أصدر فتاوى بتكفير كل المجتمعات الإسلامية وأجاز محاربتها.. نشأ أديبًا وشاعرًا ثم انقلب على الثورة بسبب رغبته فى تولى منصب وزارى
كتابه «معالم فى الطريق» صار دستورًا لكل الجماعات التكفيرية فى العالم
أفتى بأن المساجد التى تُقام فيها الصلاة ويُرفع فيها الأذان هى معابد جاهلية
لم يكن من الغريب أن يُطلق الكثيرون على سيد قطب لقب «مفتى الموت»، بسبب فتاوى القتل التى أطلقها، والتى تستند عليها كل الجماعات الإرهابية حتى الآن، والتى بسببها تمت إراقة دماء آلاف من الأبرياء فى عمليات إرهابية هزت العالم، بعد أن أصدر فتاواه بتكفير كل المجتمعات الإسلامية، وبالتالى صار قتالهم واجبا شرعيا، وهو ما أورده فى كتابه «معالم فى الطريق»، الذى يُعد دستورًا للجماعات الإرهابية، والتى تستند عليها كل التنظيمات فى القيام بعمليات القتل. ولد «قطب» فى 9 أكتوبر عام 1906 بقرية موشة، وهى إحدى قرى محافظة أسيوط، والتى تلقى بها تعليمه الأولى، وحفظ القرآن الكريم، ثم التحق بمدرسة المعلمين الأولية عبد العزيز بالقاهرة، ونال شهادتها ثم التحق بدار العلوم، وتخرج عام 1933، ثم عمل بوزارة المعارف بوظائف تربوية وإدارية، وأرسلته الوزارة فى بعثة إلى أمريكا لمدة عامين، وانضم إلى حزب الوفد المصرى لسنوات، وتركه على إثر خلاف فى عام 1942، وفى عام 1950 انضم إلى جماعة الإخوان المسلمين، وخاض معها الفترة التى بدأت منذ عام 1954 إلى عام 1966، حتى تمت محاكمته بتهمة التآمر على نظام الحكم، وصدر الحكم بإعدامه، وأعدم بالفعل عام 1966.
عُرف سيد قطب فى المجتمع المصرى أول ما عُرف كواحد من النخبة المثقفة أديبًا وناقدًا وفردًا من أفراد مدرسة أبوللو ذات الصلة بالأديب عباس محمود العقاد، وقد كان لقطب صلة بأدباء ووجهاء عصره، وهو ما أكده صلاح الخالدى، الذى قال: «ومن الأدباء الذين لسيد بهم علاقة وصلة: طه حسين، وأحمد حسن الزيات، وعبد القادر حمزة، وأحمد زكى باشا، وتوفيق الحكيم، وإبراهيم عبد القادر المازنى، ويحيى حقى، ومحمود تيمور، ومحمد مندور، وعبد الحميد جودة السحار، وعبد المنعم خلاف، وعباس خضر، وعلى الطنطاوى، وأنور المعدّاوى، ونجيب محفوظ وغيرهم».
تبدل حال سيد قطب الذى كان شاعرًا ومفكرًا وناقدًا عقب عودته من بعثته الدراسية فى الولايات المتحدة الأمريكية، وانضمامه للجماعة الإرهابية، ليتحول «قطب» من الناقد إلى مفت للقتل، حيث أفرزت أفكاره عن الحاكمية والجاهلية، التنظيم القطبى، والعديد من الجماعات الإسلامية الجهادية، وجماعات التكفير والهجرة، كما أن تنظيم القاعدة، رغم نسبته للسلفية الجهادية، فإن معظم قادته قطبيون، ويتبنون الأفكار القطبية.
الغريب أن هذه الكتابات، التى اشتهر بها، لم تعرضه كناقد وأديب، ولم يهتم جمهوره من الإسلاميين بأعماله الأدبية، مثل روايته الغرامية «أشواك»، ولم يطالعوا سيرته الذاتية «طفل من القرية»، ولا «بالأطياف الأربعة»، التى تناول فيها حياته وإخوته، ولم يتعرف الإسلاميون على سيد وعلاقاته برموز الأدب من خلال كتابه «كتب وشخصيات»، الذى تحدث فيه على أدباء عصره أمثال طه حسين، وعبد الحميد جودة السحار، والزيات.
