بخطاهم نقتدي.. عبدالله بن الزبير: الصحابي الذي شرب دم النبي
الأحد، 12 مايو 2019 03:00 صولاء عكاشة
أول مولود للماهجرين بعد الهجرة في المدينة، إنه عبد الله بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى القرشي الأسدي، صحابي جليل وابن الصحابي الزبير بن العوام، ، أمه السيدة اسماء بنت أبي بكر الصديق، وهو أحد العبادلة، وأحد الشجعان من الصحابة، وأحد من ولي الخلافة منهم .
نشأ عبد الله بن الزبير، نشأه طيبة وتنسم منذ صغره عبق النبوة، فكانت خالته السيدة عائشة تعتني به وتتعهد، ولانها لم تنجب ولدا، كنيت بسأمه فكان يقال لها: "أم عبدالله".
ولد رضي الله عنه في عام الهجرة، وحفظ عن النبي وهو صغير، فرح المسلمون بولادته كثيرا وكانت سعادتهم به طاغية، لا سيما وأنه أول مولود للمسلمين في المدينة بعد الهجرة، ولان اليهود كانوا يقولون كثيرا: "سحرناهم فلا يولد لهم ولد"، فجاء ميلاده بفرحة كبيرة على المسلمين وقتها .
كان الزبير مخلص جدا في عبادته التي احبها كثيرا، فكان يقسم رضي الله عنه الدهر على ثلاث ليال، _بحسب رواية عبد الملك بن عبد العزيز_، عن خاله يوسف بن الماجشون، " فليلة هو قائم حتى الصباح، وليلة هو راكع حتى الصباح، وليلة هو ساجد حتى الصباح" وقال عمرو بن دينار: "ما رأيت مصليا أحسن صلاة من ابن الزبير".
وكان ايضا مولعا بالجهاد في سبيل الله ومخلصا فيه إلى أقصى حد، فلم يكن غريبا على من نشأ هذه النشأة الصالحة أن يشب محبا للجهاد، فقد شهد وهو في الرابعة عشرة من عمره معركة "اليرموك" الشهيرة سنة 15 هجريا، واشترك مع ايبه في فتح مصر وابلى بلاء حسن، وفي عهد عثملن بن عفان خاض عمليات فتح شمال افريقا تحت قيادة عبدالله بن سعد، وأبدى من المهارة والقدرة العسكرية ما كفل للجيش النصر، كما اشترك في الجيوش الإسلامية التي فتحت إصطخر.
وفي واقعة غريبة على الأذهان تؤكد حبه الشديد لرسول الله وشده تعلقه به، قام الزبير بالشرب من دم النبي، ففي ذات مرة أحتجم النبي في طست، فأعطاه عبد الله بن الزبير رضي الله عنه قائلاً: "يا عبد الله، اذهب بهذا الدم فأهريقه حيث لا يراك أحد"، لما بعد، عمد إلى ذلك الدم فشربه، فلما رجع قال: "ما صنعت بالدم؟"، قال: "إني شربته"، لأذداد به علما وايمانا وليكون شيء من جسد رسول الله في جسدي، وجسدي أولى به من الأرض، فقال له رسول الله "أبشر، لا تمسك النار أبدا، وويل لك من الناس وويل للناس منك".
استشهد في 17 من جمادي الأول عام 73 هجريا، في عمر الـ 72 عام، مقتل مصعب بن الزبير على رأس جيش كبير من عشرين ألفًا من جند الشام إلى الحجاز، توجه الحجاج الثقفي للقتال في المعركة، خاصة بعدما ضرب مكة وقتها حصارا شديد أصاب اهلها بمجاعة كبيرة، وقبل ان يخرج الزبير للقتال ذهب إلى أمه أسماء بنت أبي بكر ليسألها، ماذا يفعل بعد أن تخلى عنه الناس، وعندها دار بينهم الحديث التالي: قالت له أمه: " إن كنت على حق فأمض لشأنك، لا تمكن غلمان بني أمية، وإن كنت إنما أردت الدنيا فبئس العبد أنت، أهلكت نفسك ومن معك، القتل أحسن"، فرد قائلا: "يا أمت، إنى أخاف عن قتلوني أن يمثلوابي"، فقالت له: "إن الشاة لايضرها سلخها بعد ذبحها"، فخرج من عندها عازم النية على القتال، حتى استشهد في المعركة، وبوفاته انتهت دولته التي استمرت نحو تسع سنين.