهكما على وزارة الأوقاف، قائلا: «ناقص إن وزارة الأوقاف تضع إعلانات بأن الاعتكاف بأولوية الحجز، ويعملوا اقتراع عام على الفائزين بالاعتكاف، ويفتحوا باب التسجيل، ويعملوا تنسيق بالدرجات، ويوزعوا المعتكفين فى المساجد حسب مجموعهم».

 

ويرى حمودة أن كل هذه التشديدات تُفسد المعانى الإيمانية للصيام، مشيرا إلى أن المصلين لم يتعودوا على تسليم صور بطاقاتهم لوزارة الأوقاف، لأن الناس مسالمون ولا يُفضلون هذه الإجراءات، ويرتابون منها، وربما يمتنع الكثير من الجماهير من الاعتكاف تحاشيًا لهذه الإجراءات.