قطب والرئيس عبدالناصر
ارتبط سيد قطب بعلاقات قوية مع الرئيس جمال عبدالناصر، حيث كانت العلاقة بينهما جيدة، واستنادًا لبعض الباحثين وآراء بعض المقربين من المفكر الإخوانى، ومنهم المفكر صلاح الخالدى، التلميذ الأثير لسيد قطب، فإنهم يرون أن العلاقة بين «قطب» وجمال عبد الناصر، بدأت طبيعية ودعمتها عدة أمور منها، أن كليهما صعيديان من أسيوط، ولديهما مبادئ ومؤمنان بالاستقلال، وساخطان على الوضع الملكى وكارهان للغرب وأمريكا.
وقد استمرت العلاقة بينهما إلى أن حدث تغيير مفاجئ بها بسبب أطماع سيد قطب فى الحصول على منصب وزارى، مستغلًا قربه من الضباط الأحرار، حيث كان موظفًا فى وزارة المعارف فى ذلك الوقت، وتركها عقب الثورة مباشرة، اعتقادًا منه أنه ينتظر منصبًا أكبر، مثل تولى الوزارة، لكنه فوجئ بعكس ذلك تمامًا.
وهنا يحكى صديقه المقرب عباس خضر فى كتابه «هؤلاء عرفتهم»، قائلا: «شممت من بعيد رائحة تطلعه إلى وزارة التربية، ولكن تولاها سيد يوسف، وشعر سيد قطب بخيبة الأمل فى ذلك المنصب» .
كما اختلف سيد قطب مع عبد الناصر بسبب هيئة التحرير التى أنشأها وشعر بالغضب بسبب ما ذكره من تجاهل لدوره تدريجيًا، فاتجه «قطب» لجماعة الإخوان المسلمين، على الرغم من العداء الشديد والكُره الذى كان يُكنَّه للجماعة، بل إنه كان فى صدام وصراع شخصى كبير مع مؤسس الجماعة ومرشدها الأول حسن البنا، وذلك لسبب مهم هو أن كليهما كان يتمتع بحالة من النرجسية الشديدة والاعتداد بالذات، ولم يكن سهلاً على أى منهما أن ينساق وراء الآخر، ويتضح ذلك الكُره والعداء فى مذكرات كثير من المقربين لسيد قطب، وفى مذكرات قطب نفسه، حينما كان يُشبه جماعة الإخوان المسلمين بجماعة «الحشاشين».
كره وقرب من الإخوان
تلاقت أفكار سيد قطب مع أفكار الجماعة على الرغم من عدم حبه لحسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، لكنه رحب بالالتفاف حوله، حيث بدأ يشعر بتحقيق ذاته، وصار له تلاميذ ومريدون ومعجبون، وكانت هذه العلاقة هى الضربة القاضية لعلاقته مع عبد الناصر، خاصة بعد توليه لرئاسة تحرير جريدة «الإخوان المسلمون»، التى هاجم بشراسة فيها النظام والثورة فاعتقل فى 1954، لأول مرة لمدة شهرين، ثم مرة أخرى بعد حادث المنشية، واتهامه بالتحريض على اغتيال عبد الناصر، وتوسط وقتها له الرئيس العراقى، عبد السلام عارف، فأفرج عنه جمال عبد الناصر.
فى تلك الأوقات، ظهرت فكرة جريدة الإخوان المسلمين، وهى الجريدة التى وافق عبدالناصر على إصدارها بعد أن وجه سؤالا مباشرا لسيد قطب كان مفاده، هل ينتمى إلى جماعة الإخوان المسلمين؟ وكانت إجابة قطب دومًا قاطعة كما كان يجيب من قبل بـ(لا).
