منعه من الغناء صغيرا.. كيف أصبح أمير الشعراء الأب الروحي لعبدالوهاب؟
الأحد، 05 مايو 2019 09:00 صولاء عكاشة
ألحانه أحدثت نقلة كبيرة في الموسيقى في مصر والوطن العربي، في مطلع القرن العشرين، حيث استطاع الموسيقار محمد عبدالوهاب، الذي يحل اليوم 4 مايو ذكرى وفاته الـ 28، أن يمزج الموسيقى الغربية بالشرقية ليكون خلطة لحنية مبدعة، نسمعها في ألحانه لنفسه أو لنجوم الطرب في ذلك الوقت، ومن بينهم أم كلثوم وعبد الحليم حافظ ووردة الجزائرية ونجاة الصغيرة وفايزة أحمد.
في السطور التالية تحكي «صوت الأمة»، القصة التي جمعت أمير الشعراء أحمد شوقي مع الموسيقار محمد عبدالوهاب، بعد أن منعه شوقي من الغناء في صغره، كيف أصبح بعد ذلك الأب الروحي له؟
بدأت القصة في عام 1924، في حفل بأحد كازينوهات الإسكندرية، أحياه محمد عبدالوهاب، وحضره وقتها رجال الدولة والعديد من المشاهير، ومنهم أحمد شوقي الذي طلب لقاء عبد الوهاب بعد انتهاء الحفل، ولم ينس عبد الوهاب ما فعله به أحمد شوقي بمنعه من الغناء وهو صغير، وعندها دار بينهم الحديث التالي
قال شوقي: استمعت إليك وأنت تغني بصوت جميل.. ولكنك كنت طفلًا صغيرًا. ثم رد عبدالوهاب: ومنعتني من الغناء.
ثم ضحك شوقي وقال: «كان ذلك في مصلحتك، إنني كنت أخاف على صحتك، لقد هالني أن تبقى كل ليلة تعمل في المسرح حتى مطلع الفجر، أما اليوم وقد صرت شابًا، فأنا مطئن أنك اتخذت طريقك الصحيح».
ومنذ تلك المقابلة، قرر أمير الشعراء بتبني عبدالوهاب فنيًا، وتعتبر سبع السنوات التي قضاها عبد الوهاب مع أحمد شوقي من أهم مراحل حياته، حيث اعتبر أحمد شوقي مثله الأعلى والأب الروحي له الذي علمه الكثير من الأشياء التي لم ينساها.
وخلال السبع سنوات، اهتم شوقي كثيرا بعبد الوهاب، حيث كان يتدخل في تفاصيل حياه وعلمه طريقة الكلام وكيفية الأكل والشراب، وأحضر له مدرسًا لتعليمه اللغة الفرنسية لغة الطبقات الراقية. وقدمه في كافة الحفلات التي كان يذهب إليها وقدمه إلى رجال الصحافة مثل طه حسين وعباس محمود العقاد والمازنى وكذلك رجال السياسة، مثل: أحمد ماهر باشا وسعد زغلول ومحمود فهمي النقراشي، إلا أن ذلك لم يمنع الآخرين من مهاجمته وخاصة من المطربين الذين تخوفوا من شهرته مثل منيرة المهدية التي طردته من أوبريت كليوباترا ومارك انطوان.
كانت علاقة أمير الشعراء بعبدالوهاب قوية، حيث ذكرها موسيقار الأجيال في الكثير من أحاديثه، وكان يعترف بفضله عليه دائمًا، كما أنه لحن له العديد من قصائده، مثل: "دمشق، مضناك جفاه مرقده".