فلسطين تمنعه.. هل يجوز الطلاق أو الخلع فى شهر رمضان؟
الثلاثاء، 07 مايو 2019 08:00 م
لاشك أن شهر رمضان من الأشهر الفضيلة التي تحتاج إلى بعض المشورة والفتاوى، للحفاظ والإلتزام على العبادة فيه، ونتيجة لخوف البعض من عدم اكتمال عبادته، قد تتبادر في الأذهان بعض الأسئلة، جاء أبرزها هل يجوز الطلاق في شهر رمضان أو أن «أبغض الحلال»، هو من المحرّمات التي تتعارض مع روحية الشهر الفضيل؟
هذا السؤال جاء كان من الأسئلة التى وردت إلينا خلال الساعات السابقة ومع بداية شهر رمضان الكريم هل يجوز الطلاق أو الخلع فى رمضان؟ كغيرها من الأسئلة التى تهم الآسرة المصرية، وذلك بغرض التعرف على أن هل الصيام يؤثر على الشخص وعلى حالته النفسية فى مسألة الطلاق من عدمه أو حتى فى حالة خلع الزوجة لزوجها حيث يعتقد الكثيرون أن الطلاق خلال شهر رمضان «باطل»، خصوصًا وأن المأذون أحيانًا ما يحاول إيصال هذه الفكرة لعدم هدم البيت.
وفى الحقيقة فإنه حسب أراء علماء وفقهاء المسلمين، فإن الخلع أو الطلاق قرار شخصى للزوج أو الزوجة ويجوز الطلاق أو الخلع فى رمضان حيث أنه ليس هناك ما يمنع الطلاق أو الخلع فى شهر رمضان حيث أن لا علاقة بين رمضان والطلاق، بإعتبار أن ذلك الأخير هو عقد يرجع الى الزوج في استكماله أو عدمه بناء على ما يراه مكروهاً وبناء على قدرته على الصبر والتحمّل، وإن كان القرآن الكريم قد حثّه على الصبر الى أبعد ما يكون.
ووفقاَ لعلماء المسلمين فإن حدود الصبر نسبيّة بين شخص وآخر، لكون الطاقة الإنسانية تختلف من فرد إلى آخر، ولا معيار ثابت موحد لكل البشرية، وذلك لأن الزواج أو الطلاق هو كسائر المعاملات التي يقوم بها الناس خلال شهر رمضان والتي لا تطرح حولها علامات استفهام.
وعلى الرغم من أن الطلاق يجوز في شهر رمضان ولا شيء يحرمه خلال الشهر المبارك، إلا أن كثيرين يفضلون تأخير الطلاق إلى ما بعد شهر رمضان، لاعتبارهم أنه شهر الخيرات، وعليهم تالياً الصبر إلى اقسى حدود قبل اتخاذ قرار الطلاق.
وأجمع العلماء والأئمة على أن طلاق رمضان يقع، لأنه لا علاقة للزمن سواء رمضان أو يوم جمعة أو غيره، كما قال مفتي الجمهورية الدكتور شوقي علام، أن الطلاق تصرف شرعي يتم بإرادة منفردة، وتترتب عليه آثار شرعية معينة، فيجب إذا صدر أن يصدر عن إرادة حرة، وعن اختيار كامل، ولذلك لم يوقع الفقهاء طلاق الصبي؛ لعدم اكتمال إرادته، ولم يوقعوا طلاق المجنون؛ لفساد إرادته، وعلى ذلك يحمل ما نقل من اختلاف العلماء في طلاق الغضبان؛ فإنه مبني على اختلافهم في تحقيق مناط الإرادة التامة حال نطق الغاضب بالطلاق، أي أن الطلاق مرتبط بالحالة وليس بالوقت.
ولكن الغريب والعجيب أن هناك دولة عربية وإسلامية لم تُجز الطلاق فى رضمان، حيث أعلنت «فلسطين» العام الماضى منع الطلاق في رمضان، وهو القرار الصادر من قاضي القضاة، محمود الهباش، والذي عممه على المحاكم الشرعية، يتم بموجبه منع توثيق حالات الطلاق خلال هذا الشهر.
وعلق «الهباش»، على قراره حينها بقوله إن قراره جاء بناءً على تجارب واجهت المحاكم خلال شهر رمضان في الأعوام السابقة، حيث يتخذ بعض الأزواج قرارات سريعة وغير متزنة بسبب الصيام، والبعض يتخذ من نقص الطعام والتدخين سببًا لإثارة المشاكل، ويكون الصائم في حالة من عدم الاستقرار، وتكون قراراته سريعة وغير متزنة، مشيراَ إلى أنه يتم توثيق حالات الطلاق في رمضان، في حالة الضرورة فقط.