«صوت الأمة» داخل السد العالي الجديد.. «بنبان» أكبر محطة بالعالم لانتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية
السبت، 11 مايو 2019 07:00 ص
لم يبالغ أهل أسوان عموماً و«بنبان» على وجه التحديد، عندما أطلقوا على مشروع انتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية بمحيطهم «سد عالي جديد»، فالمشروع الذي يعد تجمعا لعدد من محطات الطاقة الشمسية في مكان واحد، اقترب من انتاج طاقة تقترب في مجملها من الطاقة الانتاجية من الكهرباء التي ينتجها السد العالي.
حظيت محطة بنبان بإشادات دولية وسعة، وكان على رأسها إشادة مجموعة البنك الدولي، التي اختارت بنبان كأفضل مشروع للبنك على مستوى العالم، وصنفتها على أنها المحطة الأكبر لانتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية، مما أهلها لجذب أكثر من ملياري دولار من الاستثمارات.
«صوت الأمة» رافقت ديفيد مالباس، رئيس مجموعة البنك الدولي، في زيارته لمشروع الطاقة الشمسية بنبان بأسوان.
في البداية التقينا عدد من المهندسين والعاملين داخل المحطة، والذين أكدوا على أن الروح الموجودة داخل فريق العمل المقيم داخل المحطة تبعث الأمل، وتشير بوضوح إلى أن هذا المشروع لا يقل أهمية عن شق قناة السويس الجديدة، ولا الأنفاق التي تربط سيناء بالوادي، وغيرها من المشروعات القومية التي تشرع الدولة في تنفيذها خلال المرحلة الحالية.
الدكتور أشرف شوقي، المدير التنفيذي لمشروع محطة بنبان لانتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية، قال إن المحطة التي سيتم افتتاحها حاليا تعد أولى مراحل المشروع الذي سينتج لمصر ٢ جيجا من الكهرباء وهو ما يعادل الطاقة التي ينتجها السد العالي، بما يعني أننا نبني سد عالي جديد على قطعة مختلفة من أرض ساحرة الجنوب أسوان.
وأشار «شوقي» في تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة»، إلى أن مصر تعد واحدة من الدول التي يمر بها الحزام الشمسي فيمنحها أفضلية في الاستفادة من الطاقة الشمسية في توليد الكهرباء من هذه الطاقة، وبالطبع كان هناك صعوبات تقف أمامنا في بداية المشروع، وهو قلة الخبرة المصرية في هذا المجال، ولكن كان رهاننا على سرعة استجابة العامل المصري للتدريب، وبالفعل استقدمنا شباب المحافظة وحولناهم من مزارعين إلى عناصر فاعلة في هذا المشروع، ووصل العدد في اليوم الواحد إلى ألف عامل، ٨٠% منهم من أهل بنبان، وسيتم الاستفادة من هذه العمالة في باقي مراحل المشروع.
وأوضح أن العمل بالنهار كان تحديا كبيرا أمامهم بسبب ارتفاع درجات الحرارة نهارا، وتم التغلب على ذلك بالعمل ليلا في أغلب الأوقات، وأضاف «شوقي» تعد هذه المحطة أكبر محطة لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية في العالم، بدأنا المشروع في مايو الماضي وكان مخطط له الانتهاء من المرحلة الأولى خلال ٨ أشهر، وانتهينا من العمل في الوقت المحدد.
الدكتور اشرف شوقى
بنــبان
وتابع: «كان فبراير الماضي شاهدا على خروج أول تيار كهرباء من هذه المحطة، التي تنتج حاليا ٥٠ ميجا»، مشيرا إلى أن البنك الدولي كان قد اشترط أن يتم اختيار الشركات العاملة في هذه المحطة ممن كان لهم سابق خبرة العمل في مجال الطاقة الشمسية، وكان هذا عقبة أمام الشركات المصرية، وكانت البداية بشركات هندية، أسندت بعض الأعمال للمقاولين المصريين المسئولين حاليا عن كافة أعمال التركيبات».
وأوضح «شوقي» أن طبقا لتعليمات البنك الدولي يجب الاستعانة بالعمالة المصرية الموجودة في أسوان للعمل في هذه المحطة وهذا بهدف تحقيق التنمية المستدامة عن طريق توفير فرص العمل.
وأشاد «شوقي» بدعم مجموعة البنك الدولي وإشرافه الدائم على العمل، والتشديد على رقابة مخالفة أي من المعايير المشترطة لتنفيذ المشروع، عن طريق جولات ومراجعات تتم على فترات بشكل دوري ومفاجئ، وهو الأمر الذي جعلنا نحصل على جائزة أفضل مشروع للبنك الدولي على مستوى العالم.
وأكد «شوقي»، أن البنك الدولي كان من ضمن استراتيجيته وضع تصور لإعادة تدوير المحطة بعد انتهاء صلاحياتها، وكان هذا أمر صعب علينا لأنه لا يوجد محطة مر عليها ٢٥ سنة حتى الآن، واستطعنا أن نشرح لهم هذا الأمر وتم تفهمه، وفي شهر يوليو المقبل سيصبح لدينا إنتاجية كهرباء من هذه المحطة ١.٧ جيجا، وهي الطاقة التي ينتجها السد العالي ويتبقى ٣٠٠ ميجا سيتم تنفيذهم لاحقا.
