تصاعد ألسنة لهب الحرب.. ماذا يدور في منطقة الخليج بين أمريكا وإيران؟

الإثنين، 20 مايو 2019 12:00 م

ترامب وخامنئي

لا زالت ألسنة لهب التصريحات الأمريكية الإيرانية الخاصة بالحرب بينهما تتصاعد يومًا تلو الآخر، مع زيادة التحركات على الأرض والعدوان الأخير على محطتي ضح بترولي بالمملكة العربية السعودية، فبعد ساعات قليلة من موافقة الرياض ودول خليجية أخرى على نشر قوات أمريكية لمواجهة إيران والتحذير الأمريكي بتوخي الحذر في المجال الجوي قرب منطقة الخليج، دعا الملك سلمان بن عبد العزيز لعقد قمتين خليجية وعربية طارئة في 30 مايو الجاري بمكة المكرمة لبحث الاعتداءات الإيرانية بالمنطقة لما لها من تداعيات خطيرة على السلم والأمن الدولي.

وبدأت التصريحات بين الجانبين تشير إلى بدء تحرك ما في الفترة المقبلة، حيث أطلق الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، تهديد شرس على تويتر، توعد فيه بتدمير إيران فى حال "أرادت الحرب"، محذرا إياها من "تهديد الولايات المتحدة مرة أخرى"، وقال ترامب فى تغريدة على حسابه الرسمى بـ"تويتر": إذا أرادت إيران أن تحارب فستكون النهاية الرسمية لها، لا تهددوا الولايات المتحدة مرة أخرى أبدا".

وتأتى تغريدة ترامب بعد أن كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، معلومات استخبارتية، قالت إنها هى من الأسباب التي دفعت البيت الأبيض إلى إرسال قوة عسكرية ضاربة إلى الشرق الأوسط تحسبًا لهجوم إيراني وشيك، وأكدت أن المعلومات تمثلت في صور أظهرت تحميل الإيرانيين لصواريخ على متن قوارب صغيرة في الخليج العربي، فيما بدا أنه مؤشر على هجوم إيراني وشيك.

الصور، التي التقطت من السماء، بحسب الصحيفة الأمريكية رصدت قطع الصواريخ مجمعة بالكامل، وهو ما أثار بحسب الصحيفة الأمريكية مخاوف من احتمال أن يطلق الحرس الثوري الإيراني هذه الصواريخ على قطع بحرية أمريكية في الخليج، فيما أوضحت الأجهزة الاستخباراتية أن هذه الأسلحة تمثل تهديدات ضد سفن تجارية في المنطقة، فضلا عن احتمال شن ميليشيات مرتبطة بإيران هجمات على القوات الأمريكية في العراق.

واعتبرت صور الصواريخ دليلا على أن الأمر غير طبيعي وأنه يمثل تهديدًا مختلف عن التحركات المعهودة من إيران، وفق ما قال مسؤولون أمريكيون رفضوا الكشف عن أسمائهم للصحيفة الأمريكية، ذلك أنهم غير مخولين بالحديث علنا، فيما أظهرت صورًا أخرى أن إيران قد تكون عازمة على مهاجمة القوات الأمريكية.

وحتى مطلع مايو الجاري، كانت التقديرات الأمريكية تفيد بأن إيران مستمرة في دعم ميليشياتها في الدول العربية، لكنها لا تسعى إلى التورط في القتال بنفسها، لكن في 3 مايو، حدث تغير دراماتيكي مع حصول الولايات المتحدة على المعلومات الاستخبارية الجديدة، مما أدى إلى تغيير تقييم البنتاجون بشأن التهديد الفوري الذي تشكله إيران.

وبناءً على هذه المعلومات طلبت القيادة الأمريكية الوسطى (سنتكوم) إرسال حاملة الطائرات "أبراهام لينكولن" وقاذفات "بي 52 " إلى المنطقة، وذلك في محاولة لبناء قوة ردع، عبر مسؤولون عن اعتقادهم بأنها تآكلت مع التراجع الأخير في عديد القوات الأميركية بالمنطقة.

وأعلن الأسطول الخامس الأمريكى،، إنه بدأ فى إجراء دوريات أمنية بحرية معززة فى منطقة المياه الدولية بالخليج اعتبارا من السبت مع حلفائه الخليجيين، وقالت البحرية الأمريكية فى بيان إن الدوريات الأمنية المعززة تركز على "زيادة الاتصالات والتنسيق مع الدول الخليجية بعضها البعض دعما للتعاون البحرى فى المنطقة والعمليات الأمنية البحرية".

وجاءت هذه الخطوة فى أعقاب اجتماع عقد الأسبوع الماضى لقادة البحرية وغيرهم من كبار القادة من دول مجلس التعاون الخليجى فى مقر قيادة الإسطول الخامس الأمريكى فى العاصمة البحرينية المنامة، مع قيادة القوات البحرية الأمريكية المشتركة لبحث الأمن البحرى وتدفق التجارة عبر تلك المنطقة المركزية.

جانب من المناورات الأمريكية فى بحر العرب

وأكد الاجتماع، وفقا لبيان البحرية الأمريكية، العزم الجماعى والالتزام بضمان الأمن والاستقرار البحرى، كما جاء الاجتماع فى أعقاب الهجمات التى استهدفت بعض السفن قبالة السواحل الإماراتية ووسط تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران.

وأوضح بيان البحرية الأمريكية الصادر الأحد، أنه «وفقا لما تم الاتفاق عليه الأسبوع الماضى فى اجتماع بمقر قيادة الإسطول الخامس الأمريكى فى العاصمة البحرينية المنامة، تتعاون سفن البحرية وحرس السواحل فى دول مجلس التعاون الخليجى بشكل وثيق مع بعضها البعض ومع البحرية الأمريكية».

وحذرت إدارة الطيران الاتحادية الأمريكية، الخطوط الجوية التجارية فى الولايات المتحدة، أثناء تحليق الطائرات فوق مياه الخليج العربى وخليج عمان، مع استمرار تصاعد التوتر بين واشنطن وطهران.