هدفها حماية القمح من التسوس.. الموت فى «حبة» حفظ الغلال (صور)
الأربعاء، 08 مايو 2019 11:00 ص
أخيراً وبعد طول انتظار لسنوات، وتداول الاستغاثات والمناشدات والأخبار والتحقيقات، من خلال الصحف والمواقع الإخبارية، والبرامج والفضائيات، ووقوع حوادث وإصابات وحالات انتحار تعدّت العشرات، اتفقت ــ أخيراً ــ وجهتى النظر، بين وزارتي الصحة والسكان، و الزراعة واستصلاح الأراضى، لوضع كلمة النهاية، للاستخدام العشوائى لحبوب حِفظ الغِلال، والتى كانت سبباً فى الكثير من المشاكل والأزمات، وخاصة بالقرى والعزب والنجوع بالريف المصرى، نتيجة الاستخدام الخاطىء، وكذلك الاستخدام المُتعمّد، لهذه الحبوبة، شديدة السُميّة فى أغراض غير المُخصصة لها.
حبوب حفظ الغلال
الموت فى كل بيت ريفى
كانت العديد من المدن والقرى، قد شهدت خلال السنوات العشر الأخيرة، وقوع حالات إصابات وانتحار متتابعة، نتيجة استخدام حبوب حِفظ الغِلال، فى أغراض أخرى، مثل الانتحار أو التهديد به، أو وقوعها فى يد الأطفال، غير المدركين لخطورتها، وتناولها فى غفلة من الأسرة والأهل، وهو ما كانت تتداوله، صفحات الحوادث باستمرار، وللتعريف بهذه الحبّة، فإنها كانت تُسجّل "حبة الغلّة"، كمبيد حشري بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، وهي موجودة ومسجلة، وتدخل مصر بشكل رسمي، ولا توجد أي محاذير على بيعها، إلا إنه بجانب المادة مدون عليها "عالية السمية"، كما أنها موجودة في 18 منتجا بأسماء تجارية مختلفة، إلا أن تركيبها واحد واستخدامها واحد، في حفظ الغِلال والحبوب.
مبيدات زراعية
وحسب تعليمات وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، فهذه المنتجات كلها، تدخل مصر على هيئة مبيدات زراعية، مثل المبيد التجاري، وهو جاستوكسين 57% أقراص، مسجلة تحت رقم 4، والإسم الشائع له، هو ألومنيوم فوسفيد، ومبيد كويكفوس 57%، وهو أقراص مسجلة تحت رقم 565، ومبيد سيلفوس 57%، وأيضا أقراص مسجلة تحت رقم 673، وتدخل في تصنيع حبة الغلة، مادة ”زينك فوسفيد“، ويخرج منها غاز قاتل للبشر، ومسجلة بـ3 أسماء تجارية، لها نفس تركيب حبة الغلة، وهي يكوفيوم %100 غاز تبخير، ومسجل تحت رقم 1463، ومبيد فوسفيد زنك النصر، وهو مسجل تحت رقم 102، ومبيد راتول، وهو مسجل تحت رقم 1456.
استخدام الغلال فى تسميم الفئران
غازات ضارة جداً
وعن حوادث هذه الحبّة وخطورتها، أكد الدكتور محمد عبادى، إن حبة الغلّة تخرج منها غازات ضارة جدا، وعندما يتناولها أي إنسان سيموت في الحال، لأنها شديدة السمية، وكانت تُستخدم قديما كسُم للفئران والثعالب في القرى، وقال عبادى:إن وزارة الزراعة كانت قد صرحت بدخولها مصر، لأن استخدامها في الأجولة، التي يُخزّن فيها محصول القمح لا يؤثر على الإنسان، إلا من كثرة استنشاق هذا الغاز الصادر منها، حيث كان يُستخدم في الماضي في الحرب البيولوجية، وهي من المواد المحرمة دوليا بالنسبة للإنسان والحيوان، وتابع "عبادى"، أن كثرة التعرض للغاز، الذي يصدر من هذا المبيد، يؤدي لإصابة الإنسان بالعديد من السرطانات، من أهمها سرطان الرئة والكبد، ومن الممكن أيضا أن يسبب صدمة لعضلة القلب، والميزة الوحيدة لهذا المبيد، هو أنه رخيص الثمن.
حالات الانتحار
ويشارك فى توضيح، خطورة هذه الحبّة، الخبير والكيميائى سيد مرسى، والذى أكد أن هذا العقار ألومنيوم فوسفيد، يتميز بأنه بعد استخدامه في حالات الانتحار، لا يترك أي أثر على الجسم، فيأخذه المنتحر سرا، وبعد دقائق يبدأ معاناة الألم، ثم يبدأ معاناة الموت تدريجيا، لحظة بعد لحظة حتى يفارق الحياة، كما أن أغلب الحالات تخرج من فمها رغاوي الغاز القاتل، وبعض الدخان الأصفر، وأحيانا تتحول الشفاه إلى اللون الأزرق، وبعض أجزاء من الجسد، ولكن معظم الحالات لا يوجد عليها أي آثار خارجية تظهر وجود انتحار، ولكن يتم معرفتها عن طريق التشريح، وقد أثنى الخبير الكيميائى، على اتفاق وزارتى الصحة مع الزراعة، على وضع حد ونهاية وضوابط لاستخدام هذه الحبّة.
حبوب حفظ الغلال
طرق مكافحة سوسة القمح
ومن ناحيته، أوضح المهندس جمعه طوغان، الخبير الزراعى والبيئى، أن هناك عدة طرق لمكافحة سوسة القمح، بدلا من حبة الغلّة، أولها التبخير تحت خيام بلاستيكية، بواسطة غاز كمبيد حشري، وتمتاز هذه الطريقة بعدم التقيد بمكان معين لإجراء عملية التبخير فيه، ويجرى في المكان الموجودة فيه الحبوب، حيث يمكن نقل الخيم بسهولة إلى أماكن المستودعات وغيرها.
وأضاف طوغان، أن للغاز قوة تخلل كبيرة داخل الحبوب الموجودة ضمن أكياس وأجولة، وهو أشد الغازات سمية للحشرات، وتميت جميع الأطوار ومنها البيض، ولا يترك الغاز أثرا ساما أو رائحة غير مرغوب فيها، وهو غير قابل للاشتعال.