سجون الموت.. التعذيب والقمع طريق أردوغان السلطوي في تركيا
الأحد، 12 مايو 2019 07:00 م
تحولت تركيا فى ظل حكم الدكتاتور العثماني رجب طيب أردوغان، إلى سجن كبير، يحتجز فيه كل معارض ومختلف في الرأي مع السياسيات التركية، الفاشلة اقتصاديًا من جانب والمدعمة للجماعات المتطرفة والفوضى في الشرق الأوسط من جانب آخر.
لم تكتفي السلطات التركية باعتقال المعارضين لها، بل شهدت سجونها كافة أشكال التعذيب، وكان آخرها واقعة مقتل السجين الفلسطيني على مبارك خلال الأسابيع الماضية، التي كشفت حجم المعاناة لدى المتعقلين، وهو ما انتقدته منظمات حقوقية دولية عديدة ما دفعها لتقديم شكوي لمنظمة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان.
وأكدت جمعية «محامو تركيا المكممة» وجود انتهاكات كثيرة لحقوق الإنسان، تشهدها تركيا، في السنوات الأخيرة، وذلك في الوقت الذي تصدر فيه مراسيم رئاسية من جانب أردوغان في حق كل معارضيه، ورصدت الجمعية بعض الحالات التي لاقت ظلمًا كبيرًا وهو معلم تركي يدعى ياسين وصفته بأنه أحد ضحايا القمع السلطوي الأردوغاني، بحسب صحيفة زمان التركية المعارضة.
المعلم التركى «ياسين» كان يعمل مدرسا لمادة الفلسفة في أحد المدارس التابعة لحركة الخدمة التي يتزعمها فتح الله جولن، ولكن على إثر واقعة كشفه عن وقائع فساد ورشوة تورط فيها وزراء تابعون لحزب العدالة والتنمية بدأت المصاعب تتوالي عليه، متعرضة أسرته مرة لمضايقات وأخرى لمداهمات.
ووفقًا لصحيفة زمان التركية المعارضة، تشهد السجون التركية ممارسات تعذيب، حيث كشفت أن السجانين في سجن إسكندرون بمدينة هاتاي يمارسون شتى أنواع التعذيب على المعتقلين تحت إشراف مدير السجن، ناقلة عن والدة أحد المسجونين الأتراك قولها: لقد كانت يداه تحملان آثار الجلد والضرب، ولم يكن يقدر على المشي على قدميه بسبب الجلد والضرب، لكنه حاول أن يخفي الأمر، موضحة أن ابنها أكد لهم أن المسئولين يهددون المعذبين في حال الكشف عما يقع لهم.
في الوقت ذاته، قدمت مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان، بلاغًا إلى المقررة الخاصة المعنية بالإعدام خارج إطار القانون Ms. Agnes Callamard، والمقرر الخاص المعنى بمسألة التعذيب بالأمم المتحدة Prof. Nils Melzer حول وفاة مواطن فلسطينى داخل السجون التركية نتيجة التعذيب أثناء التحقيق معه.
وأوضحت مؤسسة ماعت فى بيان لها أنه فى يوم 3 أبريل 2019 اختفى "زكى مبارك يوسف" - مواطن فلسطينى وزميله "سامر سميح شعبان" فى تركيا، وبعد ذلك بثلاثة أسابيع أضطرت الشرطة التركية أن تعلن أنها ألقت القبض على زكى مبارك وسامر سميح وأودعتهما فى زنازين انفرادية فى سجن سيليفرى (سيء السمعة) قرب إسطنبول، ووجهت لهم الاتهام بالتخابر لصالح دولة الإمارات العربية المتحدة دون تقديم أى دليل على ذلك، وهو ما أكد عليه محامى زكى مبارك والذى أكد أيضا على أنه سيخلى سبيله فى جلسه الاعتراض يوم 30 أبريل ومنذ هذا التاريخ تم حجب المتهمين تماما ولم يتم تمكين أسرهم أو محاميهم أو حتى سفارة بلادهم من التواصل معهم، لتقوم السلطات التركية بعد أقل من أسبوع واحد ( وقبل جلسه الاعتراض بيومين) بالإعلان عن أن المواطن زكى مبارك يوسف انتحر بشنق نفسه.