آمر الله أيشلر.. مهندس خطة أردوغان لتقسيم ليبيا
السبت، 04 مايو 2019 05:00 ممايكل فارس
لم يكن خفيا على أحد الدعم والتأييد الذى تقدمهما حكومة حزب العدالة والتنمية الإخوانية فى تركيا للميليشيات الليبية وحلفائها، ما تسمى بحكومة الوفاق فى طرابلس الغرب، وهو ما كان واضحا فى رفض الحكومة المؤقتة بزعامة عبدالله الثنى إجراء أى مباحثات مع مبعوث الرئيس التركى رجب طيب أردوغان إلى ليبيا آمر الله أيشلر، الذى سبق أن طرد شر طردة من قمة ليبيا فى إيطاليا شهر نوفمبر الماضى.
السؤال الآن، من هو آمر الله أيشلر، الذى اتهمه رئيس البرلمان الليبی المستشار عقيلة صالح، بدعم الإرهاب والتدخل المرفوض فی الشأن الليبی الداخلى؟.. إنه مدرس للتربية الدينية بالمدارس التركية ثم حصل على درجة الدكتوراه فى العلوم الشرعية، ويعتبر يوسف القرضاوى منظر الجماعة الإرهابية مثله الأعلى وقدوة له، وقام القرضاوى بتكريم أيشلر فى احتفالية ضخمة بالعاصمة القطرية الدوحة، تحت غطاء ما يسمى باتحاد علماء المسلمين ، وعن طريق انتمائه الإخوانى وإخلاصه وقربه من رجب طيب أردوغان، رشحه حزب العدالة والتنمية نائبا بالبرلمان، كما تم تعيينه نائبا لرئيس الوزراء فى حكومة أردوغان عقب فضيحة مالية هزت أركان حزب العدالة والتنمية وتورط فيها أبناء أردوغان شخصيا، فلجأ لصديقه المقرب أيشلر وعينه نائبا لرئيس الحكومة، رغم عدم اقتناع الرئيس التركى السابق عبدالله جول بشخصية أيشلر وإمكاناته السياسية المتواضعة، إلا أن أردوغان أصر على تعيينه لعدم ثقته فى من حوله بعد استقالة ثلاثة وزراء من حكومته.
وبعدما أصبح أردوغان رئيسا للجمهورية لم يقتنع رئيس الحكومة السابق على يلدريم بشخصية أيشلر فطلب عدم التعاون معه، فما كان من أردوغان إلا أن ابتكر له منصبا كمبعوث شخصى له إلى ليبيا للتواصل مع الميليشيات هناك، وتأمين توصيل السلاح التركى والتمويل القطرى لحكومة الوفاق المدعومة من الميليشيات المسلحة، وكشف الصحفی الأمريكی المعروف بجريدة نيويوركر، سيمور هيرش أن السى آى إيه كانت طرفًا فی شبكة التعاون مع تركيا وقطر فی استخدام ما سمّته المخابرات المركزية بـ «طريق الجرذان»، الذی عمل على شحن الأسلحة من ليبيا إلى سوريا بعد سقوط معمر القذافى.
وكانت تحقيقات الكونجرس فی حادث اغتيال السفير الأمريكی فی بنغازی عام 2012، أظهرت أن أوروبا وأردوغان عقدا اتفاقية سرية سميت «طريق الجرذان» تقوم فيها قطر بتقديم التمويل مقابل قيام تركيا والمخابرات الأمريكية والبريطانية، بإخراج الأسلحة من مخازن القذافی وشحنها إلى سوريا، مقابل توريد مقاتلين دواعش وإخوان من سوريا إلى ليبيا لدعم حكومة السراج ، ثم أصبح أيشلر مبعوث أردوغان إلى ليبيا هو مهندس جميع صفقات تهريب السلاح والأموال إلى الميليشيات الليبية بغرض عرقلة أى حل سياسى يعمل على توحيد ليبيا، أو قوة جيشها الوطنى بقيادة المشير خليفة حفتر، بل واصل أيشلر مخططه المستمر نحو تقسيم ليبيا وتغلغل النفوذ التركى القطرى فيها بشكل سرى، ولم يظهر للعلن إلا بعد أن كشفته تحركات الجيش الوطنى الليبى الأخيرة نحو تحرير طرابلس.