حرب على تجار العمامة.. «الأوقاف» تبتكر وظيفة جديدة لتمثيلها بالمناسبات العامة
الأربعاء، 01 مايو 2019 07:00 م
ابتكرت وزارة الأوقاف تصنيف وظيفى جديدة لتمثيلها بالمناسبات العامة محليا لوقف استخدام تجار الدين للعمامة فى أجنداتهم الخاصة لتحقيق الشهرة.
وزارة الأوقاف، قررت بذلك الدخول إلى عش الدبابير لانهاء الكيانات الموازية من نجوم الشباك والزعمات الدينية لإبعاد العمامة الأزهرية عن العبث بها فى يد بعض النرجسيين من تجار الدين وراغبى الظهور ومحتكرى العمامة الأزهرية.
ويتزامن القرار مع قيام الوزارة بإسقاط آخر ورقة من يد الجماعات التى تختبئ خلف جمعيات لممارسة الدعوة وتميز نفسها بمسميات دينية تظهر تميزهم على المجتمع، وذلك ضمن معركة تأميم الدعوة لصالح الوزارة التى لا تعمل تحت راية خاصة وتصنف كجهة ولاية، على مبدأ "الدولة لا الفوضى".
ويقف القرار على خلفية توحيد المنابر وتأميمها لصالح بث الفكر الوسطى الذى يجمع ولا يفرق بوقف الفتوى عبر المنابر وجعلها لجذب الناس للدين مع خصوصية الفتوى والتحقيق فيها قبل اطلاقها، واختيار قيادات عبر اختبارات تقدم المتميزين لضمان حسن التمثيل.
ويستهدف القرار، وقف التوظيف السياسى للعمامة فى المناسبات العامة خاصة بعد تكرار استخدام بعض الدعاة لعلاقات تجمعهم بالقطاعات والجهات والمحاضرات بالجامعات وغيره للظهور ككيان موازى تحت مسميات العالم الأزهرى والداعية الأزهرى وغيرها من المسميات والتصريح للصحف والترويج عبر السوشيال ميديا.
القرار ضمنيا يستهدف وقف التوظيف السياسى للعمامة فى المناسبات العامة خاصة بعد تكرار استخدام بعض الدعاة المشهورية لعلاقات تجمعهم بالقطاعات والكنائس والمحاضرات بالجامعات وغيره للظهور ككيان موازى تحت مسميات العالم الازهرى والداعية الازهرى و خطيب الثورة وغيرها من المسميات والتصريح للصحف والترويج عبر السوشيال ميديا.
وقامت وزارة الأوقاف، بابتكار تصنيف وظيفى جديد تحت مسمى "إمام منطقة"، لتمثيلها محليا، ووضعت ضوابط وشروط وامتيازات لشغل المستوى التصنيفى الجديد أبرزها أن يكون اللحاق لشغل هذا التصنيف الوظيفى أمرين هما: الرجوع لجهة الإدارة بتقديم طلب رسمى عبر موقع الوزارة لاخضاع المتقدم لمعايير العمل الجديد، واجتياز اختبار كفاءة علمية تحريرى وشفهى مع أولوية باحثى الماجستير والدكتوراة.
قالت وزارة الأوقاف، لدى توضيح تفاصيل القرار الجديد إنه جاء عملا على تفعيل التواصل بين الأئمة المتميزين والقيادات المتميزة وبين المجتمع ، قررت وزارة الأوقاف الإعلان عن مسابقة إمام منطقة تشمل كل الأئمة المتميزين ممن نجحوا فى أى من مسابقات الإيفاد الدائم ، أو إيفاد رمضان، أو القراءة الحرة، أو إمام مجدد، أو إمام متميز ، أو إمام مسجد جامع ، أو الإدارة الإشرافية ، أو مرافقة بعثة الحج ، أو شيوخ المقارئ ، من اجتازوا الامتحانات التحريرية والشفوية من 1/ 1/ 2014م لأي مما ذكر حتى تاريخه ، وتشمل كذلك كل أعضاء المدارس العلمية والحاصلين على درجة الماجستير أو الدكتوراه ، والراغبين من القيادات من درجة مدير إدارة فصاعدًا.
ويمنح من يجتاز المسابقة "حسب القرار" كارنيه إمام منطقة محددة جغرافيًا فى نطاق عمله، ويكون مسئولا بالتنسيق مع مدير المديرية التابع لها عن التواصل المجتمعى، وحضور المناسبات الاجتماعية كواجبات العزاء ونحوها ممثلاً للوزارة، وكذلك يكون مسئولاً في منطقته بالتنسيق مع مدير المديرية أيضًا عن التواصل مع مؤسسات المجتمع من مراكز الشباب وقصور الثقافة والإدارات التعلمية، وممثلي المجلس القومي للمرأة ، كما يكون مسئولا بالتنسيق مع مدير المديرية عن المشاركة فى المناسبات الخاصة بأشقاء الوطن سواء أكانت مناسبة اجتماعية أم عامة.
