اختفاؤه دام خمس سنوات.. لماذا ظهر البغدادي قبل عيد ميلاده بشهرين؟
الأربعاء، 01 مايو 2019 09:00 ص
ظهر زعيم "داعش" أبو بكر البغدادي، لأول مرة بعد اختفاء دام 5 سنوات، فى 29 إبريل، في فيديو نشره التنظيم المتطرف عبر مؤسسته"الفرقان"وعلى تطبيق "تلجرام"، وذلك قبيل عيد ميلاده الذى يواكب 29 يونيو 1971، أي بشهرين، لينقلب العالم رأسا على عقب، بعد الاختفاء المريب الذى استمر لسنوات، فى وقت حاولت فيه دول التحالف ورأسها الولايات المتحدة الأمريكية العثورعلى مكانه، إلا أن محاولتهم بآت بالفشل.
ورغم أن تاريخ الفيديو غير معلوم، ولكن ظهر فيه البغدادي بلحية بيضاء واضعا منديلا أسود على رأسه، ومرتديا جلبابا أسود وسترة بنية إلى يمينه سلاح كلاشينكوف ويفترش الأرض إلى جانب آخرين؛ وأقر فيه بهزيمة تنظيم داعش في بلدة الباغوز بريف دير الزور فى سوريا، حيث قال نصا :"معركة الباغوز انتهت"، وذلك فى التسجيل البالغة مدته 18 دقيقة، معلنا فيه أن تفجيرات عيد الفصح في سريلانكا، كانت ردا من داعش على خسائر التنظيم في بلدة الباغوز، آخر معاقله في سوريا، ولكنه دعا فى الوقت ذاته إلى الثأر، بعدما منى تنظيمه بهزائهم عسكرية متتالية على مدار السنتين الماضيتين، خاصة بعدما سيطرت قوات سوريا الديمقراطية بالكامل على آخر جيب لتنظيم داعش في الباغوز في مارس الماضي، وهزمته بعد معركة دامت أسابيع، وسبقتها عملية عسكرية كبرى لتحرير الرقة.
وسبقت نهاية داعش فى سوريا، هزيمته فى العراق فى ديسمبر 2017، بعد معارك دامية خاضها الجيش العراقي بدعم التحالف الدولي، على مدار 3 سنوات، حيث استطاع التنظيم قبيلها السيطرة على مناطق شاسعة فيها، ليختفى بعدها البغدادي عام 2014، بعدما أعلن في خطبة في المسجد النوري في الموصل أعلن خلالها خلافته المزعومة التي لم يعد لها وجود على أرض الواقع، وهذا الاختفاء المريب جعل مخابرات بعض الدول خاصة الولايات المتحدة الأمريكية يظنون أنه قتل فى إحدى الغارات، فى وقت لم يتأكدوا فيه من حقيقة مقتله، فرصدت واشنطن مكافأة قدرها 25 مليون دولار، لمن يكشف عن معلومات تؤدى إلى الوصول إلى البغدادي.
حذرت العراق بعد ظهور البغدادي من عودة ظهور التنظيم بقوة مجددا، بل وتنفيذ العديد من الهجمات مستقبلا، حيث قال قال رئيس الوزراء العراقي، عادل عبد المهدي، إن "داعش" لا يزال يشكل خطرا كامنا في جميع أنحاء العالم، رغم تضاؤل قدراته، وإن الفيديو الذي ظهر فيه زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي تم تصويره في منطقة نائية، ولكنه محاولة لدعم أنصار التنظيم وإن داعش سيحاول تنفيذ مزيدا من الهجمات، ويأتى ذلك بعدما كشف مصدر استخباراتي عراقي، لـ"روسيا اليوم"، عن تخطيط البغدادي لدخول العراق منذ أسابيع ، لكن الإجراءات الأمنية المشددة على الحدود السورية العراقية السورية تعوقه، مؤكدا وجوده في جبل أبو رجمين بتدمر السورية"، مشيرا إلى أن معلوماته هذه انتزعت من مقربين من البغدادي اعتقلوا مؤخرا، إلا أن إيجور كوستيوكوف، النائب الأول لرئيس الاستخبارات العامة فى هيئة الأركان العامة الروسية، صرح فى أبريل من العام الماضي، بأن البغدادى مختبئ على الأرجح فى العراق.
أما الولايات المتحدة الأمريكية، فقد اعتبرت أن الحرب ضد التنظيم المتطرف لم تنته بعد، وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية عبر المتحدث باسمها، أن المخابرات تعكف على التبين من صحة الفيديو، قائلا، سيقوم محللونا المختصون بمراجعة هذا التسجيل وسنعود إلى عناصر الاستخبارات للتأكد من صحته، مؤكدا فى الوقت ذاته، أن هزيمة داعش على الأرض في العراق وسوريا كانت بمثابة ضربة استراتيجية ونفسية، حيث رأى داعش ما يسمى بالخلافة تنهار، وقادته يقتلون أو يفرون من ساحة المعركة، ولكن المعركة ضد داعش لم تنته بعد، كما أن التحالف العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة لهزيمة داعش يواصل ممارسة الضغط في سوريا والعراق وفي جميع أنحاء العالم لضمان هزيمته وتقديم قادته للعدالة.
وبعد سقوط التنظيم الإرهابي، تفرق قادته وظلوا يختبئون فى بلاد مختلفة، بما فى ذلك أفغانستان والعراق، وليبيا، ودول أوروبية أخرى، و تم القضاء على من بقوا فى سوريا، وتبقى فقط هناك الخلايا النائمة، ومعتمدين فى ذلك على الأموال التى يملكها قادة داعش، حيث يمكنهم تغيير مظهرهم وهوياتهم ويمكنهم الاختفاء فى دول مختلفة.