المال هو سبب الجريمة

الثلاثاء، 07 مايو 2019 11:15 ص
المال هو سبب الجريمة
آمال فكار

 
في غرفة التحقيق داخل قسم المنتزه بالإسكندرية، جلس رجل مسن قارب علي الثمانين من عمره، نحيف طويل شارد النظرات، تارة يضحك ثم يتكلم بكلمات غير مفهومة، وأحيانا يبكي.. تصرفات بدت غريبة.
 
الرجل متهم بالقتل مع سبق الاصرار والترصد، والقتيلة شقيقته التى تعدت السبعين من عمرها، لكن مؤهلاتها أنها ثرية جدا تمتلك مبلغ أكثر من مائتى ألف جنيه هما مدخراتها في الحياة وفىة نفس الوقت كانوا سببا لتدفع حياتها ثمنا لهما.
 
مع صلاح فتحي دور أحداث القضية البشعة التي تم تنفيذها الساعة الثامنة مساءا، وبدأت القصة عندما دخل الرجل علي رئيس مباحث قسم النزهة يطلب مقابلته ويخبره أنه كان في زيارة لشقيقته وطرق باب شقتها لكنها لم ترد عليه، وعندما يأس فتح الباب بمفتاح معه وعثر عليها قتيلة ومقيدة بالحبل في احدي الكراسي، ووجد الشقة مبعثرة، وقال أن شقيقته أرملة وتعيش بمفردها بعد أن تركها أولادها وسافروا اللي الخليج للعمل هناك، وأضاف " أنا أعيش مع عائلتي ومن وقت لآخر أذهب للإطمئنان عليها ولا اعلم لماذا قتلت، فهي سيدة محترمة تعيش حياة هادئة وسط الجيران في شقة بالدور الثاني".
 
من معاينة الشرطة تأكد لها أن القتيلة ماتت مخنوقة بمنديل، وأنها كانت تعد الشاي لأنهم وجدوا كوبين من الشاي وملعقة بها سكر وبعض عيدان من النعناع، بما يشير إلى أن القتل تم أثناء حوارهما هي والقاتل، وهو لم يتناول الشاي وهي امرأه ذات جسد نحيف ضعيف هزيل، وحينها تساءل رجال الشرطة ماذا فعلت حتي يقيدها وماذا كان يريد منها؟.. هل كان يبحث عن أوراق هامة، وهل كان الغرض سرقتها، لأن القتيلة كانت تدخر مكافأة زوجها المائة وخمسين ألف جنية، ورفضت إيداعهم في البنك لانها تنوي الحج، وفي انتظار أن يرافقها أحد أبنائها، وكانت تنفق المعاش والمقدر بألف وثلاثمائة جنية.
 
وأثناء المعاينة وجه رجال الشرطة سؤالاً لشقيقها عن المكان الذى تضع فيه القتيلة أموالها، فافتعل الشقيق الأندهاش، وتسأل هل تمتلك شقيقته مبلغ كبير كهذا، وحاول ألقاء التهمة علي صاحب الشقة، وقال أنه يريد الإستيلاء علي الشقة، وخلال بحث رجال الشرطة وجدوا في إحدي ادراج "الكوميدينو" مجموعة ملابس داخلية قديمة بداخلها شراب أسود طويل، وبه نقود، وعندما ظهر المبلغ وبدأءوا في حصره أنهار الشقيق وبكي كطفل صغير وفي هيستيريا ردد أنه القاتل، وقال قتلت شقيقتي بسبب المال التي كانت تخفيه في ملابس داخلية قديمة وفردة شراب مهملة.
 
وبدأ الشقيق اعترافه قائلا "كنت مدرسا في شبابي وناجح واسمي معروف، كانت أسرتي صغيرة مكونة من ولد وبنت تزوجا منذ سنوات، وأعيش الآن بمفردي مع زوجتي، وكنت امتلك مائتى ألف جنية انفقتهم علي اولادي كي أسعدهم، وبقيت بدون مال ومرضت زوجتي بمرض خبيث لم يجد من ينقذني ويمد يد العون لي الا اختي، فتوجهت اليها وطلبت منها الوقوف بجواري في محنتي، لكنها اعتذرت وقالت أن ما تدخره من مال فهو للزمن، لأنها تخاف من المرض والموت وتنتظر عودة ابنها لمرافقتها في أداء فريضة الحج، وحاولت معها لاقناعها، لكنها تركتني وذهبت لاعداد الشاي، وقبل أن اتناول الكوب فاتحتها في أزمتي وأنني في أشد الضيق، وأن زوجتي مريضة، وأثناء الحديث هددتني بطردي أن عدت لطلب المال قائلة اتركني قلبي وجعني يا اخي فانا في اشد الحاجه للمبلغ !".
 
ويكمل الشقيق أعترافاتها بقوله " شقيقتى تعيش بمفردها ومعاشها كبير،ولم أنوى قتلها فقد ربطتها في الكرسي للاستيلاء علي المال، لكن أطلقت صرخه مكتومه فقمت بخنقها بيدي ثم بمنديل كان علي المقعد تصلي به، وظللت ساعات طويلة أبحث عن النقود وجثتها أمامي، لكن فشلت لذلك أسرعت لإبلاغ الشرطة بأني عثرت عليها جثة، ولم أكن أدري أنها تحتفظ بالنقود في الملابس الداخليه وفردة الشراب السوداء".
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق