صعيد خالٍ من الثأر.. قطار المصالحات يصل «طرة» ويخمد الفتنة بين المحمدية والسمطا (فيديو)
الخميس، 02 مايو 2019 05:00 م
مع اقتراب شهر رمضان المعظم، واصل قطار المصالحات بصعيد مصر رحلته بعد توقف قارب من عدة أشهر ليستكمل مبادرة «صعيد خالي من الثأر»، والتي أطلقها عدد من الرموز والقامات المصرية، بعد أن حققت مبادرات أخرى فى الصعيد بمختلف محافظته عدة نجاحات فى إنهاء الخصومات الثأرية.
الوقائع
فقد تم بالأمس، إنهاء الخصومة الثارية بين الصلح بين أولاد همام ببني محمد، والسمطة بقنا التى بدأت وقائعها العام الماضى بطعن أحدهما للأخر بسلاح أبيض أودت بحياته نتيجة مشاجرة وقعت بينهما، وذلك بعد أن تمكن الحكماء وعقلاء البلدين من إتمام الصلح بينهما وإنهاء الخصومة، وتقرر تغريم عائلة أولاد همام 600 ألأف جنية كدية عن المتوفى، والدخول بالكفن، وتعهد الطرفان بعدم العودة للخلافات مجددا.
شارك في جلسة الصلح قيادات وزارة الداخلية وعلماء من الأزهر الشريف وعلى رأسهم الشيخ أحمد كريمة، وأعضاء من لجنة المصالحات بالأزهر الشريف ورجال الدين الإسلامى والمسيحى والعمد والمشايخ وعواقل العائلات، على رأسهم المستشار عبد الرحمن عبد البارى الشريف، و اللواء طه سيد طه نائب رئيس هيئة القضاء العسكرى، والحاج كمال عبد الحميد البطران، والحاج محمد أحمد، وأمين المحمدى، مسئولى ملف النازعات والمصالحات وأكثر من 2000 شخص من أهالى القريتين والقرى المجاورة.
وفى الحقيقة، إن مسألة المصالحات تأتى فى إطار توجيهات اللواء محمود توفيق وزير الداخلية بالرقى بمستوى المنظومة الأمنية وتكثيف التواجد الأمنى وبذل المزيد من الجهد لتحقيق الأمن للمواطنين والسعى الجدى لإنهاء الخصومات والحوادث الثأرية صلحًا وتنفيذًا لخطة المديرية فى هذا الشأن.
نائب رئيس هيئة القضاء العسكرى
وفى هذا الإطار، يقول اللواء طه سيد طه نائب رئيس هيئة القضاء العسكرى، إن تنفيذ خطة «صعيد يخلو من الثأر» طموحة للقضاء على عادة الثأر ونزيف الدماء، مشددًا على أن تلك المباردة ليكون الصعيد خالى من الثأر بإعتبارها نقطة الانطلاق لإرساء قواعد السلام والمحبة على مستوى الصعيد من أجل السلام والأمن المجتمعى، متابعًا: «أتمنى تطبيقها بكافة محافظات مصر حتى يعم السلام».
تحقيق الأمن والاستقرار– بحسب «طه» فى تصريح لـ «صوت الأمة» - بين العائلات المصرية هدف نسعى إليه من خلال لجنة المصالحات لوقف النزاعات التى لا تجلب إلا الدمار والخراب، وحذر من إقتناء الأسلحة لأن اقتناء السلاح أمر يدمر المجتمع، فالقوى الذى يصفح ويسامح، متابعًا: «نحاول بشكل سريع التواصل مع أطراف الخصومات، من أجل جذب خيوط الصلح والدفع بعد ذلك بالمؤثرين من العائلات لتقريب وجهات النظر وتقدم بالشكر لكافة القيادات الأمنية السابقة على ما بذلته من جهد فى هذا المجال المهم على مستوى المراكز والأقسام بالمديرية ونحن على الدرب سائرون».
عضو ملف المصالحات
فيما قال عبد الرحمن الشريف، المحامى بالنقض، وأحد المسئولين عن ملف المصالحات، إنه تم اليوم إنهاء الخصومة الثأرية بين العائلتين بعد نجاح جهود المصالحة، في التوفيق بين الأطراف، لافتًا أن ما يشهده صعيد مصر حاليا، يؤسس لمرحلة جديدة من التسامح والتآخي والمحبة.
وأضاف «الشريف» فى تصريحات خاصة - أن ما شهدته منطقة أسمنت طره، من تحقيق المصالحة بين المتخاصمين، وردم الدم، هو ما ينبغي أن يتم في كل القرى والنجوع والمناطق، حتى تسود المحبة والتسامح بين الشباب، الذي يحتاجه الوطن في البناء والتنمية، لافتا الى أن إنهاء الخصومات الثأرية يعكس مدى تغيير الثقافات والأفكار السائدة لدى الأهالي وتغليب مصلحة الوطن لتحقيق الاستقرار واستكمال مسيرة التنمية والإصلاح.
دور الأزهر
وعن دور رجال الأزهر، يقول الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أن مسالة نجاح المصالحات هو نجاح للجهود المحمودة التي باشرتها لجنة الصلح على مدار عدة أشهر، برعاية الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وبالتنسيق مع القيادات الأمنية بالمحافظة.
ودعا «كريمة» - في كلمته التى ألقاها أثناء الصلح، أن تحقيق المصالحة بين المتخاصمين، من أولويات الأزهر الشريف، امتثالًا لأوامر الدين الحنيف، وسعيًا لتطبيق مبادئ التسامح والعفو، التي من شأنها تحقيق الرفعة للأمة في مشارق الأرض ومغاربها، مؤكداَ أن إنهاء الخصومات الثأرية، وميراث المر، يحقق للمجتمع نعمتي الأمن والسلام، وأن الجهود التي تبذلها الدولة والقيادات الشعبية والتنفيذية أتت ثمارها الطيبة المباركة، في تحقيق المحبة والمودة والتسامح.