بخطاهم نقتدي.. طلحة بن عبيد الله: شهيد يمشي على الأرض
الإثنين، 06 مايو 2019 03:00 مولاء عكاشة
قال رسول الله (ص): «من سره أن ينظر إلى شهيد يمشي على وجه الأرض فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله».. أنه طلحة بن عبيد الله أحد العشرة الذين بشروا بالجنة، وأحد الثمانية الذين سبقوا إلى الإسلام، وأحد الخمسة الذين أسلموا على يد أبي بكر، وأحد الستة أصحاب الشورى الذين اختارهم عمر بن الخطاب ليختاروا الخليفة من بعده .
أسلم مبكرا على يد أبي بكر الصديق (رضي الله عنه)، وأشتهر باسم طلحة الخير وطلحة الفياض لكرمه وجوده، وتوفي الرسول وهو راض عنه، حيث قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى: «باب ذكر مناقب طلحة بن عبيد الله، وقال عمر: توفي النبي صلى الله عليه وسلم وهو عنه راض».
ومما يدل أيضا على عظم مكانته وعلو منزلته، أن النبي شهد له بالجنة ضمن جماعة من فضلاء الصحابة، فقد روى الترمذي بإسناده إلى عبد الرحمن بن عوف قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أبو بكر في الجنة وعمر في الجنة وعثمان في الجنة وعلي في الجنة وطلحة في الجنة والزبير في الجنة وعبد الرحمن بن عوف في الجنة وسعد في الجنة وسعيد في الجنة وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة).
وشهد طلحة رضي الله عنه أحدا، وقد أبلى في الغزوة بلاء حسنا، حين وقى النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه واتقى النبل عنه بيده حتى شلت أصبعه، لما أراد بعض المشركين أن يضرب رسول الله فاتقى طلحة الضربة بيده، وبقي معه عندما تفرق الناس عنه يوم أحد، الأمر الذي جعل له مكانة عظيمة عند رسول الله .
ومن مناقبه -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن طلحة ممن قضى نحبه ووفى لله بما نذره على نفسه من القتال في سبيله ونصرة دينه، فقد روى الترمذي بإسناده إلى موسى بن طلحة قال: دخلت على معاوية فقال: ألا أبشرك؟ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (طلحة ممن قضى نحبه).
وكان طلحة رضي الله عنه جميل الوجه، أبيض اللون مائل إلى الحمرة، ضخم القدمين، وكان ربعة أقرب إلى القصر، واسع الصدر، عريض المنكبين، وكان كثيف الشعر، ليس أجعد ولا مسترسلا.