آلاف المعارضين في سجون أردوغان.. هكذا تحولت تركيا لـ«جمهورية الخوف»
الأربعاء، 22 مايو 2019 03:00 م
لا يسمح الرئيس التركى رجب طيب أردوغان لأى صوت معارض بالتواجد على الساحة ، فمن ينتقده يكون مصيره السجن، حيث تتسبب الانتهاكات التى يمارسها ضد الشعب التركى ، فى زيادة تيار المعارضة ، ضد الاستبداد والقمع الذى يمارسه.
من جانبه قال الدكتور طارق فهمى ، أستاذ العلوم السياسية، إن المعارضة التركية ، تتصاعد من داخل حزب العدالة والتنمية ، ولم تعد قاصرة على السياسيين من خارج الحزب ، موضحا أن تصعيد أحمد داوود أوغلو ، هو البداية التي بدأت تظهر من داخل الحزب، مؤكدا أن خريطة المعارضة من الحزب وخارجه تتسع بصورة كبيرة مما سيهدد وضع الاستقرا الذى يسعى إليه أدوغان
وأضاف فهمى ، من المتوقع أن تمتد المعارضة لبعض رجال الأعمال والاستثمار ومنظمات المجتمع المدني ، ولَم تعد حركة فتح الله كولن وحدها ، حيث يوجد أكثر من 16 منظمة أخرى يتصاعد دورها في مواجهة أسلوب أردوغان ونظام حكمه .
بدوره علق الإعلامى السعودى على الراشد ، على زج أردوغان بمعارضيه بالسجون مؤكدا أن النظام التركى يعيش حالة تخبط وارتباك ، مؤكدا فى تغريدة له عبر حسابه الشخصى على تويتر: في ظل التخبطات التي يمارسهـا أردوغان في بلاده - أمر بإعتقال 249 موظفاً في وزارة الخارجية التركية ، للإشتباه بصلتهـم بجولن ، وسبق ذلك إقالة 150 ألف موظف مدنياً و عسكرياً فهذه الخطوة لن تزيد أردوغان إلا ادانة لتصرفاته وسقوطه قريب.
من جانبه أكد الدكتور طه على ، الباحث السياسى ، أن الرئيس التركي يصر على مواصلة النهج الاستبدادي في التعامل مع المعارضة، كما أنه يحرصُ على عدم الاستفادة من دروس الماضي القريب؛ فما أوصله إلى المأزق الذي يمر به هو ما يعانيه من مرض "التمركز حول الذات" أو"تعاظُم الأنا" بعد أن ربط مشروع نهضة تركيا بشخصه، ليصبح كل معارضي سياساته بالضرورة معارضي الدولة التركية، ومن ثم فإنهم إما خونة أو إرهابيون.
وأضاف الباحث السياسى ، أن أردوغان يرفض الاعتراف بأن استبداده، وأزمته الاقتصادية ، من بين الأسباب المباشرة للمأزق الذي تعيشه تركيا حاليا، والذي عبرت عنه الهزيمة النكراء التى منى بها أردوغان وحزبه "العدالة والتنمية" في انتخابات المحليات التي أجريت في 31 مارس الماضي، وبدلا من إعادة النظر في التعامل مع الطيف السياسي التركي، يُصِرُ أردوغان على مواصلة استبداده، فرفض الاعتراف بهزيمته في اسطنبول وضغط على المجلس الأعلى للانتخابات لاستصدار قرار بإعادة التصويت في اسطنبول نظرا لما تُمَثِّل من أهمية في المشهد السياسي التركي.
وتابع طه على قائلا : كلما اقترب موعد إعادة التصويت في 23 يوليو المقبل، يزيد بطش أردوغان ، ووتصاعد وتيرة الاعتقالات في المجتمع التركي، وهو ما ظهرا بشكل أكبر خلال شهر مايو الذي يعرفه الأتراك بـ "مايو الأسود" نظرا لزيادة وتيرة استبداد أردوغان، حتى أن السلطات التركية اعترفت بذلك حينما أعلنت أعلى هيئة قضائية تركية أن الصحفيين "قدري غورسيل"، و"موراك أكسوي" بصحيفة جمهورييت التركية ، تعرضا لأقصى انتهاكات حقوق الإنسان لمجرد أنهما انتقدا أردوغان، كما تصف مؤسسات حقول الإنسان العالمية تركيا بأنها "أكبر سجن للصحفيين في العالم".