سلي صيامك.. شارع النبي دانيال أكبر سوق لبيع الكتب بالإسكندرية.. ومخصصات الأطفال الأكثر مبيعاً

 

 

 

شهر رمضان فرصة ثمينة لمن أراد التدبر والتذكر، وتعويض ما فات الفرد من عبادات وشعائر، كما أنه فرصة أيضاً للاطلاع والقراءة، وفي محافظة الإسكندرية وبالتحديد في شارع النبي دانيال، أقدم وأشهر شوارع عروس البحر الأبيض المتوسط، ستجد ملتقى ثقافي على نطاق واسع، يحج المواطنون إلى هنا لشراء واستعارة واستبدال الكتب، متأثرين بخلفية الشارع الثقافية، وما حكي من أساطير عنه.  

الشارع الذي يشهد كثافة مرورية في أيام شهر رمضان، يمكن وصفه على أنه مقسم لباكيات متراصة متناسقة جنباً إلى جنب على يمين الطريق العام، وداخل كل باكية، أعداد كبيرة من الكتب المختلفة باختلاف المجالات، هنا سياسة واقتصاد وفن وفلسلفة ودين وعلوم، وترفيه وكتب أطفال، والذي يعدها الباعة ايقونة الحظ في هذا الشهر، فيقبل الأهالي على شراء الكتب لمعاونة صغارهم على اللهو والانشغال بها ونسيان ألم الجوع والعطش بسبب الصيام وهم في سن صغيرة,

كما تحظى كتب الترجمة والخرائط والكتب المدرسية والجامعية والقانونية بإقبال في هذا الشهر، نظراً لاستعداد الطلبة لتأدية امتحانات نهاية الموسم الدراسي بانتهاء شهر رمضان الكريم.

كما يقصد الكثير من المواطنين شارع النبي دانيال بهدف شراء الكتب الدينية والتفسيرية، لقراءتها خلال فترة الصيام فى شهر رمضان المعظم، فهو شهر يدعو إلى التعمق فى أصول الدين والتقرب إلى الله، وتحظى أسعار الشارع بقبول كبير مقارنة بسعر الكتب الجديدة فى المكتبات العامة.

أثناء مرورك بالشارع لن تغفل  السياح الذين يحجون إليه من كل حدب بغرض التنز والشراء، فهم يعلمون أنه من أقدم شوارع الإسكندرية، ويستحق أن يوضع على خريطة المزارات السياحية، فهو يتميز بتقديم جولة سياحية متكاملة فى أقل وقت ومجهود دون الحاجة للتنقل من مكان إلى مكان، فالشارع يوجد به مزارات سياحية ودينية قديمة، كما أنه ملاصق للمسرح الرومانى أحد أهم الاماكن السياحية بالإسكندرية، ويتمتع السائح بجولة سياحية به كما من الممكن التوجه لشراء بعض الكتب القديمة منه، خاصة أنه يوجد مؤلفات عديدة وفى مختلف المجالات باللغة الإنجليزية.

 

 

حسين محمد حسين، أقدم بائعى شارع النبى دانيال بالإسكندرية، قال إنه من مواليد 1936، وبدأ العمل فى شارع النبى دانيال عام 1956، حيث كان أول بائع يقوم بوضع "فرشة" كتب مستعملة فى الشارع فى ذلك الوقت.

 

ويروى عم حسين تاريخ عمله في الشارع قائلا: "أنا أمى لا أجيد القراءة والكتابة ولكن حبى للكتب جعلنى أتوجه للحصول على شهادة محو الأمية وبالفعل حصلت عليها وبدأت فى قراءة العديد من الكتب التى ترد إلى المحل".

 

وأضاف "عم حسين": "شاركت فى العديد من المعارض الدولية للكتب، وأنا مشارك دائم فى معرض القاهرة الدولى للكتاب، وسافرت إلى العديد من الدول العربية للمشاركة فى معارض دولية للكتاب".

 

من جانبه قال مجدى موسى، رئيس لجنة الحفاظ على التراث بمحافظة الإسكندرية، إن شارع النبى دانيال يتمتع بقيمة تاريخية كبرى، فهو من أقدم وأشهر شوارع الإسكندرية، كما أنه يتقاطع مع شارع فؤاد وهو أيضا من أقدم وأهم الشوارع القديمة والشهيرة.

وأوضح "موسى"أن اللجنة قد قامت بوضع تصور لتطوير الشوارع القديمة بالإسكندرية والحفاظ على تراثية تلك الأماكن، وعلى رأسها شارع فؤاد وشارع النبى دانيال المتقاطع معه، وذلك من خلال جعل الشارع مخصص لحركة المشاة فقط، وذلك لإعطاء فرصة للزائر والسائح التمتع أكثر بالحركة داخل الشارع خاصة أن حركة السيارات تعوق ذلك حاليا.

وحول سوق الكتب المستعمل، أكد رئيس لجة الحفاظ على التراث، أن سوق الكتب المستعمل من أهم العلامات المميزة للشارع، ويتضمن مخطط الحفاظ على تراث الشارع تطوير باكيات بائعى الكتب المستعمل مع الحفاظ على بقاء السوق كما هو، مؤكدا حرص اللجنة على الحفاظ على تراث الإسكندرية القديم من خلال الحفاظ على تراثية شوارعها.