منع استخدام مكبرات الصوت في نقل صلاة التراويح بين التنديد والتهديد
الجمعة، 03 مايو 2019 04:00 ص
كعادة كل عام خلال السنوات الثلاثة الماضية، أثار قرار وزير الأوقاف، محمد مختار جمعة، بمنع استخدام مكبرات الصوت في نقل صلاة التراويح والدروس الدينية خلال شهر رمضان، والاكتفاء بالسماعات الداخلية للمساجد، حالة من اللغط والسخط بين كثير من الأئمة وروّاد المساجد، إذ هددت وزارة الأوقاف بإحالة أي إمام مسجد يخالف التوجيهات إلى التحقيق، مع شن حملات تفقدية لمفتشيها للتأكد من تطبيق القرار بعدم استخدام الميكروفونات في رمضان في غير الأوقات المحددة، خاصة في المناطق الشعبية، والتنبيه على الأئمة بعدم استخدام ميكروفونات المساجد إلا في الأذان والإقامة وشعائر صلاة الجمعة فقط.
ويظل منْع مكبرات الصوت في نقل شعائر صلاة التراويح خلال شهر رمضان أزمة متكررة كل عام في كافة المحافظات المصرية، إذ يضمها بعضهم إلى محاولات لتحييد دور المساجد، فيما يرى آخرون أن القرار صائب، حيث أن قطاع كبير من الأئمة هددوا بعدم الالتزام بتلك التعليمات خلال شهر رمضان، وذلك باعتبار أن مكبرات الصوت أمر مهم ومعتاد منذ عشرات السنين للإبلاغ عن الصلاة فى المقام الأول وصلاة التراويح والاستماع إلى الدروس الدينية فى المقام الثانى.
وزارة الأوقاف لم تلق بالا لهذه التهديدات التى تتكرر كل عام منذ 3 سنوات حيث قرر أول أمس، منع بث صلاة التراويح عبر مكبرات الصوت في المساجد في مختلف أرجاء البلاد، مع اتباع عدة حزم إجرائية لمعاقبة المخالفين، ومنع تواجد المواطنين في المساجد إلا في أوقات الصلاة الرسمية والقاء الدروس حتى لا يستخدم المسجد كأماكن للراحة فى غير الصلاة.
يأتى ذلك القرار بعد أن أعلنت وزارة الأوقاف قبل عامين منع استخدام مكبرات الصوت في المساجد خلال شهر الصيام إلا أن القرار لم ينفّذ على أرض الواقع فعليًا، ما دفع الجهات المعنية لفرض عدة حزم جديدة لتطبيق القرار من خلال وضع عقوبات للمخالفين.
الوزارة تُحذر
من جانبه، خرج المسئولون بوزارة الأوقاف وعلى رأسهم جابر طايع، رئيس القطاع الديني في وزارة الأوقاف والمتحدث الرسمي، لؤكد أن الوزارة اتخذت قرارًا بمنع استخدام مكبرات الصوت خلال رمضان إلا لرفع الأذان فقط، وذلك بعد تكليف مديري ووكلاء الوزارة بالمحافظة على متابعة خطة منع استخدام مكبرات الصوت في صلاة الفروض والتراويح لـ «منع إزعاج المواطنين».
ووفقا لـ«طايع» فى تصريحات صحفية - هناك دوريات تم تشكيلها داخل كل إقليم، ستقوم بمتابعة المساجد والمرور عليها لرصد أي مخالفات، أو خروج عن القرار الملزم للجميع لمنع وقوع سلبيات الأعوام الماضية خلال شهر الصيام حيث أنه ستتم إحالة أي إمام يخالف تعليمات الوزارة للتحقيق مباشرة، وعدم التهاون مع أي مخالفة تقع خلال شهر رمضان، فضلاَ عن التنبيه على منع نوم المصلين داخل بيوت الله؛ لأنها مخصصة للصلاة ودروس العلم.
كما كشف رئيس القطاع الديني في وزارة الأوقاف، أن قرار الوزارة بمنع بث صلاة التراويح خلال رمضان، عبر مكبرات الصوت؛ يأتي منعًا لحدوث أي تشويش بين المساجد، وتوفير راحة كاملة للمرضى وكبار السن، وأن مديري المديريات سيتولون تسيير الدوريات المتنقلة للتفتيش على المساجد ومتابعة العمل بها أولًا بأول، ورصد المخالفات، والغياب، والتهرب من العمل أيضًا.
تباين الآراء
فيما خرج العديد من أئمة المساجد وشيوخ الأزهر للتعليق والرد على قرار وزارة الأوقاف، وعلى رأسهم الشيخ خالد الجندي، الداعية الإسلامي، الذى أكد أن قرار وزارة الأوقاف بعدم استخدام مكبرات الصوت سوى بالأذان وخطبة الجمعة فقط، صعب تنفيذه بأرض الواقع.
وأضاف الجندي، خلال مداخلة هاتفية على إحدى القنوات الفضائية أن القصد من الميكروفون هو الإعلان عن أذان الصلاة وهو ما يعني الإعلان وليس الإزعاج ويجب أن يقتصر الدور على ذلك الأمر فقط، موضحًا أن استخدام الميكروفونات في صلاة التراويح خلال شهر رمضان يجب أن يكون في حيز دائرة احتياج أهل المسجد أو اهتمام أهل الحي.
«الجندى» اقترح استخدام مكبرات الصوت في صلاة التراويح بالاتفاق بين سكان المناطق دون تدخل أي جهة في المنع أو إزالة الميكروفونات أو خلافه لأنه سيؤدي إلى نتائج غير مقبولة «فيه فارق بين مطالبة العقلاء بمنع الإزعاج والضوضاء في غير الأذان أو منع الأذان».