اليمن × 24 ساعة.. المليشيات الحوثية تجوع اليمنيين قبل رمضان
السبت، 04 مايو 2019 06:00 ص
لا يمر يوم إلا وترتكب فيه الميليشيات الحوثية فى اليمن كارثة إنسانية ضد الشعب اليمني، مواصلة خرقها لوقف إطلاق النار في محافظة الحديدة؛ فمنذ محاولتهم السيطرة الكاملة على اليمن، ارتكب الحوثيون أفظع الجرائم البشرية فى حق الشعب؛ ويرصد «صوت الأمة» أهم الأحداث فى الملف اليمنى على مدار الـ 24 ساعة الماضية.
وشدد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، على أن نشاط تنظيم القاعدة والخطر الإيراني في اليمن هي من الأسباب الموجبة لاستمرار تقديم الدعم العسكري لتحالف دعم الشرعية في اليمن، مضيفا، لو كانت هذه حربًا أهلية بسيطة في اليمن، فسيكون من الصعب تبرير تورط الولايات المتحدة فيها، لكن للأسف، لم يكن الأمر كذلك، فتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية ينشط في تلك البقعة، وهو يمتلك قدرات أكثر تطورا يتم توظيفها في تنفيذ العمليات الخارجية.
الإيرانيون يستخدمون اليمن كمنصة لاحتجاز السفن التي تمر عبر مضيق باب المندب وحوله وحول المياه المحيطة باليمن، إلى الجنوب وإلى الغرب من اليمن ، مما يعرض السفن الأمريكية التي تمر من تلك المياه إلى الخطر، بحسب ما صرح بومبيو، مضيف، يتعين علينا الالتزام بحماية الولايات المتحدة من أجل القضاء على تهديد القاعدة الإرهابي الموجود داخل اليمن، كما أكد على وجود منصات إيرانية وأنظمة صواريخ وطائرات مسيرة مسلحة.
وتأتى تصريحات وزير الخارجية الأمريكي، بعد فشل مجلس الشيوخ الأمريكي في إبطال حق النقض "الفيتو" الذي استخدمه الرئيس دونالد ترامب، ضد قرار ينهي الدعم العسكري الأمريكي للتحالف العربي بقيادة السعودية لدعم الشرعية في اليمن، حيث صوت المجلس بأغلبية 53 صوتا مقابل 45 لصالح القرار، ليخفق في حشد أغلبية الثلثين اللازمة لإبطال حق النقض، بالمجلس المؤلف من 100 مقعد، ويعد هذا الفيتو هو الثاني للترامب منذ توليه الرئاسة.
وقد أعلن ترامب صراحة خلال تقديمه بالفيتو ضد القرار الذى يطالب بوقف الدعم الأمريكي لقوات التحالف العربي فى اليمن، أن هذا القرار محاولة غير ضرورية وخطيرة لإضعاف سلطاتي الدستورية، وهو ما يعرض للخطر أرواح مواطنين أميركيين وجنودا شجعانا، في الوقت الحالي وفي المستقبل، وقد رحبت دولة الإمارات حينها بخطوة الرئيس الأمريكي، وقال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، في تغريدة على تويتر: "تأكيد الرئيس ترامب على دعم التحالف العربي في اليمن إشارة إيجابية، وهو قرار استراتيجي وجاء في الوقت المناسب".
فى سياق متصل، بدأت الميليشيات الحوثية فى استغلال شهر رمضان الكريم كأداة جديدة لتجويع الشعب اليمني، حيث تواصل اللعب على الورقة الإنسانية في محاولة فاشلة لاستعطاف المجتمع الدولي، من خلال عرقلة إمدادات الغذاء إلى العاصمة صنعاء والمحافظات المجاورة، وبحسب تقرير حديث أصدرته اللجنة العليا للإغاثة، فإن المليشيات، تستغل اقتراب حلول شهر رمضان المبارك، وبدأوا فى الهجوم باتجاه خطوط إمداد المحافظات بالسلع الأساسية، وذلك في مسعى لتعطيل وصول الغذاء ومفاقمة المأساة الإنسانية، تزامنًا مع افتعال أزمات حادة في المشتقات النفطية بالعاصمة صنعاء والمدن الأخرى التي لا تزال خاضعة لسيطرة المليشيات المدعومة من إيران.
