تفاصيل الجبهات الجديدة فى الحرب التجارية بين الصين وأمريكا
الخميس، 23 مايو 2019 09:00 ص
لازالت الحرب التجارية بين أكبر اقتصاديين فى العالم الولايات المتحدة الأمريكية والصين، تلقى بظلالها على الاقتصاد العالمي، سواء على مستوى الحكومات أو القطاعات الخاصة، وتزداد الحرب اشتعالا فى وقت أعلن فيه وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين، أنه ليس من المقرر حاليا أن يزور مسؤولون أمريكيون بكين من أجل الجولة التالية من المفاوضات بين البلدين.
المفاوضات التجارية بين الصين والولايات المتحدة بلغت طريقا مسدودا في وقت سابق من الشهر الجاري مع فشل أكبر اقتصادين في العالم في التوصل إلى اتفاق، إثر جولتي مباحثات في بكين وواشنطن، فمنذ جولة المفاوضات الماضية التي انتهت في 10 مايو، زاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرسوم على الواردات الصينية، مهددا بفرض رسوم على جميع السلع المتبقية القادمة من الصين، فيما أعرب تسوي تيان كاي السفير الصيني لدى الولايات المتحدة ترحيب بكين بإجراء محادثات جديدة.
تطورت الحرب بين الاقتصاديين الأكبر فى العالم، وقد وضعت وزارة التجارة الأمريكية رسميا، الخميس، شركة هواوي تكنولوجيز و68 شركة تابعة لها في أكثر من 20 دولة فيما يسمى "قائمة الكيانات"، وهي خطوة تمنع عملاق الاتصالات الصيني من شراء أجزاء أو مكونات من شركات أمريكا دون الحصول على موافقة من الحكومة الأمريكية، فيما رد وزير الخارجية الصيني وانج يي، قائلا إن الضغوط الأمريكية على الشركات الصينية مثل عملاق التكنولوجيا هواوي هي تنمر اقتصادي وخطوة تستهدف عرقلة تطور البلاد.
إن استخدام القوة الأمريكية للضغط على المشاريع الصينية الخاصة، مثل هواوي، هو تنمر اقتصادي نموذجي، بحسب بيان وزير الخارجية الصيني وانج يي، فيما قال فى بيان أخر إن الصين تترك الباب مفتوحا لإجراء مفاوضات تجارة مع الولايات المتحدة، لكنها لن تقبل بأي اتفاقات غير متكافئة.
وبعد انهيار المحادثات لحل النزاع بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية فى مطلع مايو الجارى، صعد أكبر اقتصادين في العالم زيادات الرسوم الجمركية على وارداته من الطرف الآخر، وتفاقمت الأزمة بعد أن وضعت واشنطن الأسبوع الماضي شركة هواوي الصينية لمعدات الاتصالات وأجهزة الهاتف على قائمة سوداء، وهو القرار الذى يعني أنه لن يعود بمقدور مستخدمي هواوي الوصول إلى خدمات تملكها جوجل على غرار البريد الإلكتروني "جي ميل" وخرائط "جوجل مابس"، بينما سيحرمون من تحميل أي تحديثات مقبلة لنظام أندرويد على هواتفهم، الأمر الذى يؤدى لدمار الشركة العملاقة اقتصاديا.
وتطورت الأزمة بشكل متزايد أيضا، حين ذكرت تقارير إعلامية غربية أن الإدارة الأمريكية تدرس فرض عقوبات، على شركة هيكفيجن الصينية لصناعة كاميرات المراقبة مما يعمق المخاوف من احتمال حدوث المزيد من التصعيد في النزاع التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم، لأن هذه العقوبات ستحد من قدرة هيكفيجن على شراء تكنولوجيا أمريكية، وقد تحتاج الشركات الأمريكية للحصول على موافقة من الحكومة لمد الشركة الصينية بالمكونات.
إن الحكومة الأمريكية كانت تدرس إضافة هيكفيجن وتشيجيانغ داهوا تكنولوجي المُصنعة لمعدات أمن وعدة شركات أخرى لم يتم تحديدها لقائمة سوداء، بحسب ما ذكرت بلومبرج، الأمر الذى دعا بوزارة الخارجية الصينية إلى حث الولايات المتحدة على توفير بيئة عادلة للشركات الصينية في أعقاب تقارير بشأن احتمال إدراج هيكفيجن في القائمة السوداء، وقد قال لو كانج المتحدث باسم الوزارة في إفادة: "عبرنا مرارا في الآونة الأخيرة عن موقف الصين المعارض لسوء استغلال الولايات المتحدة للقوة الوطنية لتشويه وقمع شركات الدول الأخرى عن عمد بما في ذلك الشركات الصينية، أن الصين تطالب شركاتها بالالتزام بالأعراف الدولية عند الاستثمار بالخارج لكننا "في الوقت نفسه نطالب بقية الدول دائما بمنح الشركات الصينية معاملة عادلة وغير تمييزية".