«منتج بير السلم» أغرق الدراما في الأزمات وأحرق نجوما كبار.. قصة فشل «مافيا العشوائية الفنية»

الجمعة، 17 مايو 2019 09:33 م
«منتج بير السلم» أغرق الدراما في الأزمات وأحرق نجوما كبار.. قصة فشل «مافيا العشوائية الفنية»
طلال رسلان

القصة التي بين أيدينا مثال واقعي على أن رأس المال لا يمكن أن ينجح عملا دراميا أو فنيا منفردا، الأمر يلزمه إدارة وتسويق وطريقة مناسبة لنجاج أي عمل فني، تلك الخلطة التي تستطيع المنافسة عالميا.

دراما رمضان جانب من جوانب إثراء الدراما المصرية بوجه عام، المنافسة تكون على أشهدها في محاولة لإرضاء المشاهد، ومن ثم يعود ذلك على الإنتاج الفني المصري وتقييمه في ساحة الفن.

لكن دخول رأس المال عديم الإدارة يدمر حلم المنافسة ويسبب أزمات كبرى، الأمر أصبح تجارة ليس أكثر من إنقاذ الدراما المصرية وحفظ موقع المنافسة عالميا أمام الدارما التركية والمكسيكية.

صحيح أن عملية الإنتاج تكون مرتبطة بالأرباح، لكن ليس الأرباح وحدها، وإلا فشلت العملية بالكامل، مثلما حدث في وقائع سرقة أموال ماسبيرو وقطاع الإنتاج بمدينة الإنتاج الإعلامي وتدمير شركة صوت القاهرة هذه الهيئات الحكومية الثلاثة والتى تخصصت فى إنتاج الدراما التليفزيونية وقدمت أفضل ما يكون على مدار عقود طويلة.

بطل القصة «منتج بير السلم» الذي حاد عن طريق العدل، ودخل إلى تاريخ الدراما المصرية من باب السبوبة، فلحقت الأزمات بالأعمال الدرامية مواسم كاملة من شهر رمضان ، لم تتوقف عند حد التصوير والإنتاج والميزانية، فضربت حالة الركود وسيطرت على سوق الدراما، وخرجت غالبيتها من سباق العام الماضي قبل أن يبدأ.

في الموسم الماضي قرر النجم الكبير محمد هنيدي العودة للدراما بعد سنوات من الغياب بمسلسل "أرض النفاق"، اسم كبير بموهبة هندي كان يحتاج إلى منتج محنك ذكي يجمع بين البيزنس والحفاظ على القيمة الفنية، لكن حظ الممثل الكبير أنه وقع في مجموعة من الهواة مريدي البيزنيس ليس إلا، فواجه المسلسل قبل خروجه إلى النور أزمة كانت فضيحة في الوسط الفني بتسويق العمل، رغم احتواء المسلسل على عدد كبير من النجوم، فإلى جانب هنيدي تشارك الفنانة هنا شيحة ودلال عبد العزيز وإبراهيم عيسى في بطولته.

أرض النفاق
أرض النفاق

سعى منتج العمل بكل السبل إلى إنقاذ المسلسل الرهان، ورصد ما يقرب الـ50 مليون جنيه تسويق على المسلسل، لكن المال لا يدير وحده عملا فنيا ناجحا، فوجئ بعدم وجود أي جهة تتحمس لشراء المسلسل،  دفعه للتخلي عن 5 ملايين جنيه، وعرض العمل للبيع بـ45 مليون جنيه.

لم تمر سوى حلقة أو حلقتين من مسلسل الشركة الشهيرة حتى انقلبت عليه وقتها مواقع التواصل الاجتماعي رأسا على عقب، عاصفة من الغضب والاستهجان من ضياع عمل يعيد محاكاة تاريخ أثر في المجتمع المصري للفنان القدير فؤاد المهندس، بسبب شلة من المنتفعين والمتاجرين بالمشاهدات بغض النظر عن المحتوى وإدارته.

في الموسم الرمضاني نفسه فوجئت الشركة المنتجة التي ضربت السوق المصرية الفنية في مقتل، بدخول الفنانة يسرا في خانة فشل التسويق، حيث فشلت الشركة في تسويق مسلسل "بني يوسف" الذي تقوم ببطولته يسرا، رغم البدء في تصوير المسلسل منذ أكثر من ثلاثة أسابيع قبل بداية الموسم الرمضاني الماضي،  لكن رفضت قنوات كبرى شراءه نظرًا لفشل التسويق والشكوك في نسبة المشاهدة، الذي يدفعها لشراء العمل الجديد بـ55 مليون جنيه.

جانب من كواليس مسلسل بني يوسف
جانب من كواليس مسلسل بني يوسف

لم يُذكر اسم مسلسل "بني يوسف"، لأن لا أحد من الجمهور يعرفه من الأساس، وعندما سئل أحد النقاد الفنيين الكبار عن العمل قال بملء فيه «منهم لله شلة المنتجين بيدمروا الدارما وتاريخ فنانين كبار»، عبرت جملة الناقد الشهير عن الحالة الفنية التي وصلت إليها الدراما المصرية وقتها بكل ما تحمل الجملة من معنى.

عدد لا بأس به من الأمثلة تشابه حالة المسلسل والنجوم السابقين، اجتمعت جميعها لتكوين إمبراطورية من التجارة بالفن وبالمشاهد، شلة إنتاج صنعت بورصة غير عادلة بأجور وهمية دمرت المحتوى، قطاعات كبيرة في مصر عانت النزيف بسبب مافيا السرقة إلى أن احتضرت، عشوائية سمحت لهذه المجموعة باحتكار الوسط الفني وضرب مفاصل الدارما المصرية في مقتل، موسم كامل لم نر إلا عمل أو عملين لشركات جديدة قررت خوض السباق وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الصناعة الفنية ضد شلة المنتفعين.


الغريب في شركة الإنتاج المذكروة ارتباط اسمها دائما بالمخالفات والقضايا، حتى إن الساحة الإعلامية شهدت جملة من وقائع تهرب الشركة الكبرى من دفع الضرائب المستحقة عليها لصالح الدولة، ناهيك عن أزمات أجور الفنانين المتأخرة لشهور بعد سقوط الأعمال في أزمات كبرى وفشلها.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق