«الصقور» وراء الأزمة بين واشنطن وطهران.. والحرب وراءها «الطرف الثالث»
السبت، 18 مايو 2019 09:00 م![«الصقور» وراء الأزمة بين واشنطن وطهران.. والحرب وراءها «الطرف الثالث» «الصقور» وراء الأزمة بين واشنطن وطهران.. والحرب وراءها «الطرف الثالث»](https://img.soutalomma.com/Large/20190122032100210.jpg)
عادل السنهورى يكتب:
لا أحد يريد الحرب فى الخليج.. كل الأطراف تدرك جيدا النتائج الوخيمة والويلات التى ستصحب أى حرب قادمة فى منطقة الخليج..ربما طرف واحد ينتظر ويترقب وينفخ فى الأزمة لتحقيق مصالحه..
لكن الصحافة الأمريكية ترجح نشوب الحرب فلا سبيل للوساطة - كما تقول صحيفة ذا ناشيونال - بين أمريكا وإيران فى ظل وجود «الصقور» بومبيو وزير الخارجية، وبولتون مستشار الأمن القومى فى إدارة ترامب، فالحرب باتت على الأبواب!
الأنباء الواردة من طهران بأن البعثات الدبلوماسية المتواجدة فى إيران على وشك المغادرة وعائلاتهم.. ومع ذلك قادة إيران يتحدثون بثقة، وينفون علاقاتهم بما حدث ضد السفن التجارية الإماراتية أو ضد حقول النفط فى السعودية ومع ذلك هم أيضا يستعدون للحرب ويعتبرون أن القواعد العسكرية الأمريكية والقطع البحرية تحت «أسنان الصواريخ الإيرانية»!
وحتى نعرف خطورة الوضع فى المنطقة فالولايات المتحدة تمتلك نحو 34 قاعدة عسكرية حول إيران فى الدول المحيطة بها فى دول الخليج وتركيا وباكستان وأفغانستان وكازاخستان، علاوة على حاملات الطائرات فى الخليج العربى والبحر المتوسط.
التصعيد فى المواجهة للحرب القادمة آخذ فى التطور، ومع ذلك لم تعلن أى جهة حتى الآن مسئوليتها عن حوادث منطقة الخليج الأخيرة..وهناك حالة صمت مريبة وغامضة ومقلقة عن الجهة التى تقف وراء هذه الحوادث، فقد تعرضت أربع ناقلات نفط تجارية إماراتية قرب ميناء الفجيرة الواقع على بحر العرب، لهجمات ولم تصدر بيانات من التنظيمات المعروفة، واكتفت دولة الإمارات بالتأكيد على أن «العمل تخريبى».
ثم جاء الاعتداء على حقلى النفط داخل المملكة العربية السعودية ولم تعلن أى جهة أيضا مسئوليتها عن الحادث، رغم الجهات المتعددة التى تناصب دول الخليج العداء سواء تنظيم «القاعدة» أو «الحوثيين».
المفارقة المدهشة أيضا فى رد الفعل عن الحوادث الأخيرة التى ينظر إليها المراقبون أنها تأتى فى إطار التصعيد ضد إيران، أن الولايات المتحدة الأمريكية نفسها لم يصدر عنها أى رد فعل رغم حساسية المنطقة التى وقع فيها الاعتداء على السفن التجارية وتواجدها عسكريا فى هذه المنطقة تحديدا، رغم وجود قاعدة عسكرية أمريكية بالقرب من ميناء الفجيرة الإماراتى بها نحو 2000 عسكرى.
كل الأطراف المعنية فى المنطقة أعلنت عدم مسئوليتها بما فيها إيران، رغم التوتر الحادث مع الولايات المتحدة التى بدأت تحرك قطعها البحرية العسكرية والحشد العسكرى فى الخليج، ترقبا لأى تطورات من جانب إيران.
من يرجح عدم وقوع الحرب يدلل على ذلك بتواضع الحشود العسكرية الأمريكية مقارنة بحشودها قى الحرب ضد العراق عام 1991، و2003، حيث حشدت 500 ألف جندى وأكثر من ثلاث حاملات طائرات وأكثر من 200 سفينة حربية.
وما زال هناك أمل للوساطة من طرف محايد مثل سلطنة عمان التى تربطها بكل الأطراف علاقات طيبة.
الغموض الذى يحيط بالأزمة الحالية يستدعى السؤال عن الطرف الثالث الساعى وراء إشعال فتيل الأزمة وزيادة الأمور تعقيدا فى المنطقة والخسائر التى ستتحملها عسكريا واقتصاديا.
بالتأكيد هناك مستفيد من وراء التصعيد والهجوم على السفن رغم عدم وقوع خسائر بشرية.. فأصابع الاتهام التقليدية تشير إلى أن جهة مخابراتية ما فى المنطقة - وتحديدا الموساد الإسرائيلى - وراء الحادث واستعجال توجيه ضربة عسكرية إلى إيران رغم أن الحشود العسكرية الأمريكية ليست على ما كانت عليه فى حرب الخليج الثانية ضد العراق، لكن تعقيد الأزمة يصب فى المصلحة المباشرة لتل أبيب التى ترى أن إيران العدو الأول المباشر لها وأن قوتها النووية تشكل خطرا كبيرا عليها.
أما المصلحة الأمريكية فلا غبار عليها، فاستنزاف المنطقة ودولها الغنية هدف أساسى للإدارة الأمريكية، وشعار «الدفع مقابل الحماية» واجهت به الإدارة الأمريكية دول الخليج فى الأعوام الأخيرة، واشتعال الحرب ربما يؤدى إلى خسائر اقتصادية ضخمة بل مهولة، لأن تمويلها سوف يقتصر فقط على دول الخليج التى لا ينقصها مزيد من النزيف الاقتصادى، فالخسائر فى الحرب الأولى والثانية تجاوزت مئات المليارات من الدولارات، والحرب الثالثة ستتحملها أيضا.
الفتيل لم يشتعل بعد، لكن التحريض على اشتعاله ما زال مستمرا والحرب هذه المرة ليست بالأمر السهل، وربما تتدخل فيها أطراف إقليمية ودولية، فالمصالح متداخلة ومتشابكة ومعقدة.
فهل بالفعل ستبدأ الحرب فى دق طبولها؟
الاحتمالات مفتوحة على مصراعيها، لكن ما زال احتمال الحرب العسكرية بعيدا بعض الشىء، وفرص الاحتواء الأمريكى لإيران بضغط الحصار الاقتصادى والحصار الدولى هى الأقرب حتى تخضع إيران للشروط الأمريكية.
لكن بالتأكيد الخاسر الأول والأخير هو دول المنطقة والأمن الإقليمى العربى.. والخسائر هذه المرة كبيرة بل كبيرة جدا على كل المستويات، فحرب الخليج الثالثة - فى حالة اشتعالها - لن تكون حربا بين طرفين أو ثلاثة فقط، لكنها حرب عالمية شاملة تقودها المصالح الاستراتيجية لدول كثيرة فى منطقة الخليج.
قنبلة الأزمة لن تنفجر فى وجه واحد فقط، وإنما فى كل الوجوه وستصيب الجميع بشكل مباشر أو غير مباشر