وبعد أن صدر العدد الأول من الجريدة الإخوانية برئاسة تحرير سيد قطب، بدأ موقف قطب يتحول تمامًا، حيث تحول من الدفاع عن الثورة والهجوم على الإخوان والهضيبى إلى النقيض تمامًا، فقد بدأ «قطب» سلسلة من الكتابات التى تهاجم مجلس قيادة الثورة، وظلت الجريدة فى الهجوم على عبدالناصر ومجلس قيادة الثورة دون أن يتعرض لها أحد بالمَنْع أو المصادرة حتى وقع حادث «المنشية»، وهو الحادث الذى تم اعتقال قطب فيه مع عدد كبير من قيادات جماعة الإخوان المسلمين، وصدر ضده حكم بالسجن لمدة 15 عامًا، ولكنه خرج بعفو رئاسى بعد توسُط الرئيس العراقى عبدالسلام عارف لدى جمال عبدالناصر.
بعد أن خرج تعاون مع عدد من شباب الإخوان المسلمين لإقامة تنظيم مسلح للتخلص من جمال عبد الناصر، وهو ما قاله على العشماوى، أبرز قيادات الإخوان فى كتابه «التاريخ السرى لجماعة الإخوان المسلمين»، حيث قال: «بعد خروج سيد قطب، تم استدعاؤنا أنا والشيخ عبد الفتاح إسماعيل للقائه»، وبدأت العلاقة بينهم والاجتماعات المتكررة، واتفقوا جميعا على ضرورة التسليح للمواجهة مع النظام.
وذكر على العشماوى فى كتابه أنهم اضطروا لشراء الكتب والمراجع الخاصة بصناعة المفرقعات، ولكن تم كشف أمر هذا التنظيم، الذى كان يقوده سيد قطب، للتخلص من عبد الناصر فى 1965، وتم إعدام سيد قطب فى 29 أغسطس 1966.
ألف سيد قطب كتاب «معالم فى الطريق»، الذى وصف فيه المجتمعات الإسلامية التى لا تطبق الشريعة، كما يراها هو، بأنها مجتمعات جاهلية، وأن حكامها وأهلها كفار، كما رسخ فى هذا الكتاب لفكرة الحاكمية الإلهية، واعتبر أن من يطبقون القوانين الوضعية، ينافسون الإله سبحانه وتعالى فى حكمته وحكمه، فقد كان هذا الكتاب الذى صمم «قطب» على نشره بيانا تكفيريا واضحا، كما أنه انقلاب جذرى خطير فى المفاهيم.
وتستند الجماعات الإرهابية لكلامه فى كتاب «معالم فى الطريق»، الذى يُعد بمثابة دستور التكفيريين، والمرجع الرئيسى لهم فى تكفير المجتمع والشعوب، حيث ينظر إلى المجتمع المسلم الموجود الآن على أنه مجتمع جاهلى، كما نفى فى كتابه «فى ظلال القرآن»، وجود إسلام أو مسلمين، قائلًا: «إن المسلمين الآن لا يجاهدون، وذلك لأن المسلمين اليوم لا يوجدون، إن قضية وجود الإسلام ووجود المسلمين هى التى تحتاج اليوم إلى علاج»، نافيا وجود مسلمين فى هذا الوقت، معتبرًا القضية الآن هى إيجاد مسلمين.
لم يكتف سيد قطب بذلك، بل أنه وصف المجتمع بالردة عن الإسلام، وهو ما قاله فى كتابه «فى ظلال القرآن» حيث قال: «لقد استدار الزمان كهيئته يوم جاء هذا الدين إلى البشرية بلا إله إلا الله، فقد ارتدت البشرية إلى عبادة العباد، وإلى جور الأديان، ونكصت عن لا إله إلا الله، وإن ظل فريق منها يردد على المآذن: لا إله إلا الله دون أن يدرك مدلولها.. إلا أن البشرية عادت إلى الجاهلية، وارتدت عن لا إله إلا الله، فأعطت لهؤلاء العباد خصائص الألوهية، ولم تعد توحد الله، وتخلص له الولاء.. فالبشرية بجملتها، بما فيها أولئك الذين يرددون على المآذن فى مشارق الأرض ومغاربها كلمات (لا إله إلا الله)، بلا مدلول ولا واقع.. وهؤلاء أثقل إثما وأشد عذابا يوم القيامة، لأنهم ارتدوا إلى عبادة العباد- من بعد ما تبين لهم الهدى- ومن بعد أن كانوا فى دين الله»، وهو ما يعنى أن كل المسلمين فى نظر «قطب» عبارة عن كفار ومرتدين حتى ولو نطقوا بالشهادتين.