بـــنبان
بنبـــان
بنـبـان
وكشف خالد أبو بكر رئيس إحدى الشركات المصرية المشاركة فى المشروع، عمل العديد من الشركات المصرية على التحالف سويا من أجل المساهمة في الاستثمار في مشروع محطة بنبان لانتاج الطاقة الشمسية، وهو المشروع الأكبر .
قال عضو مجلس إدارة غرفة التجارة الامريكية، إنه هناك تحالف مصري مشارك فى مشروع بنبان اضخم لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية، موضحا أن التحالف سيضخ ما يقترب من ٣٧ مليون دولار فى المشروع الذى من أصل ٢ مليار دولار القيمة الاجمالية لتكلفة المشروع الذي يتبناه البنك الدولي واختاره كأفضل مشروع من مشروعاته على مستوى العالم.
وقال أبو بكر إن المشروع يضم نحو ٣٢ شركة دولية تعمل لإنجاز المشروع ويتم تسليم الطاقة المنتجة لوزارة الكهرباء وهى تتولى مسألة التسعير.
ومن جانبه، قال السيد ديفيد مالباس، رئيس مجموعة البنك الدولي إن الإصلاحات التي قامت بها مصر في مجال الطاقة فتحت باب أقوى لاستثمارات القطاع الخاص، موضحاً أن محطة الطاقة الشمسية في بنبان، سوف تكون أكبر محطة في العالم، ولذلك جذبت أكثر من ملياري دولار من الاستثمارات وهذا يبين دور الإصلاحات في مجال الطاقة، ويمكن إجراء نسخ مماثلة في قطاعات نمو حيوية مثل النقل، الزراعة والمياه والصرف الصحى.
وأكد ديفيد مالباس، أن مشروع بنبان يوضح أهمية التعاون الكبير الذي تم بين البنك الدولي ومصر خلال السنوات الماضية، والذي نتج عنه أكبر مشروع من نوعه في العالم، وهو نموذج يحتذى به عالميا في الدراسة الجيدة للمخاطر، وتوفير فرص العمل، وتوفير الطاقة، والاستدامة الاقتصادية والبيئية.
وأضاف أنه منذ 4 سنوات بدأت 20 شركة في تنفيذ هذا المشروع الطموح، والأن هذا المشروع يوازي 20% من مساحة واشنطن، وهذا يؤكد ثقتنا في القيادة المصرية، وقدرتها على النجاح الاقتصادي وتعبئة الموارد لتحقيق التقدم، ما يفتح الشهية لمزيد من التعاون، حيث تم استخدام نموذج تمويل رائع، يمكن تطبيقه في كافة القطاعات الاقتصادية.
وقال إن البنك الدولي يسعى للاستفادة من رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي لزيادة دور القطاع الخاص، لأن السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي لديه رؤية واضحة لتحسين الأوضاع الاقتصادية وتحقيق الشمول التكنولوجي لأبناء واقتصادات القارة.
وأشاد رئيس البنك الدولي، بما حققه الرئيس عبد الفتاح السيسي من تغييرات اقتصادية واجتماعية للأفضل في مصر، أسهمت في تحقيق نمو سريع وتحسينات واضحة في بيئة الاستثمار، بالإضافة إلى برامج الحماية الاجتماعية، مشيرا خلال إلى أن نموذج مشروع بنبان هام جدا لأصحاب الدخل المنخفض، حيث وفر لهم الطاقة بأسعار تنافسية وأصبح لهم الدخل الناتج عن التوظف في المشروع.
كما أشاد ديفيد مالباس، ببرنامج تكافل وكرامة، بعد تفقده لمركز تكافل وكرامة بالكوبانية بمحافظة أسوان، واستمع لشرح حول المستفيدين من برنامج الدعم النقدي المشروط تكافل وكرامة، وقال إن برنامج تكافل وكرامة يتوافق إلى حد كبير مع مشروع البنك الدولي "رأس المال البشري" الذي أُطلِق في الآونة الأخيرة، ويقوم على الإيمان بأن الاستثمار في البشر من خلال التغذية والرعاية الصحية والتعليم الجيد، والوظائف، والمهارات هو عامل رئيسي للقضاء على الفقر، وإيجاد مجتمعات أكثر إنصافا واحتواء لأبنائها، ويهدف مشروع رأس المال البشري إلى بناء الطلب على زيادة وتحسين الاستثمارات في البشر، ومساعدة البلدان على تدعيم إستراتيجياتها واستثماراتها لرأس المال البشري من أجل تحقيق تحسينات سريعة في النواتج، وتحسين كيفية قياس رأس المال البشري.