وأكد القرار ، أنه في مقابل هذا الجهد سيتم صرف مبلغ شهري قدره ألف جنيه لكل من يحصل على كارنيه إمام منطقة من الموارد الذاتية للوزارة كجهود غير عادية، على أن يخضع المتقدمون لاختبارات تحريرية وشفوية ومقابلة لجنة مختصة في التواصل المجتمعي للوقوف على المهارات الشخصية للمتقدم في هذا الجانب.
قال الشيخ جابر طايع يوسف المتحدث الرسمى باسم وزارة الأوقاف، إن إمام المنطقة سيكلف بالتواصل الرسمى وتمثيل الوزارة مجتمعيا فى نطاق معين لا يتعداه ويلتزم بهذا العمل بجوار عمله كإمام وخطيب.
وأضاف طايع أن إمام المنطقة سوف يحضر كافة الفعاليات من محاضرات وعزاءات وحملات توعية مجتمعية و مناسبات اجتماعية مع اشقائنا فى الوطن.
وأشار طايع، إلى أن عمل إمام المنطقة سيكون بالاتفاق والتنسيق مع وكيل الوزارة فى محافظته، مضيفا أنه إمام المنطقة لا يمثل نفسه بل يمثل الوزارة وجموع الأئمة ولا يحق لأحد أن يتداخل معه فى عمله أو يقوم بدوره أو أى دور موازى له.
أكد عبد الغنى هندى، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بوزارة الأوقاف، على أهمية القرار، وخاصة فى توقيت يتسائل فيه البعض عن من يمثل وزارة الأوقاف فى الاحتفالات الدينية والاجتماعية فى الاحتفالات.
وقال هندى البعض يحتكر التمثيل فى المناسبات الوطنية ويحتكر الفكرة فى جانب التمثيل، مضيفا أن الوزارة عالجت هذا الخلل بتحديد إمام يمثل الوزارة ويمثل الأئمة فى الملتقيات الاجتماعية والمجتمعية لمزيد من الضبط.
وأضاف هندى، أن إمام المنطقة سوف يحضر المناسبات المجتمعية بناء على استراتيجية محددة حتى لا يقف على منبر مجتمعى دون تحديد ما سيقوله وهل هذا الكلام سيمثل الوزارة أم أنه كلام غير مناسب، حيث ستحدد الوزارة محاور الكلمات والمشاركات التى سوف يجريها أئمة المناطق لتوصيل رسالة تناسب وجهة نظر الوزارة والدعاة.
وشدد هندى، على أن أئمة المناطق لهم دور مهم فى توصيل صوت الدعاة للقيادات وللوزير، وكذلك نقل وجهة نظر الوزارة للجمهور وللمجتمع وللجهات المعنية، مطالبا وزير الأوقاف بإبلاغ الوزارات والمحافظات والجهات الدينية والمجتمعية والجامعات والإعلام بأسماء أئمة المناطق كل فى محيط عمله حتى لا تبرز كيانات موازية تضر بسمة الدعاة والوزارة.
والشرارة الأولى فى معركة تصفية نجوم الشباك بدأت أولا بسحب البساط من تحت أقدام مستخدمى وصف "داعية" و "عالم" لدى اجتماع الوزير بمجلس قيادات الوزارة التابع له برئاسة الشيخ جابر طايع رئيس القطاع الدينى والمتحدث الرسمى باسم الوزارة، حيث نبه الوزير على عدم استخدام المسميات العامة والمطاطة، والتى لا توجد فى التصنيف الوظيفى للأئمة، وعدم استخدام وصف "دكتور" إلا للحاصلين فعلا على الدكتوراة ولا يجوز أن يطلق هذا التوصيف على دارس الدكتوراة.
قال مصدر: إن الوزارة تتجه الآن لوقف استهلاك قيمة العمل الدعوى، وإهدار كرامة الأئمة والمزايدة باسم الدعوة بمسميات يستخدمها المتاجرين باسم الدين، ومدعى العلم، والمتربحين باستخدام مسميات تخالف واقع الدعوة لسحب البساط من تحت أقدام الأئمة وهو ما يتم غالبا من قبل دخلاء "نجوم الشباك".
وأكد المصدر، أن بعض الأئمة ينبهرون بهذه المسميات والبعض يستخدمها للظهور بمظهر كأنه أكبر من زملاءه، حيث يضر ذلك بالدعوة ويشكل غطاء للدخلاء، مضيفا أن الوزارة رأت أن تلزم نفسها بالمسميات الأصلية قبل أن تطالب الدخلاء بالافصاح عن هويتهم وعدم اختطاف حقوقها المهنية، مشيرا إلى أن هذه الخطوة سيليها خطوات تقدم الأئمة للجمهور بمسمياتهم الحقيقية حتى يعرف الجمهور أصحاب المهنة كل باسمه ومهنته وتميزهم عن الدخلاء.