كما اعتبر « قطب» أن مساجد المسلمين التى تقام فيها الصلاة، ويرفع فيها الآذان هى معابد جاهلية، ولا بد من اعتزالها، حيث قال: «اعتزال معابد الجاهلية، واتخاذ بيوت العصبة المسلمة مساجد، تحس فيها بالانعزال عن المجتمع الجاهلى، وتزاول فيها عبادتها لربها على نهج صحيح، وتزاول بالعبادة ذاتها نوعا من التنظيم فى جو العبادة الطهور».
ولأن المجتمع المسلم، فى رأى «قطب»، هو الذى يُحكم بالشريعة، وليس الذى يتكون من أفراد مسلمين، وصل إلى نتيجة خطيرة هى أن المجتمع المعاصر جاهلى، فيقول فى كتابه: «نحن اليوم فى جاهلية كالجاهلية التى عاصرها الإسلام أو أظلم، كل ما حولنا جاهلية، تصورات الناس وعقائدهم، عاداتهم وتقاليدهم، موارد ثقافتهم، فنونهم وآدابهم، شرائعهم وقوانينهم، حتى الكثير مما نحسبه ثقافة إسلامية، ومراجع إسلامية، وفلسفة إسلامية، وتفكيرا إسلاميا، هو كذلك من صنع هذه الجاهلية».
ورأى أنه للقضاء على هذه الجاهلية، التى سيطرت على المجتمعات لابد من تكوين «العصبة المؤمنة»، وهى جماعة من المؤمنين المتبنين بشكل كامل لفكرة ومنهاج حاكمية الله، وعند نقطة معينة من التمكين، يجب أن تمارس هذه العصبة الجهاد لتحقيق حاكمية الله على الأرض، وهو ما يعنى، عمليا، الاستيلاء على سلطة الدولة كنقطة بداية لبناء المجتمع والقضاء على الجاهلية.
كما يقول فى كتابه «معالم فى الطريق»: «والذى يدرك طبيعة هذا الدين يدرك معها حتمية الانطلاق الحركى للإسلام فى صورة الجهاد بالسيف، إلى جانب الجهاد بالبيان، ويدرك أن ذلك لم يكن حركة دفاعية بالمعنى الضيق الذى يفهم اليوم من اصطلاح الحرب الدفاعية، كما يريد المنهزمون أمام ضغط الواقع الحاضر».
وفى عام 1963 وصلت كتابات سيد قطب إلى اثنين من قيادات تنظيم سرى للإخوان خارج السجون، بحسب كتابات المؤرخ شريف يونس، الذى أكد أنه فى عام 1964 تكونت مجموعة من قادة شباب الإخوان، تدعو للفكر القطبى نجحت فى اجتذاب غالبية مسجونى سجن القناطر الشباب، فتوسع التنظيم ليضم أكثر من مائتى شخص، ومع خروج قطب من السجن فى مطلع 1965، تولى قيادة التنظيم الناشئ على غير علم من قيادات جماعة الإخوان، فقد كان قطب نفسه، يتصور أن ما يقوم به هو إعادة تسليح فكرى لجماعة الإخوان المسلمين، وليس انشقاقا على الجماعة.
كما خاطب تلك الحركات الإرهابية فى كتابه «العدالة الاجتماعية» على ضرورة أن تتعامل تلك الحركات على أن المجتمعات الموجودة الآن هى مجتمعات غير إسلامية وقال: «حركات البعث الإسلامى اليوم فى مفترق طرق ونقطة البدء الصحيحة فى الطريق الصحيح هى أن تتبين الشرط الأساسى لوجود الإسلام أو عدم وجوده، وأن تستيقن أن وجود الإسلام اليوم قد توقف، وأن تعلم أنها تستهدف إعادة إنشاء الإسلام من جديد، أو بتعبير أدق رده مرة أخرى إلى حالة الوجود، بعد أن توقف هذا الوجود فترة، والطريق الآخر أن تظن هذه الحركات - لحظة واحدة - أن الإسلام قائم، وأن هؤلاء الذين يدَّعون الإسلام، ويتسمون بأسماء المسلمين هم فعلا مسلمون».
