تركيا على أعتاب مفترق الطرق: التراجع عن «إس ـ 400» أو التعرض للعقوبات
الخميس، 23 مايو 2019 11:00 م
جاء إصرار تركيا على شراء منظمة الدفاع الصاروخحية الروسية «إس ـ 400»، ليزيد من اشتعال الحرب بين أنقرة وواشنطن، إذ لم تهدأ نيران الصراع المشتعل بين الدولتين، فتتجدد بين فترة وأخرى لسبب أو لآخر، فباتت موجات التوتر والغضب صفة مقترنة بالعلاقات بين البلدين.
وبحسب مصادر في الخارجية الأمريكية، فقد أمهلت الولايات المتحدة أردوغان أسبوعين كى تتخلى عن شراء منظومات «إس-400» الروسية.
ونقلت وسائل الإعلام الغربية، عن مديرة المكتب الإعلامي للخارجية الأمريكية، مورجان أورتيجوس، قولها: «إننا بلا شك مستعدون للتعاون مع تركيا ونواصل مناقشة مباعث قلقنا حول شراء هذه المنظومات، والذى سيسفر، حال تنفيذه، عن تبعات حقيقية وسلبية للغاية».
وقالت المصادر، إن المهلة تنتهى بحلول الأسبوع الأول من يونيو المقبل، وهو موعد نهائي، مشيرة إلى أن تركيا ستواجه تبعات حقيقية وسلبية إذا أكملت إجراءات الحصول على «إس-400»، بما فى ذلك عزل أنقرة عن مشروع مقاتلات «إف-35»، وسداد تكلفة 100 طائرة من هذا الطراز، قدمت تركيا طلبا بشرائها لكنها لم تتسلمها بعد، إضافة إلى تعرض البلاد لعقوبات أمريكية ومن دول الناتو.
كانت الولايات المتحدة الأمريكية قد حذرت مرارا تركيا من تداعيات شراء منظومات «إس-400» الروسية، قائلة إن هذه الأسلحة لا يمكن تطابقها مع نظام الدفاع لدول الناتو، لكن أنقرة أكدت مرارا أن هذه الصفقة منجزة ولا رجعة فيها.
وإشعال فتيل الصراع بين أمريكا وتركيا ليس بجديد بل يتجدد بين الحين والآخر، ففى أغسطس الماضى شهدت العلاقات بين البلدين احتداما على خلفية احتجاز السلطات التركية للقس الأمريكي أندرو برونسون ، وفرضت أمريكا عقوبات على وزير العدل والداخلية التركيين وتركيا ردت بالمثل، ووجهت له تهم دعم أنشطة الجماعة التي يقودها فتح الله جولن، والذي يقول مسئولون أتراك إنه كان وراء محاولة الانقلاب الفاشل في 2016.
واشتعلت القضية في الأيام القليلة الماضية بسبب قيام السلطات التركية بالبدء في محاكمة هذا القس الأمريكي بتهمة الإرهاب.
من ناحية أخرى، تدخل الناتو على خط أزمة منظومة الصواريخ الروسية، موجها التحذير ذاته لتركيا، وقال ينس ستولتنبرج أمين عام حلف شمال الأطلسى (ناتو)، إن تركيا ستتعرض لعواقب وخيمة جراء نشر منظومة الدفاع الجوي «إس-400» الروسية في ظل إعلان أمريكا فرض عقوبات على تركيا في حال حدوث ذلك.
ونقلت شبكة «يورو نيوز» عن ستولتنبرج، قوله إن الناتو يريد أن يتجنب الظروف التي تؤدي إلى فرض أحد حلفائه عقوبات على آخر. كانت تركيا قد ذكرت فى وقت سابق أنها لن تتخلى عن خططها لشراء منظومة الصواريخ الروسية «إس — 400» وأن الدفعة الأولى من أنظمة الدفاع الجوى يجب أن تسلم فى يوليو 2019.