وسمة ترابط بين تصعيد المليشيات الحوثية في محافظة الضالع، ورغبتهم في مفاقمة الوضع الإنساني وزيادة معاناة المواطنين لأغراض سياسية، من خلال تعطيل حركة مرور شاحنات نقل الغذاء والوقود القادمة من الموانئ الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية، بحسب ما فسر خبراء اقتصاديون وناشطون فى مجال الإغاثة الإنسانية، مؤكدين أن الميليشيات عمدت إلى تفخيخ بعض الطرق الفرعية بالألغام وزرعها بالعبوات الناسفة وتفجير جسور حيوية ومضاعفة نقاط التفتيش، مما أدى إلى مفاقمة معاناة الناس وصعوبة تنقلهم، وإصابة حركة سير شاحنات نقل الغذاء والسلع الأساسية بالشل التام .
من جهة أخرى، كشفت رابطة أمهات المختطفين في الحديدة، غربي اليمن، أن الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران اختطفت 5 نساء، وهم جابرة حسن عواض" 30 عاماً، وفاطم أحمد شريبة" 72 عاماً، وفاتن طلال حسن هبه 5 سنوات والطفلة حليمة قاسم حسن هبه 4 أعوام، ورحمة قاسم حسن هبه 5 أعوام، وقد اختطفن بعد توقيف الباص الذي كان يقلهن في نقطة الكدن.
واقتادت الميليشيات الحوثية المختطفات بشكل مهين إلى أحد المنازل التابعة لهم بعدما حولوه إلى سجن بحسب الرابطة التى أكدت أن الحوثيين أفرجوا عن النساء بعد يوم من اختطافهن مقابل دفع فدية مالية قدرها 200 ألف ريال يمني، وأبقوا على السيدة فاطم والسيدة جابرة داخل السجن في ظل حرارة شديدة دون تهوية، حسب البيان الصادر عن رابطة أمهات المختطفين، كما تم سلب أموالهن التي كانت بحوزتهن، وتعرضن للتعذيب النفسي، ورغم كبر سن الحاجة فاطم وإصابتها بأمراض مزمنة وحاجتها لتلقي العلاج، فقد أضربت عن الطعام داخل السجن.
الاختطاف للسيدات إضافة لتعذيبهن نفسيا، دعا الرابطة لمناشدة المبعوث الدولي مارتن غريفيث الضغط لإطلاق سراح السيدتين فاطم وجابرة وإعادتهما إلى عائلتيهما دون قيد وشرط، كما دعت الرابطة المفوضية السامية لحقوق الإنسان العمل بالتزامها الإنساني والقانوني لإطلاق سراحهما، ونشطاء حقوق الإنسان وحقوق المرأة مساندتنا لإنقاذهما وكل النساء في اليمن.
واستمرارا لانتهاك الحوثيين للمرأة وحقوقها النفسية والجسدية، أجرت الميليشيات محاكمة لـ 65 امرأة من المعتقلات في العاصمة صنعاء، وذلك بعد عام من الاعتقال والتعذيب وابتزاز أسرهن إضافة إلى الاختفاء القسرى للعديد منهن، وقد بدأت جلسات المحاكمة الشكلية فقط، مخالفة للإجراءات القانونية فى ظل تكتم إعلامي، وغياب المنظمات الحقوقية، كما أن بعض المعتقلات يحاكمن من دون محامي للدافع عنهن، وقد تفجرت أزمة المعتقلات قبل أشهر بعدما كشفت عدد من المنظمات الحقوقية ذلك، بعد تعرض أكثر من 120 امرأة في معتقلات الميليشيات السرية بصنعاء، لأبشع أنواع الابتزاز والاستغلال والانتهاكات النفسية والجسدية، كما يتم استغلالهن لخدمة أهداف الميليشيات الحوثية، كما تم تلفيق تهم كيدية البعض منها ممارسة أعمال لا أخلاقية للزج بهن فى السجون.