ويمكن تلخيص التكفير عند قطب، بأنه اعتبر جميع المجتمعات الموجودة الآن هى مجتمعات «جاهلية» غير مسلمة، وترجع إلى قبل بعثة النبى فهى تعبد غير الله بسبب طاعتها لأنظمة لا تطيع الله ولا تقيم شرع الله، وتتخذ أنفسها من دون الله أربابًا، وكذلك بسبب قبولها بتشريعات وضعها بشر وأنظمة غير الله.
قطب هو نفسه من أحيا مصطلح «مسجد ضرار» فى العصر الحديث، وحاول إسقاط هذا الوصف على مساجد اليوم، وهو ما يمكن اعتباره تحريضا على استهدافها واستهداف المصلين داخلها.
وبحسب النص الذى أورده فى تفسيره الشهير «فى ظلال القران»، فإن سيد قطب يقول فى معرض حديثه عن المسجد الضرار : «هذا المسجد-أى الضرار- ما يزال يُتخذ فى صور شتى تلائم ارتقاء الوسائل الخبيثة التى يتخذها أعداء هذا الدين تتخذ فى صورة نشاط ظاهره للإسلام وباطنه لسحق الإسلام، أو تشويهه وتمويهه وتمييعه، أو تتخذ فى صورة أوضاع ترفع لافتة الدين عليها لتتراس وراءها وهى ترمى هذا الدين، وتتخذ فى صورة تشكيلات وتنظيمات وكتب وبحوث تتحدث عن الإسلام لتحذر القلقين الذين يرون الإسلام يذبح ويمحق، ومن أجل مساجد الضرار الكثيرة هذه يتحتم كشفها وانزال اللافتات الخادعة عنها، وبيان حقيقتها للناس، وما تخفيه وراءها”.
لم يكتف سيد قطب بذلك ، بل أنه أصر على سب أصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وهو ما دفع الأديب محمود شاكر إلى أن أرسل إليه ينكر عليه سبه للصحابة، فأصر على ما فعل، ومن هنا كان لابد من التحذير من جرائم سيد قطب فى سبه لأصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقد قال صلى الله عليه وسلم: «الله الله فى أصحابى، الله الله فى أصحابى لا تتخذوهم غرضا بعدى فمن أحبهم فبحبى أحبهم. ومن أبغضهم فببغضى أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذانى ومن آذانى فقد آذى الله تبارك وتعالى، ومن آذى الله فيوشك أن يأخذه» رواه أحمد. وقال: «من سب أصحابى فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين».
بيد أن إعدام قطب لم يضع نهاية للقصة، فقد كانت أفكاره، تجد طريقها إلى الانتشار حتى أصبحت هى الأساس الفكرى الأهم لحركة الإسلام الجهادى، التى طفت على سطح المجتمع، ولعبت دورا كبيرا فى حياته فى سنوات السبعينيات وما بعدها.
وطوال السنوات الماضية، يحاول أبناء سيد قطب، صياغة مناهج التربية داخل الجماعة، وهم لا يقولون للقواعد الإخوانية، إن المجتمع كافر، لكنهم يربونهم على أن المسلمين من غير الإخوان أقل فى درجة الإيمان، وأن المسلم الإخوانى أفضل من أى مسلم آخر، وأن مصلحة الجماعة فوق مصلحة المجتمع، وأن المجتمع «ملىء بالنجاسة»، وإن الإخوان يحملون ماء «السماء الطهور»، الذى سيطهر المجتمع، واصفين الأب الروحى للتكفير «سيد قطب» بأنه مصلح عظيم، وهو ما يؤكد مسئوليته عن كل فتاوى القتل التى أصدرها، التى يسير عليها كل الجماعات الجهادية والتكفيرية حتى اليوم.