هل تدرج أمريكا الإخوان كـ«جماعة الإرهابية»؟.. باحث سياسي: القرار «ترامبي» فقط
الجمعة، 03 مايو 2019 10:00 صمنة خالد
أثار قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بإدراج جماعة الإخوان تحت قائمة المنظمات الإرهابية، للضغط على سياسات الجماعة وملاحقة شخصيات بعينها، الجدل في الأوساط السياسية، أو قد يكون القرار مجرد رصاصة «فشنك» ومجرد مُسمى لا يمنع الجماعة الإرهابية من مزاولة أنشطتها، على غرار طالبان، التي تم تصنيفها «إرهابية» في الولايات المتحدة الأمريكية.
وفي الوقت ذاته يوجد لها مكاتب تعمل في دويلة قطر.. هكذا اختلفت الآراء حول قرار ترامب والذي شببهة البعض بـ«تسونامي» بسبب نتائج عدة ستترتب على القرار ستغير خطط التعاملات مع دول الشرق الأوسط. خاصةً أن هذا التصنيف يفرض عقوبات اقتصادية وتقييد حرية انتقال على الشركات والأفراد التي يثبت صلتهم بالإخوان.
وبحسب صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، فإن إدارة ترامب سعت لتوجيه المسؤولين السياسيين والقوى الوطنية لفرض العقوبات على الإخوان بطلب من الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال زيارته للبيت الأبيض ولقائه مع الرئيس دونالد ترامب في التاسع من أبريل.
لن يُدلي الكونجرس حتى الآن بقراره، وفي حال تصنيف الكونجرس ومجلس الشيوخ الجماعة كتنظيم إرهابي، ستبدأ واشنطن توجيه تحذيرات محلية ودولية بمنع التعامل مع الجماعة، مثلما فعلت مع «الحرس الثوري» الإيراني، وقت أجبرت المؤسسات الدولية على عدم ممارسة أي نوع من التعاون التجاري أو العسكري.
القرار «ترامبي» فقط ومازال قيد الدراسة
قال محمد حامد الباحث السياسي، إنه لا يبدو في الأفق أن هذا القرار سيرى النور حتى الآن، وبرغم احتمالية حدوث القرار، إلا أن هُناك حديث حول صعوبة تطبيق القرار، خاصةً أن ترامب مُقبل على الانتخابات في 2020 وتبعات هذا القرار كبيرة للغاية، وقد يكون هناك رد كبير من مؤسسات أمريكية، باعتبار أن هذا القرار يؤثر سلبا على الأمن القومي الأمريكي، لأن استثمارات الإخوان في الولايات المتحدة كبيرة وعميقة.
ويضيف «حامد»، في تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة»: «أتوقع أن تركيا كان لها رد حاسم في مواجهة هذا الأمر وقد تكون ملاذا للهاربين من القرار الترامبي، فأنا أرى أن القرار تؤامبي فقط قد لا تعترف به دول الاتحاد الأوروبي وكثير من الدول الأخرى، بخلاف انه سيواجه معارضة شديدة من الخارجية والكونجرس والبنتاجون ومؤسسات ومنظمات مجتمع مدني ولوبيات كثيرة.. قد يكون هذا القرار قيد الدراسة لمدة طويلة، ويمكن يؤدي في النهاية إلى أن جماعة الإخوان في نظر الولايات المتحدة ليس جماعة إرهابية وأن هذا الإدراج لن يُفيد أمريكا ولا حتى حلفائها».
من جانبه يقول خالد الزعفراني خبير الإسلام السياسي، إن قرار ترامب بشأن إدراج الإخوان كمنظمة إرهابية، سيكون له تأثير كبير جدا، لأن أجهزة المخابرات التي تقف خلف جماعة الإخوان تتأثر بالموقف الأمريكي، وبالتالي ستتأثر تركيا وقطر قطعا بهذا الموقف، وسيطال اثر ذلك القرار الجماعة ومراكزها التابعة لها وتتبنى أفكارها حول العالم.
منع تعامل.. أم رصاصة «فشنك»
ربما يكون قرار إدارة ترامب مجرد تسمية لترهيب أسماء بعينها داخل التنظيم، ولا يصحبه أي عقوبات سوى إدراج بعض الشخصيات في قوائم الإرهاب، ومنع المجتمع الدولي من التعامل معها، كأنها أطلقت رصاصة «فشنك» للترهيب.. ومع احتمالية صدور القرار، ستتلاعب قطر وتركيا به، ويلتفان حوله بطرق ملتوية، قد تجعل وضع الجماعة مثل حركة طالبان، مصنفة إرهابية في الولايات المتحدة، وفي الوقت ذاته يوجد لها مكاتب عاملة في قطر حليفة واشنطن.
في هذا الصدد، قال طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن القرار سيكون له تأثير حتما على العلاقة بين الولايات المتحدة من جهة، وقطر وتركيا من جهة أخرى، لأن الدولتين راعيتين للجماعة، وهناك تعاون مع الجماعة، وسيجعلهم القرار بين اختيارين إما تنفيذ القرار الأمريكي، أو إيواء تنظيم إرهابي.
وأكد أنه في حالة تنفيذ القرار، ستُصدر الخزانة الأمريكية سلسلة مراسيم متتالية وقوائم تضم أسماء عدد من قيادات الجماعة، وأماكن تواجدهم، وإبلاغ الدول بالاستجابة وتسليم تلك الشخصيات للعدالة، مثلما حدث في أوقات سابقة.