الوقود الحيوي يواصل تهديد غذاء الملايين: يستخدم الذرة وقصب السكر وفول الصويا

دفعت أزمات النفط المتكررة، وتناقص مصادر الطاقة المتوقعة عاماً بعد عام، الكثير من الدول، إلى البحث عن مصادر جديدة ومتنوعة للوقود، حتى يمكن مواجهة مشكلة عدم الوفرة المتوقعة، في الوقود الأحفورى، وقد توصّلت الدول، بعد دراسات وبحوث وتجارب لسنوات، إلى أن الوقود الحيوى، هو أحد أهم مصادر الطاقة المتجددة فى العالم، خلافاً لغيره من الموارد الطبيعية، مثل النفط والفحم الحجرى، وكافة أنواع الوقود الإحفورى والوقود النووى، كما بدأت بعض المناطق، بزراعة أنواع معينة من النباتات خصيصاً، لاستخدامها في مجال الوقود الحيوى، ومنها الذرة وفول الصويا في الولايات المتحدة الأمريكية، وأيضا اللفت في أوروبا وقصب السكر فى البرازيل.

قصب السكر يتم استخدامه فى إنتاج الوقود الحيوى

الوقود الحيوى والطاقة المستدامة

ويُعرف الوقود الحيوى، بأنه الطاقة المستدامة من الكائنات الحية، سواء الحيوانية منها أو النباتية، وهو من أهم مصادر الطاقة المتجددة فى العالم، وهو بذلك يختلف عن الموارد الطبيعية، مثل النفط والوقود النووى، كما يراها المهندس جمعه طوغان الخبير الزراعى وشئون البيئة، والذى أضاف أنه يتم إنتاج الوقود الحيوى، من عدد من المحاصيل النباتية والطحالب والبكتيريا، وقد قام الخبراء فى مجال الزراعة والطاقة، بتقسيم محاصيل الوقود الحيوى إلى 4 أقسام، وهى محاصيل الجيل الأول، والتى استخدمت بذور وحبوب النباتات، لإنتاج الوقود الحيوى، ومنها الذرة والقمح وفول الصويا وقصب السكر واللفت والشعير وغيرها، أمّا الجيل الثاني، فيعتمد على المخلفات النباتية، كسيقان القمح والذرة ونشارة الخشب والتبن وغيرها، ويتم الحصول على الوقود السليلوزى والإيثانول والميثانول الحيوى والهيدروجين الحيوى، غير أن الجيل الثالث.

الذرة تدخل ضمن المحاصيل المُستخدمة فى إنتاج الوقود الحيوى

يستخدم الطحالب لإنتاج الوقود الحيوى، لاحتوائها على نسبة جيدة من الزيوت، تصل إلى حوالى 60% من وزنها، ويتابع "طوغان" أن الجيل الرابع، يعتبر أحدث الأجيال لإنتاج الوقود الحيوى، ويعتمد على إجراء تغيير في جينوم أحد الكائنات الدقيقة، وهي بكتيريا تسمى Mycoplasma Laboratorium، بحيث تصبح قادرة على إنتاج الوقود، من غاز ثانى أكسيد الكربون، وتتميز الطحالب، عن بقية المواد المستخدمة في إنتاج الوقود الحيوى، بأنها تنمو في المياه، ولذلك فإنها تتغلب على واحدة من المشكلات الأساسية، التي تواجهها المواد الأخرى، وهي التنافس على الأرض، مع المحاصيل الزراعية الأخرى، كما أن بعض الأشكال الشائعة والشهيرة من الطحالب، هي الأعشاب البحرية، والتي لا تعتبر نباتات حقيقية، ولكنها تقوم بعملية التمثيل الضوئي، حيث يمكن للطحالب تخزين ما يصل إلى 50% من وزن أجسامها من الدهون، وبالتالي تنتظر تحويلها إلى الغاز لإنتاج الإيثانول.

الذرة الصفراء

أهم الدول المُنتِجة للوقود الحيوى

وخلال دراسة مُطوّلة، تحت عنوان، (التغيرات المناخية وإنتاج الوقود الحيوى بالقارة الإفريقية: التأثيرات والآفاق)، للدكتورة نهلة أحمد أبو العز، رصدت فى سطورها، أنه منذ سنوات عديدة، أخذت بعض الدول، المبادرة فى إنتاج الوقود الحيوى من المحاصيل و الزراعات، ومع مرور الوقت، استطاعت هذه الدول، أن تحصل على موقع الريادة، فى مجال إنتاج وتسويق الوقود الحيوى محلياً و دولياً، وكان أهمها، الولايات المتحدة الأمريكية، ودول الاتحاد الأوروبى واليابان والصين والبرازيل، والتى أصبحت من أهم الدول المنتجة والمصدرة للوقود الحيوى.

زراعات فول الصويا

وقد سبقت البرازيل دول العالم، في إنتاج الوقود الحيوى،  "الإيثانول"من قصب السكر المحلى، منذ ثلاثينيات القرن العشرين، واستمرت عجلة الإنتاج والتطور في الدوران، وشهدت توسعاً كبيراً، وهو ما أكسبها مكانة رائدة، بين دول العالم، فى الإنتاج والتجارة الدولية، وإذا استعرضنا أهم دول العالم إنتاجاً للإيثانول، وهو أحد أشكال الوقود الحيوى، سنجد أن الولايات المتحدة والبرازيل في مقدمة الإنتاج بحوالى 88% من إنتاج العالم، كما سنلحظ أن البرازيل، جعلت عدداً من الدول الأخرى، تقتحم هذا المجال، من أجل تأمين مصادر الطاقة النظيفة، وحل أزمات الطاقة، التى تمثّل أزمة لكثير من دول العالم، بالإضافة إلى الأزمة الاقتصادية، التي سببها ارتفاع أسعار الوقود الإحفورى أو التقليدى مثل البنزين و السولار والغاز الطبيعي.

نخيل الزيت

وقد ارتفعت فرص الاستثمارات، سواء المحلية أو استقطاب استثمارات أجنبية، من أجل وضع الخطط، للاستفادة المُثلى من الإمكانيات الزراعية، وزراعة المحاصيل المرتبطة بالوقود الحيوى، دون المساس بسوق الغذاء، أو التسبب فى أزمات أخرى، قد تؤدى إلى نقص فى المعروض أو إمدادات الطعام، أو حدوث مجاعات، كما حدث فى جنوب أفريقيا و ماليزيا و موزمبيق، وتابعت الدكتورة نهلة، أنه يجب علينا، قبل أن نضع أى خطط مستقبلية، لإنتاج الوقود الحيوى، أن نبحث جيداً، في الجوانب الاقتصادية المطروحة، في كل دولة، وأهم الخيارات المتاحة، وكيفية تنفيذها، دون التأثير على جوانب أخرى أو التسبب في أزمات جانبية، قد تتفاقم مستقبلاً، كما يجب أن تبنى كل دولة استراتيجيتها، في ضوء مواردها، من مياه وأراضى صالحة للزراعة ومناخ، وأهم المحاصيل، التى قد تتناسب مع الوضع البيئي والمناخى، ويمكن استخدامها فى إنتاج الوقود الحيوى.

انتاج الوقود الحيوى فى العالم

أهم الدول المنتجة للوقود الحيوى وكمياته