كاتب لبناني يتحدث لـ «صوت الأمة» عن خطة مصر الطموحة للإصلاح الاقتصادي.. ماذا قال؟
السبت، 04 مايو 2019 01:00 م
أكّد الكاتب اللبنانى نزيه الخياط، أن زيارة رئيس الوزراء المصرى مصطفى مدبولي إلى لبنان الذي يمر بمرحلة حرجة و دقيقة اقتصاديا وإقليميا، هى مهمة جدا في توقيتها. وأوضح «الخياط» أنه على الصعيد الاقتصادي مصر تمكنت من تجاوز المرحلة الصعبة التي مرت بها سياسيا، وانعكس ذلك على وضعها الاقتصادي الأمر الذي دفع بالحكومة المصرية وبتوجيه من الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى وضع خطة طموحة للنهوض الاقتصادي وركيزته البدء بإعادة هيكلة الاقتصاد وتحديثه ومكافحة الفساد في شتى المواقع سواء في القطاعين العام و الخاص.
وأضاف الكاتب اللبنانى فى تصريحات لـ «صوت الأمة»، أن هذه التحولات والإنجازات المحققة حتى الآن تسمح لمصر بتقديم النصح والمساعدات والتجربة في كافة المجالات لدولة لبنان خاصة على مستوى الكهرباء و الطاقة من خلال عقد اتفاقات تشجيعية تسمح للبنان بتجاوز الصعوبات التي يواجهها هذا القطاع والذي يشكل عبئا ضاغطا على الميزانية العامة للدولة إذ انه يشكل 40% من الدين العام الذي لامس حوالي 100 مليار دولار و ذلك نتيجة الصراعات السياسية الداخلية التي سبق لها أن كانت دافعا ووضعت بسببها العقبات تلو العقبات في وجه الإصلاح الاقتصادي و الاداري العام في لبنان وتحديدا إصلاح هذا القطاع منذ حكومات الرئيس الأسبق رفيق الحريري المتعاقبة و حكومات الرئيس سعد الحريري السابقة.
تابع: ناهيك عن أزمة تضخم عدد العاملين في القطاع اللبناني التى أصبحت وهي الأعلى بين الدول العربية والتي كانت وما زالت إحدى المعوقات الأساسية التي تواجه إعادة الهيكلة الإدارية للدولة و تحديثها و حوكمتها في كلا البلدين.
وأضاف نتمنى أن تكون هذه الزيارة فاتحة لتطوير العلاقات الثنائية بين مصر و لبنان لأن الانكفاء العربي يخلق فراغا على الساحة اللبنانية ما يسمح للقوى الإقليمية خارج المنظومة العربية أن تجد لها موطىء قدم تردم به هذا الفراغ على حساب الهوية و الانتماء العربي للبنان، ويعزز دور القوى السياسية المرتبطة مصلحيا وايديولوجيا و دينيا و مذهبيا في محاولة منها لاخراج لبنان عن محيطه و بيئته العربية.
أما على الصعيد الإقليمي فإن لبنان كان دوماً منذ استقلاله على خط تماس مباشر مع الأزمة السورية بفعل العوامل الجيوسياسية المعروفة تاريخياً و لمصر في هذه اللحظة التاريخية دورا أساسياً في المساعدة، لإيجاد الحل السياسي والدفع للاسراع في إجراء التعديلات الدستورية السورية، التي تأخذ بالاعتبار مصلحة الأكثرية الساحقة للشعب السوري تمهيدا للبدء بتطبيق الحل السياسي وإعادة الإعمار من أجل تنفيذ العودة الآمنة والكريمة للاجئين السوريين في لبنان، الذين يشكلون حاليا ما نسبته 40% من مجموع الشعب اللبناني، وهذه نسبة غير مسبوقة في تاريخ الدول المستقبلة للاجئين سواء في الدول العربية أو باقي دول العالم، الأمر الذي شكل عبئا ضاغطاً على الاقتصاد اللبناني وعلى البنى التحتية فيه.
وتابع: «لذلك فإننا نأمل البناء الجدي و الواعد لهذه الزيارة على العلاقات الثنائية بين البلدين لان الدفاع عن الأمن القومي العربي ،عماد اليوم مصر و المملكة العربية السعودية و باقي دول مجلس التعاون الخليجي لا يكون لفظياً و إنما بالعمل العربي المشترك اقتصاديا و تنمويا و أمنيا و على وجه الخصوص أيضا تربويا من أجل تثبيت منهج الاعتدال في عالمنا العربي تربية و فكرا و ثقافة في مواجهة التطرف والتكفير الذي هو بعيد عن الاسلام خاصة و باقي الأديان عامة».