من منهم الأخطر على الدولة؟.. حرب السلفية والمدخلية تتجدد والتخوين سيد الموقف
الأحد، 19 مايو 2019 09:00 م
نشبت معركة جديدة بين تيار السلفيين الموالين لحزب النور والسلفية المدخلية الموالين لمحمد سعيد رسلان، وتبادل الفريقين الاتهامات والتي وصلت إلى حد التكفير والإخراج من الملة، في مشهد جسد فيه كلا الفريقين دور البطولة المطلقة في السب والقذف، إذ اتهم سلفيو حزب النور، مؤيدي السلفية المدخلية بأنهم منحرفون وأخطر على مصر من جماعة الإخوان الإرهابية.
وهاجم الداعية السلفي سامح عبد الحميد، القيادي السابق بحزب النور، السلفية المدخلية، ووصفهم بأنهم طعنة في ظهر مصر، ويزعمون أنهم سلفيون؛ إلا أن حقيقتهم مدخليون منحرفون، ولو استجاب لهم المصريون ستضيع مصر، ويرون أن من يشاركون في المشهد السياسي من السلفيين «خوارج»، حيث يحرمون العملية الانتخابية والمشاركة في المجالس التشريعية، كما أنهم يرون أيضًا عدم جواز إبداء النصيحة في العلن.
واتهم القيادي السابق بحزب النور، في تصريحات إعلامية، السلفيون المدخليون بأنهم يُخالفون منهج الأزهر الشريف، ويدعون للخرافات ويُخالفون العقل والمنطق، كما اتهم مشايخ السلفية المدخلية بأنهم يرحبون بالاحتلال الإسرائيلي للجولان.
وتابع قائلا: «هذه خيانة إسلامية وعربية وتاريخية، كما أن السلفيون المدخليون يُكثرون الانشقاق والشتائم، وذلك مُوثق بالفيديوهات والمنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي».
وأوضح الداعية السلفي، أن السلفيون المدخليون يُثبطون المصريين عن المشاركة الإيجابية في خدمة الوطن، ويزعمون بأن حزب النور ضد الدولة، مع أن الواقع يُثبت عكس ذلك تماما، بدليل أن الحزب لم يتصادم أبدًا مع الدولة، ومنذ تأسيسه وأعضاؤه يعملون لصالح البلاد، أما السلفيون المدخليون فهم حقا شوكة في ظهر مصر والمصريين على حد سواء.
المعركة بين التيار السلفي وتيار السلفية المدخلية بدأت، بعدما نشرت صفحة «حقيقة المدخلية» دراسة تحت عنوان «الكشف الجلي عن حقيقة تأیید الألباني لكتاب ربیع المدخلي»، ذكرت فيه وجود كتاب للشيخ ربيع بن هادي المدخلي - مؤسس المدخلية - بعنوان «العواصم مما في كتب سيد قطب من القواصم»، كما أورد موقع الشيخ ربيع، بعض الكلمات المنسوبة إلى الألباني، بين فيها تأييده فيما قاله في حق سيد قطب، والتي وردت في الكتاب كما زعم، واسماه الشيخ ربيع المدخلي بـ«الوثيقة».
في نفس الوقت، تدخل السلفيون الموالون لجماعة الإخوان الإرهابية على الخط للاستفادة من هذا الجدل الواقع بشأن المدخلية ومحاولة الاصطياد في الماء العكر، ومنهم محمد عبد المقصود، الذي هاجم السلفية المدخلية، وذكر أن كتاب «الوثيقة»، ورد فيه أن الشيخ الألباني أيد كلام الشيخ ربيع بقوله: «كل ما رددته على سيد قطب حق وصواب، ومنه يتبين لكل مسلم أن سيد قطب لم يكن على معرفة بالإسلام وأصوله وفروعه.. فجزاك الله خير الجزاء أيها الأخ ربيع.. على قيامك بواجب البيان والكشف عن جهله وانحرافه عن الإسلام»، وهو ما أدى إلى جن جنون جماعة الإخوان الإرهابية.
ومن جانبه حذر الشيخ أسامة القوصي، الداعية السلفي –المنشق عن السلفية المدخلية - منبها أنهم الأخطر على مصر من جماعة الإخوان الإرهابية، فهم لا يعترفون بالديمقراطية أو العملية الانتخابية وينتظرون فرصة لبناء ما اسموه بالخلافة الإسلامية»، موضحا أن منهج المدخلية قائم على طاعة ولي الأمر في المعروف وعدم جواز نصحه في العلن كما جاء في الأحاديث النبوية الشريفة وأن الحاكم لا ينازع في حكمه طبقا للشرع الحنيف.