وزار ديفيد مالباس، رئيس مجموعة البنك الدولى عدداً من المشروعات متناهيه فى محافظة أسوان، والتقى نحو 30 سيدة من الحاصلات على قروض متناهية الصغر لعرض وتصنيع منتجاتهم من الحرف اليدوية المميزة لمحافظة أسوان مثل حرف الخوص والعرجون والخرز والخيط.
ومن جانبها أشادت نيفين جامع، بدور البنك الدولى فى دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، من خلال التنسيق مع وزارة الاستثمار والتعاون الدولى، مشيرة إلى أن من خلال التعاون بين البنك الدولى وجهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر قام البنك بدعم الجهاز بنحو 800 مليون دولار تتضمن مشروعات تعزيز اتاحة التمويل للمشروعات الصغيرة ومتناهيه الصغر فى مصر بقيمة 300 مليون دولار والذى استفاد منه 6.12 الف مشروع صغيرة وفروا 57 الف فرصة عمل، و266.5 الف مشروع متناهى الصغر وفروا 282 الف فرصة عمل، ومشروع اتاحة التمويل الشامل من خلال آليات مبتكرة حيث تم تقديم منتجات تمويلية جديدة للمشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر مثل رأس المال المخاطر والتمويل الإسلامي والتأجير التمويلى و الجارى مدين وتقديم التمويل متناهى الصغر من خلال البنوك بالإضافة إلى الجمعيات الأهلية التي تم توسيع قاعدتها، واستفاد من هذا المشروع 6.8 الف مشروع صغير وفروا 50.5 الف فرصة عمل، و164.3 الف مشروع متناهى الصغر وفروا 247.4 الف فرصة عمل، واتفاقية التشغيل كثيف العمالة بقيمة 192.7 مليون دولار والتى وفرت نحو 7 مليون يومية عمل فى مجال البنية الاساسية والاشغال العامة، و7.3 مليون يومية عمل فى مجال تنمية المجتمع.
مما يجدر ذكره في هذا السياق أن مشروع الطاقة الشمسية في بنبان والذى أسهم في تنمية المنطقة بالكامل عن طريق تشغيل الشباب من أبناء قرية بنبان والقري والمراكز المجاورة بل توجد عمالة من محافظات الوجه البحري وكافة أنحاء البلاد، ويعمل به نحو عشرة آلاف عامل وفني ومهندس أثناء فترة تنفيذ المشروع الي جانب الرواج الذي حدث فى مدينة أسوان من حيث إشغال الفنادق والشقق السكنية وتأجير السيارات والمعدات ومواد البناء والمقاولات، كما أصبح هناك عمالة مدربة في مجال تركيب محطات الطاقة الشمسية وتم افتتاح فصول متخصصة لدراسة الطاقة الشمسية في المدرسة الثانوية الصناعية بقرية بنبان هذا الي جانب برامج الخدمة المجتمعية التي يقوم المستثمرين بتنفيذها في قرية بنبان لخدمة المجتمع و أهالي القرية وانتهت الشركة المصرية لنقل الكهرباء من إنشاء وتشغيل 4 محطات محولات سعة 3×175 م. ف. أ للمحطة الواحدة جهد 22/22/220 ك.ف، وتم الإنتهاء من جميع الخطوط جهد 220 لربط محطات المحولات الأربعة بعضها البعض وكذلك ربطها بالشبكة الموحدة جهد 220 ك.ف، ويتم تفريغ الطاقة المولدة من مشروع بنيان من خلال 4 دوائر تم الإنتهاء منها بالكامل وتتمثل فى الدائرتين 1و2 سلوا/ بنبان 1 جهد 220، الدائرة ربط الخزان / بنبان 4 جهد 220 ،الدائرة النقرة / بنبان 4 جهد 220، ولتأمين التفريغ لكامل الطاقة الشمسية المولدة جاري توسيع محطة بنبان 3 بجهد 500 ك.ف سعة 3 × 500 ميجا وات وربطها بالشبكة عن طريق الخط الهوائي بنبان 3/ نجع حمادى الصناعية جهد 500 ك.ف بطول 195 كم، وجاري إنشاء وتركيب خلية محول جهد 500/220 ك.ف سعة 500 ميجاوات وربطه بشبكة 500 ك.ف عن طريق احدي دوائر خط السد العالى/ نجع حمادي 500 ك.ف وذلك لتفريغ جزء من القدرات المولدة لحين الانتهاء من توسيع محطة بنبان 3 بجهد 500 ك.ف، كما تم الانتهاء من الخط بنبان 3/ نجع حمادي الصناعية، ويجرى حالياً أعمال مد الكابلات جهد 22 ك.ف من محطات الطاقة الشمسية وحتي محطات المحولات وتم بحمد الله الانتهاء من أكثر من 95% من أعمال فرد وتركيب واختبار الكابلات لجميع المحطات وقبل المواعيد المخططة وذلك تنفيذا لتعليمات رئاسة الشركة بأن تكون جميع المحطات وكابلات الربط جهد 22ك.ف وخطوط الربط جهد 220 ك.ف جاهزة للربط مع محطات الطاقة الشمسية
بـــنبان
بنبـــان
بنـبان
بنـبـان