رحلة الملائكة في الأديان السماوية
الأربعاء، 15 مايو 2019 12:00 ص
قد لا نراها بأعيننا ولكن هذا لا يمنع وجودها وانتشارها حولنا، منذ اللحظات الأولى لولادتنا فهى الملائكة المحيطة بنا والتى تحدثت عنها كافة الأديان السماوية، فالإسلام والمسيحية واليهودية اتفقوا على وجود الملائكة وذكرت فى الكتب السماوية.
الملائكة فى الدين الإسلامى
الملائكة محاطة بنا منذ قدومنا إلى هذه الحياة وحتى الوفاة ويوم البعث وثم بعد ذلك عند الحساب، فقد جعلهم الله شهودا على أفعال بنى آدم، فبأجسادها اللطيفة تعد أكثر اقتدارًا وقوة وسرعة ونشاطًًا من الإنسان وأسرع إلى الوصول إلى حقائق الأمور من الإنسان.
وعن رحلة الملائكة فى حياة الإنسان فنجدها علاقة مباشرة، تبدأ منذ ولادته حيث يحتاج الطفل إلى من يرعاه فيوكل له الله ملك لرعاية روحه، فقال تعالى في قرآنه الكريم: «يا آدم كلما ولد لك ولد وكلت به ملكا يحفظه»، وتستمر العلاقة بين الإنسان والملائكة طول حياته ففى سن التكليف نجد علاقة بنوع جديد فيجعل الله على يمينه ملكا وعلى يساره ملكا يدون له حسناته وسيئاته، كما أن الملائكة يهتمون بالمؤمن ويعاونوه ويسددون خطاه.
الملائكة فى المسيحية
في الدين المسيحي، يعتبر الملائكة أرواح طاهرة تتصف بالقداسة، ولذلك يقول القبطي للرب عنهم فى صلواته «ملائكتك الأطهار»، كما يقول فى صلاة القسمة «الملائكة القديسون»، ووفقًا للأقباط، فأن لهم أدوار هامة مع البشر ولعل أبرزها البشارة حيث أنهم يحملون البشارة الطيبة للبشر حسب ما يأمرهم الله بهم ومنها بشارة الملاك جبرائيل إلى مريم العذراء عندما بشرها بأنها ستلد ابنا.
كما يقول القبطي إن الملائكة يلعبون دور تبليغ الرسالة والمثال على ذلك أن ملاك الرب ظهر ليوسف فى حلم قائلا: «قم وخذ الصبى وأمه وأهرب إلى مصر، وكن هناك حتى أقول لك، لأن هيرودس مزمع أن يطلب الصبى ليهلكه»، ولعل من أهم وأبرز أدوار الملائكة هى الرحمة والمعونة والحفظ فدائما ما يسمى الملائكة بملائكة الرحمة، وذلك لإشفاقهم على البشر وتقديمهم لهم كل ما يحتاجونه من معونة، سواء للأفراد أو للجماعات، كما قيل عن رحمة الرب للمتضايقين: «فى كل ضيقهم تضايق، وملاك حضرته خلصهم» وأيضًا: «ملاك الرب حال حول خائفيه وينجيهم» إذن هم ينقذون البشر، وينجونهم ويخلصونهم، ويقفون معهم فس الضيقات.
الملائكة فى اليهودية
ووفقًا للدين اليهودي، فالملائكة هي كائنات خارقة تجد الكتاب المقدس بقسميه العهـد القديم والعهد الجديد ملئ بأخبارهم وأعدادهم وأسمائهم ووظائفهم وعلاقتهم بالبشر وهى رمز الغيب وتعبير عن قدرة الإله اللانهائية ومع تدوين التوراة ترسخ مفهوم الملائكة ويوجد أيضا فرق يهودية أنكرت الملائكة وذلك جزء من إنكارها بفكرة البعث فقد نظرت أجيال من المفسرين إلى شخصية ملاك الله على أنها مزعجة بسبب هويتها الغامضة، وفى ذات الوقت هناك فرق غالت فى مفهوم الملائكة كالصوفية اليهودية ومكانتهم فى الأبراج السماوية بل رفعوا بعضها إلى مستوى الآلهة الصغيرة.
ووفقا للديانة اليهودية فالملائكة أسمى أنواع العمل حيث يقومون بالتسبيح والتمجيد لله، وتنقسم الملائكة نوعان ملائكة السلم وملائكة الشر، فملائكة السلم تسكن قرب الإله أما ملائكة الشر فهى بعيدة عنهم ومن أعمالهم أيضا رفع الصلوات وإنزال المطر وإنزال اللعنات وحماية الأجنة فى بطون أمهاتهم.
كما أن من وظائف الملائكة كما صورها التلمود هى حفظ الأعشاب التى تنبت فى الأرض وهم بعدد أنواع الأعشاب وملك النار وإنضاج الأثمار، وملائكة لحفظ الطيور والأسماك والحيوانات المتوحشة، وملائكة لمراقبة حركة الشمس والقمر، وهناك ملائكة تبث النوم ليلا فى الإنسان وتصلى لأجله نهارا.