منشق عن الإخوان يكشف مصير الجماعة بعد قرار ترامب بتصنيفها منظمة إرهابية

يبدو أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب غير الرسمي بشأن إدراج جماعة الإخوان "منظمة إرهابية" أثار الجدل لدى الجماعات الإسلامية والبلدان التي تربطها مصالح وثيقة بها، حتى أن سياسيو أمريكا نفسهم لم تهدأ أقلامهم بشأن نية ترامب .. البيت الأبيض هُنا يعي أهمية تقديم أدلة على انخراط الجماعة في أنشطة وأعمال إرهابية تهدد أمن الولايات المتحدة أو مصالحها. ليس هذا فقط، بل على أجهزة مكافحة الإرهاب في الولايات المتحدة تقديم أدلة خطية تثبت ممارسة الجماعة لأعمال وأنشطة إرهابية، قبل أن يتم تصنيف الجماعة في خانة الجماعات الإرهابية.

هذا الجدل الدائر في أمريكا من شأنه أن يعزز من قوة الجماعة حال عدم الإعتراف بها كإرهابية، أو أن تصبح نسخ من طالبان رغم اختلاف ظروف الجماعتين، فالأخيرة بعد أن تم تصنيفها منظمة إرهابية في الولايات المتحدة.

وتوقّع عدد من خبراء السياسيين إنزواء التنظيم الإخواني، وعمله تحت مسميات مختلفة حال أقرّ ترامب قراره رسميًا، في هذا الشأن اختلفت الآراء حول تغيير جلد الجماعة وتحايلها على القرار، يرى خالد الزعفراني الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، أن هناك اتجاه غربي أوربي هذه الأيام لتصنيف الإخوان جماعة إرهابية سابق لظهور البغدادي - مثل النمسا وفرنسا وألمانيا وغيرها.

وأضاف لـ «صوت الأمة»، أن تنظيم الإخوان لا يمكن يتنازل عن إسمه لأنه يعتبر هذا "شئ مقدس" لدى الجماعة منذ عقود، والعالم الغربي كله بما فيه أمريكا يريد توظيف الإسلام السياسي لتحقيق مصالحها الاستراتيجيه فإذا تعارض نشاط التنظيم ووجوده مع مصالحها والضغط عليها، فبريطانيا وألمانيا وأمريكا كانوا يدعمون الإخوان.

 

كمال حبيب: البنتاجون قد يرى القرار يعزز من عنف الجماعات الإسلامية

ويقول كمال حبيب، السياسي المتخصص في شؤون الحركات الإسلامية: هذه هي المرة الأولي التي يعلن فيها رئيس أمريكي أنه يريد أن يضع الإخوان علي قوائم الإرهاب، المشكلة أن الإخوان منتشرون في دول عديدة وبعضهم في السلطة ويشكل حكومات كما هو الحال مثلا في تونس حركة النهضة وفي المغرب العدالة  والتنمية وفي الأردن جبهة العمل الإسلامي وهم موجودن في اليمن والبحرين ومن ثم فإن المقصود بالإعلان عن رغبة الرئيس الأمريكي في أن يضع الإخوان علي قوائم أمريكا للجماعات الإرهابية هو جماعة الإخوان المسلمين في مصر وليس غيرها في البلدان الأخري.

ويضيف كمال حبيب: "كان هناك أعضاء في مجلس النواب ومجلس الشيوخ قد اقترحوا بأن تصنف جماعة الإخوان كجماعة إرهابية لكن هذه المقترحات لم تستطع أن تحصل علي الاجراءات التي تجعلها قرارا معمولا به، لكن هذه هي المرة الأولي التي يعلن فيها رئيس أمريكي عزمه علي اعتبار الجماعة إرهابية، وبالطبع هناك مستشارة كجون بولتون ووزير الخارجية مع هذا التوجه بينما هناك اتجاهات أخري في الإدارة مثل البنتاجون ومتخصصين في الإرهاب والاستخبارات يرون أن الذهاب لهذا الاتجاه سيعزز اتجاه أعضاء من الإخوان إلي الجماعات العنيفة مثل داعش والقاعدة".