ثورة على الأعمال الرمضانية.. الدراما تحت مجهر "الأعلى للإعلام"
الثلاثاء، 30 أبريل 2019 10:53 ص
كثير من الانتقادات تلاحق صناع الدراما الرمضانية، بسبب ما شهدته الأعوام السابقة من تجاوزات في وجهة نظر النقاد أو الرقابة، وقائع لمنع إعلانات طُبقت بالفعل الموسم الماضي.
مع وجود التجاوزات، تدخل المجلس الأعلى بتوصيات لصناع الأعمال الدرامية، واعتبرها متخصصون إعادة لاعتبار القيم في المجتمع، وسبيل للمحافة على الرسالة الإعلامية، ومن ناحية أخرى تحتفظ للمجلس بسلطة الردع تجاه المخالفين لضمان الالتزام بالقرارات.
توصيات ومحاذير
وتضمنت توصيات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام مطالبة شركات الإنتاج والقنوات التليفزيونية بضرورة مراعاة القيم والتقاليد والأخلاق في الإعلانات والمسلسلات والبرامج المقرر عرضها خلال شهر رمضان المقبل.
وشدد بيان المجلس على ضرورة مراعاة طبيعة الشهر الكريم، بالإضافة إلى التأكيد على منع الإعلانات التى تخالف القيم المصرية وروحانيات شهر رمضان الفضيل والتى تتضمن مشاهد خادشة للحياء، وأهاب باتخاذ كافة الإجراءات القانونية لمن يخالف ميثاق الشرف الإعلامي.
وأضاف: "السؤال الذى يطرحه المجلس الأعلى للإعلام بهذه التوصيات هو ما هى القيم التى تعطيها الرسالة الاعلامية للمشاهد المصرى سواء بشكل مباشر أو غير مباشر لاسيما مع ارتفاع نسب المشاهدة على الاعمال الدرامية فى شهر رمضان ،لذا كان لابد من مراعاة أن تتسم الاعلانات التى تعرض فى الفواصل مع قيم المجتمع المصرى "
واعتبر مصطفى أن تنبه المجلس الأعلى للإعلام للقيم والمثل الوطنية قبل شهر رمضان المبارك هو بمثابة نصيحة من المجلس لصناع المحتوى الاعلامى بمراجعة أعمالهم حتى لا تحدث المشكلات التى حدثت خلال السنوات الماضية وحتى يتمكنوا من مراجعة المحتوى والتأكد من خلوه من اى افكار ضارة، أو قيم تتنافى مع تراثنا العريق
العبرة في ضمير المنتج
من جانبه، أكد الدكتور سامى عبد العزيز عميد كلية إعلام جامعة القاهرة، أن مثل هذه التعليمات سبق أن صدرت من قبل تحت عناوين مختلفة مثل ميثاق الشرف الإعلامي، لكن العبرة تكمن في ضمير المنتج الذي لا ينبغى أن يبحث عن الشذوذ في الألفاظ واللقطات والمواقف الاجتماعية مضيفا :" قد يحدث شيئا من هذا فى المجتمع المصرى ونجن لا ننكر هذا لكن ان تجعلها البطل فان هذا يدعمها اكتر ما يساهم فى التخلص منها".
وأشار عبد العزيز إلى أن القناة هى الحارس الأول والبوابة الأولى التى عليها أن تنتقى الأعمال وفقا للمعايير التى وضعها المجلس الأعلى للإعلام معتبرا أن المسئولية هنا مشتركة وتضامنية واشار الى أنه لابد ان تعرف مصر مفهوم جمعيات حماية المشاهدين التى بدورها تطرح سؤالا هاما وهو اين حق المشاهد اذا تعرض الى ما يؤذى مشاعره؟"
وأوضح أن هناك حد اقصى لمدة الإعلانات عالميا لا يتجاوز الـ12 دقيقة لكن هنا فى مصر يتم ضرب عرض الحائط بهذه المعايير وأضاف :" نحن امام وضع اقتصادى قد يكون صعب وضخامة الانتاج والمبالغة فى التكلفة قد تدفع القنوات للتغاضى عن هذه المعايير "
وأشار إلى أن المسئولية عن المحتوى الذى يظهر فى الاعلانات تبدا من المعلن نفسه الذى لابد أن يعلم أن الاعلان الذى يحتوى على اشياء سلبية او ضد القيم يحدث ارتباط بين المنتج و هذه القيم السلبية وأضاف :" قد يفرح المنتج انه أنتج اعلانا جاذبا للانظار لكنه لا يعلم ان هذا سيعود على منتجه بالسلب" مشيرا الى ان دور وكالات الاعلان مفقود فى هذا الامر لانها بمثابة حارس البوابة على قيم المجتمع ولابد من تحمل كل الاطراف مسئوليتها.
ثورة على محتوى الأعمال الرمضانية
فيما قالت الدكتورة ليلى عبد المجيد، عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة الأسبق، أن قرارات المجلس الأعلى للإعلام ستعيد الاعتبار لقيم المجتمع المصرى، متمنية أن تكون الأعمال الدرامية هذا العام تناقش قضايا تهم الأسرة والمجتمع وتراعي أنها تدخل البيوت فلا تحمل إسفافا أو ابتذالا في الألفاظ أو السلوكيات وتتجنب مشاهد العنف أو البلطجة أو إثارة الغرائز من خلال الإيحاءات الجنسية أو تشويه صورة المرأة أو بعض فئات المجتمع.
وأشارت إلى ضرورة أم يتم اتخاذ الإجراءات الفعلية تجاه ما يخرج علي ذلك وهذا لا يتعارض مع حرية الابداع، فالدراما تقدم نماذج سلوكية يتم تقليدها وعلي القائمين علي انتاجها مراعاة ذلك.
وتابعت عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة الأسبق: نتمنى مراعاة وضع الإعلانات داخل المسلسلات والتي ترهق المشاهد وتفقده القدرة على متابعة العمل الدرامي والاستمتاع به.
وأكد مصدر مسئول داخل المجلس الأعلى لتنظيم الصحافة والإعلام أنه سيتم اتخاذ عقوبات صارمة ضد عدم الالتزام بالقيم والمهنية وميثاق الشرف الإعلامي فى كافة المواد الإعلانية والأعمال الدرامية والبرامج التى سوف يتم تناولها، وبالأخص خلال شهر رمضان القادم.